• حما العابدين وجه نسائي إخواني قريب من دائرة القرار(أرشيف)
    حما العابدين وجه نسائي إخواني قريب من دائرة القرار(أرشيف)
  • رشاد حسين كاتب مقالات وناشط سابق مع متهم بالتخطيط لاغتيال الملك عبد الله(أرشيف)
    رشاد حسين كاتب مقالات وناشط سابق مع متهم بالتخطيط لاغتيال الملك عبد الله(أرشيف)
الأحد 20 أبريل 2014 / 17:38

إخوان البيت الأبيض: من هم وكيف تغلغلوا إلى الإدارة؟

24 - إعداد: سليم ضيف الله

يعيش "الإخوان" حالة من الأرق والخوف بعد الأخبار والتقارير عن تحقيقات ضدّ التنظيم الدولي والحركات المتفرعة عنه في أكثر من عاصمة غربية، ويتضاعف هذان الأرق والخوف بسبب مباشرة بعض العواصم الكبرى التي تميزت مدة عقود بـ"تفهمها" لوجود الحركات الإخوانية أو على الأقل التغاضي عن نشاط الإخوان، التحقيق في أنشطتها.

هوما العابدين مساعدة هيلاري كلينتون أولى المتسللات

المحامي علي خان، عضو الناشط في التنظيم ومنظم لقاءات ومفاوضات سرية وعلنية بين الإدارة والإخوان

محمد الأبياري شخصية معروفة يتميز على عكس البعض بعلانية عمله لفائدة الإخوان

رشاد حسين كاتب خطب أوباما عمل مع عبد الرحمن العبودي القيادي الإخواني في المجلس الأمريكي الإسلامي المسجون بتهمة التخطيط لاغتيال العاهل السعودي

ولكن تقارير إعلامية ومخابراتية حديثة، بدأت ترفع الغشاء عن الأعين التي كانت ترفض رؤية التسلل الإخواني وتغلغله في بعض الدول والحكومات بما أصبح يشكل عبئاً وتهديداً على قرار تلك الدول السياسي والاستراتيجي، من أوروبا إلى الولايات المتحدة.

وفي أمريكا الشمالية تعددت التقارير والدراسات الرامية إلى حصر وفضح التمدد الإخواني والتعرف على وجوهه ورموزه وتفكيك شبكاته التي تمتعت فترة طويلة بدعم وتفهم وفي أسوأ الأحوال بنوع من اللامبالاة.

وفي الواقع نجح الإخوان الذين كانوا في البداية في حاجة إلى موطئ قدم لهم في التربة الأمريكية في البداية في استراتيجية الإختراق التي ساروا عليها في أكثر من دولة، فانتشرت الجمعيات والمنظمات الطلابية ثم الثقافية والدينية، التي سرعان ما تحولت إلى مجالس في كل الولايات تضم بدورها كل المنظمات والجمعيات الإقليمية، بنفس الطريقة العنقودية التي رأيناها سابقاً في أوروبا وبعض الدول العربية.

ولكن إخوان أمريكا أثبتوا أنهم أخطر من باقي الفروع وأكثر فعالية ونجحوا إلى حدّ ما في رفع مستوى الاختراق إلى درجة غير مسبوقة، فمن المجتمع وخاصة أوساط المهاجرين، تسلّل الإخوان إلى أخطر مفاصل الدولة والولايات، ولكن لحسن حظّ العم سام لم يتواصل عمى الألوان طويلاً وظهرت بعض الأصوات المنبهة من الدودة التي استقرت في صندوق الفواكه وبدأت في نخره.

في فلك هيلاري كلينتون
كانت البداية مع الحملة الصحافية التي ثارت في وجه سيدة الولايات المتحدة الأولى السابقة هيلاري كلنتون بعد اختيارها لهوما العابدين لإدارة مكتبها عند تعيينها وزيرة للخارجية في حكومة باراك الأولى، بسبب قربها المشبوه من الإخوان المسلمين، وكانت "هوما" المتحدرة من أسرة مهاجرة باكستانية هندية، أول وجه "إخواني" يظهر للعلن بهذا الشكل، لكن ذلك لم يكن سوى خطوة تبعتها خطوات، ليس على مستوى أهمية أو تعداد الوجوه الإخوانية المتسللة إلى دوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة، بل على مستوى حجم وخطورة هذا التغلغل كما كشفته التقاريرالمختلفة.

إخوان العدل
مع ظهور ما يسمىّ بالربيع العربي وبعد الظهور القوي للإخوان في المشهد السياسي الجديد المتولد عنه، شهدت دوائر أمريكية صحوة مهمة وحاولت بعض الأوساط الأكاديمية والسياسية والإعلامية تطويق حضور الإخوان في الإدارة الأمريكية فتبين أنه من التطور والأهمية بما لم يخطر على بال قبل ذلك.

وفي هذا السياق يأتي عارف علي خان الباكستاني الأصل مثلاً حالة مميزة ودالة على حجم هذا التغلغل وخطورته.

فعلي خان المحامي الذي شغل واحداً من أخطر المناصب القضائية منذ 1997، يُعد أحد أبرز الإخوان في بلاد العم سام إذ ارتقى في ذلك التاريخ إلى منصب المدعي العام الفدرالي في لوس أنجليس الأمريكية، ثم شغل بداية من 2005 مناصب لا تقل خطورة في العاصمة واشنطن.

وعمل خان مستشاراً لجون أشكروفت ثم ألبرتو غونزاليس اللذين شغلا بعد ذلك منصب وزير العدل، ولكن ذروة نجاح الرجل كانت في 2009، بعد تعيينه من قبل الرئيس أوباما في منصب مساعد وزير الأمن الداخلي مُكلفاً باستراتيجات الأمن الداخلي.

وتعرضت تقارير أمريكية عديدة إعلامية واستخباراتية إلى الأدوار المشبوهة لعلي خان العضو الناشط في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وفي أكثر من ملف وخاصة في تنظيم عدة لقاءات ومفاوضات بعضها معلن، وأكثرها سرّي بين 2001 و2011 بين ممثلين عن الإدارة الأمريكية وعن الإخوان المسلمين.

الأبياري الممثل العلني
وإلى جانب علي خان تعرضت عدة تقارير إلى دور شخصيات أخرى معروفة مثل محمد الأبياري، الذي يتميز على عكس البعض بعلانية عمله لفائدة الإخوان وتنظيماتهم مستفيداً في ذلك من القانون الأمريكي الخاص بجماعات الدفاع عن المصالح "لوبيينغ" شرط إعلان ذلك وعدم التورط في أعمال منافية للقانون بشكل صريح.

ويُعد الأبياري حالة نموذجية بكل المقاييس، ذلك أنه إلى جانب تمثيله الرسمي للمجلس الإسلامي بمدينة هيوستن ورئاسته لفرع المجلس الأمريكي الإسلامي بنفس المدينة وكلاهما من الفروع الإخوانية المعروفة، ينشط الرجل في الجمعيات والمنظمات التي تدور في فلك الإخوان والتنظيم الدولي.

ولكن الأبياري تميز منذ سنوات طويلة بدفاعه عن عمر عبد الرحمن عند محاكمة الأخير بتهمة اعتداء نيويورك الأول ضد أبراج مركز التجارة العالمي قبل 11 سبتمبر(أيلول)2001، واشتهر الأبياري بدفاعه عن الشيخ الضرير في المحكمة بعد دعوته شاهداً فيها.

ولكن المثير أنه ورغم موقفه نجح الأبياري في الوصول إلى وزارة الأمن الداخلي، وعُين بعد المحاكمة مستشاراً في وزارة الأمن الداخلي التي أحدثتها إدارة الرئيس بوش الابن.

وفي أكتوبر(تشرين الأول)2011، كان الأبياري محور تقارير صحافية عديدة اتهمته صراحة بتسريب وثائق سرية وملاحظات أمنية عن آلاف المشبوهين من الإخوان في أمريكا.

ورغم أن الأبياري أفلت من التعرض للمساءلة القانونية إلا أن الحملة الصحافية التي قامت ضدّه وضعت حداً لنشاطه الرسمي لفائدة الإدارة، وكان الخطاب الذي توجه به الرئيس أوباما إلى الرئيس المصري السابق حسني مبارك وطالبه فيه بالتنحي آخر ما قام به الأبياري لفائدة الرئيس.  

رشاد حسين ممثل أوباما لدى العالم الإسلامي
أما أبرز الوجوه الإخوانية على الإطلاق فهو رشاد حسين الملكف منذ 2009 بكتابة خُطب وكلمات الرئيس أوباما الموجهة للعالم الإسلامي ومن أشهر خطبه في هذا السياق كلمة أوباما في جامعة القاهرة في 2009.

التحق حسين بفريق الرئيس أوباما في 2009 ليصبح منذ 2010 ممثلاً للإدارة الأمريكية في كل ما يتعلق بالتعاون مع العالم الإسلامي ما أشّر على تنامي دوره ونفوذه في كل ما يتعلق بملف التعاون الأمريكي الإسلامي، حتى تعيينه في منصب ممثل الولايات المتحدة لدى منظمة التعاون الإسلامي في 2012.

ولكن المحامي اللامع والكاتب الملهم بدأ حياته السياسية قبل ذلك بكثير وبالتحديد في 2002 فعمل بنشاط لفائدة المجلس الأمريكي الإسلامي برئاسة عبد الرحمن العبودي القيادي الإخواني البارز في أمريكا والمسجون حالياً بعد تورطه في محاولة لاغتيال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.

سوابق
وعرف عن حسين أيضاً نشاطه لفائدة "منظمة الفكرالنقدي الإسلامي" وكان من أعضاء هيئتها التنفيذية البارزين مع عدد من الشخصيات الإخوانية مثل جمال بارزانجي وهشام طالب ويعقوب ميرزا.

وبالتوازي مع هذه المنظمات ارتبط حسين بمنظمة "سافا" الإسلامية التي تضم شبكة من المنظمات الإسلامية الناشطة في فيرجينيا الشمالية التي كانت محلّ شبهات وشكوك، انتهت في 2002 بمداهمة مقرها من قبل "أف بي أي"على خلفية تورطها في أعمال سرية في الخارج.

ويشار بالمناسبة إلى أن القضاء الأمريكي استند على حصيلة المداهمة لاحقاً لمنع طارق رمضان حفيد حسن البنا وابن سعيد رمضان الشهير من دخول الولايات المتحدة للتدريس بها إلى جانب الوجهين الإخوانيين جمال بدوي وطه العلواني.