الخميس 24 يوليو 2014 / 12:54

تقييم أمريكي: القوات العراقية تحتاج 3 سنوات لاستعادة المناطق من "داعش"

كشفت مصادر عسكرية عراقية مطلعة عن أن المستشارين العسكريين الأمريكيين الذين حضروا إلى بغداد، بعد الأحداث التي شهدتها المدن الشمالية والغربية التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة السنية, بينها تنظيم "الدولة الإسلامية" ومجموعات حزب "البعث" المنحل، توصلوا إلى رزمة من الملاحظات بشأن وضع القوات المسلحة العراقية في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة.

ووفقاً لصحيفة السياسية الكويتية اليوم الخميس، خلص التقييم الأمريكي، بحسب المصادر العسكرية العراقية، إلى أن قوات الجيش العراقي ربما تحتاج ما بين ثلاثة أعوام وخمسة أعوام لاستعادة السيطرة على المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المسلحين، وأن المشكلة التي تواجه هذه القوات تتمثل بأن المسلحين لا زالوا قادرين على فتح جبهات قتال جديدة والسيطرة على بعض البلدات الصغيرة، وإن كان هذا التقدم بطيئاً مقارنة ببداية أحداث محافظة نينوى في التاسع من يونيو (حزيران) الماضي.

طائفية المعارك
ووفق معلومات المصادر، تضمن تقييم المستشارين الأمريكيين انتقادات لاعتماد الحكومة العراقية على الميليشيات والمتطوعين الشيعة، في المعارك ضد المسلحين في تكريت شمالاً والرمادي غرباً وديالى شمال شرق العاصمة بغداد، لأنه يضفي على هذه المعارك الطابع الطائفي،ولهذا السبب لا تجد قوات الجيش العراقي أي تعاون أو دعم من الأهالي في البلدات التي تريد تحريرها من "داعش".

 كما أن قيادات الجيش لا تملك السلطة على هذه الميليشيات والمتطوعين الشيعة، وبالتالي يمكن لهؤلاء أن يرتكبوا مخالفات من دون أن يمنعهم أو يحاسبهم أحد.

وطلب التقييم الأمريكي من الحكومة العراقية، زيادة الضباط السنة والأكراد في جبهات القتال في المناطق السنية، لأن الضباط السنة تحديداً يمكنهم أن يتعاملوا مع سكان هذه المناطق بطريقة مريحة، ويمكنهم أن يكسبوا مواقف جيدة من قبل العشائر في المنطقة في مواجهة المتطرفين.

الطيران الحربي
وانتقد التقييم استخدام الطيران الحربي العراقي في مهاجمة البنى التحية للمدن التي تقع تحت سيطرة المسلحين، وتوجيه ضربات لتدمير المنازل على أساس أنها تأوي إرهابيين، في تكرار للسيناريو السوري الذي فشل في استهداف المواقع الحيوية للمجموعات المسلحة وأدى إلى تدمير المدن السورية.

وبحسب التقييم الأمريكي، فإن أكثر من 80% من قتلى الغارات التي تشنها طائرات "ميغ 29" و"سوخوي" التابعة لوزارة الدفاع العراقية هم من المدنيين الذين يتواجدون في مناطق سكنية وقريبة من مواقع المسلحين، ما يعني أن الغارات تستهدفهم عن طريق الخطأ, أو أن الحكومة العراقية تعتمد أسلوب قوات النظام السوري في تهجير المدنيين لتتمكن في ما بعد من مهاجمة هذه المدن والبلدات بطريقة عشوائية، على اعتبار أنها أصبحت خالية من المدنيين وتضم المسلحين حصراً.