الخميس 24 يوليو 2014 / 11:24

بالصور: 24 يتعرف ميدانياً على أوضاع النازحين في مدارس غزة

24 - غزة- محمد عـــرب

لم يتوقع الفلسطينيون النازحون عن بيوتهم بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أن تكون أحوالهم سيئة جداً داخل المدارس التي خصصتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين(الأونروا) لاستيعابهم.

خصصت إدارة الأونروا الفصل الدراسي الواحد لسبع عائلات كاملة أي لحوالي 50 شخصاَ على الأقل لذا تتناوب النساء والأطفال فيما بينهم على البقاء في الفصل بينما يبقى الرجال في باحة المدرسة

تكشف النظرة الأولى للمتجول في إحدى مدارس الأونروا، التي استوعبت مئات العائلات الفلسطينية النازحة، حجم المأساة التي تعيشها تلك العائلات، فالماء الصالح للشرب غير متوفر بالكميات المناسبة، والطعام لا يكاد يسد رمق الأسر الصائمة في شهر رمضان المبارك.

وأثناء تجولنا في مدرسة بنات جباليا الابتدائية في شمال القطاع، تلقفنا أحد النازحين محاولاً إيصال صوته إلى المسؤولين في الأونروا.

وقال تيسير غبن لـ 24: "لا نجد المياه الصالحة للشرب، وإن أحضروا كميات منها فهي لا تكفي لكل هذه العائلات، حتى المياه في الحمامات مقطوعة، أوضاعنا صعبة جداً، ولم تقدم الأونروا لنا أية خدمات سوى بعض المعلبات".



وأضاف "غبن" أنه يضطر إلى الذهاب للمسجد القريب للوضوء والصلاة، والبقاء فيه حتى ساعة متأخرة من الليل، نظراً لتوفر المياه هناك، حيث بإمكانه الاستحمام وأخذ قسط من الراحة في "بيت الله".

وفي جانب آخر من جوانب المدرسة، تقع شجرة كبيرة، حيث عدد من النازحين وجدوا في ظلالها متسعاً للنوم ساعات قليلة قبل موعد الإفطار.

ويقول تيسير أبو ندى: "تبدأ الأونروا بتوزيع وجبات الإفطار علينا قبل المغرب بنصف ساعة، وعندما يصلنا الدور يكون قد حان موعد آذان العشاء، ناهيك عن أن الوجبات التي تصلنا غير كافية، وأغلبها من المعلبات".



وطالبنا أبو ندى البقاء في المدرسة حتى يحين موعد توزيع وجبات الإفطار، ونرى بأعيننا كيف تعاملنا طواقم الأونروا، مشدداً في الوقت ذاته على أن الأونروا "تتعمد إذلال النازحين".

وعندما دخلنا أحد الفصول الدراسية كانت صدمتنا كبيرة، إذ خصصت إدارة الأونروا الفصل الدراسي الواحد لسبع عائلات كاملة، أي لحوالي 50 شخصاَ على الأقل.

وكحل جزئي لهذه الأزمة، يتناوب النساء والأطفال فيما بينهم على البقاء في الفصل، بينما يبقى الرجال في باحة المدرسة.

وعن هذه الحالة، تقول أم زكي الصوالحة: "وزعت الأونروا على العائلة المكونة من 13 شخصاً، 5 فرشات للنوم، ووضعت كل 7 عائلات في فصل دراسي واحد، نحن نعيش في مأساة حقيقية".

من جانبها أكدت الأونروا أن الحرب الدائرة كانت مفاجأة للجميع، ولم يكن في مخازنها المواد الكافية لهذا العدد الكبير من النازحين.

وقال المتحدث باسم الأونروا عدنان أبو حسنة لـ 24: "كانت لدينا الإمكانية لاستيعاب 35 ألف نازح، وتوفير الطعام والفراش اللازم لهم، ولكن عدد النازحين تجاوز هذا الرقم بضعفين، ما جعلنا أمام أزمة حقيقية".



وأضاف أبو حسنة أن أعداد النازحين في مدارس الأونروا بمحافظات غزة الخمسة، وصلت إلى 103 آلاف شخص، ما اضطر الوكالة لتقسيم المواد المتوفرة في مخازنها على هذه الأعداد الكبيرة.

وأشار أبو حسنة إلى أن الأونروا في انتظار كميات من المساعدات، متوقعاً وصولها خلال اليومين القادمين، الأمر الذي قد يخفف من الأوضاع الصعبة التي يعاني منها النازحون.

وتجدر الإشارة إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دخل يومه السابع عشر، في الوقت الذي تواصل فيه الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية عدوانها ضد منازل وممتلكات المدنيين في مختلف مناطق القطاع، ما ينذر بارتفاع أعداد النازحين في مدارس الأونروا.