الخميس 24 يوليو 2014 / 15:14

وورلد أفيرز جورنال: جنون العظمة دفع الإخوان لإنهاء حكمهم بأيديهم

24 - إعداد ميسون جحا

عدّدَ تقرير نشرته صحيفة وورلد أفيرز جورنال على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، الأخطاء التي ارتكبتها جماعة الإخوان المسلمين، والتي أودت بدورها لإنهاء حكمها عندما ثار الشعب المصري على سياساتها، ونجح، بمساعدة الجيش المصري، في عزلها.

يبدأ تقرير الصحيفة بالقول: " تصَّور حكومة مهووسة بجنون العظمة، على قناعة بأن مؤامرات تحاك ضدها من كل جانب، ذلك هو بالضبط الوصف المناسب لحكم الإخوان المسلمين في مصر، والذي لم يستغرق أكثر من عام واحد"

وتقول الصحيفة إن الإخوان المسلمين عملوا على استبعاد الساسة القادرين على حل مشاكل مصر، وشنوا حرباً على الإدارات التي احتاجوا إليها كي يحكموا البلاد، وفي النفس الوقت، لم تحرك الولايات المتحدة ساكناً، وهي ترى نفوذها يتضاءل بشدة متناهية في أكبر بلد عربي.

واعتبرت الصحيفة أن "جنون العظمة عند الإخوان المسلمين" لم يأت من فراغ، فقد لاحقت الحكومات المصرية المتعاقبة أعضاء الجماعة على مدار ثمانين عاماً، وقتل زعيمها، حتى أدى نشاطها في العمل السري لتكوين عقلية تنظر إلى الجميع كدخلاء يهددون وجودها، ويجب تحييدهم، وهكذا ما إن تسلموا السلطة، حتى سيطرت على زعماء الإخوان المسلمين عقلية أن خصومهم يمكرون بهم ويسعون للإطاحة بهم، وهذا بدوره يفسر اختيار الرئيس المعزول محمد مرسي لمعظم وزرائه من أعضاء الجماعة، فضلاً عن عجزه تشكيل ائتلاف حكومي عندما كانت مصر في أمس الحاجة لهكذا حكومة.

معاداة السلفيين
وتشير وورلد أفيرز جورنال إلى أن معاداة الجماعة للعلمانيين الذين دعموا نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك أمر مفهوم، لكن من الأصعب فهم سبب معاداتهم لحركة السلفيين، والمتمثلة بحزب "النور" خاصة أن هدف الحزبين انصب على تحويل مصر إلى دولة إسلامية، لاسيما أنه خلال عهدهم، الذي دام عاماً كاملاً، سعى الإخوان المسلمون، بكل ما في وسعهم، لاستبعاد أعضاء حزب النور من السلطة، وهم الذين جاءوا في المرتبة الثانية من حيث المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عامي ٢٠١١ -٢٠١٢، وأيدوا الدستور الذي مرّره الإخوان في البرلمان، ولكن، عوضاً عن تلبية طلب السلفيين بحقيبتي التعليم والاقتصاد، شعروا بالخيانة عندما منحهم مرسي وزارة البيئة، الأقل الأهمية بنظرهم، واعتبرت الصحيفة أن الضربة الأخيرة جاءت عندما أقال مرسي في فبراير (شباط) ٢٠١٣، السلفي خالد علم الدين من منصبه كمستشار للرئيس، ومن هنا أيّد حزب النور السلفي القوى العلمانية في سعيها للإطاحة بحكم مرسي خلال الأيام التي قادت لعزله في ٣ يوليو (تموز).

محاربة المثقفين والفنانين
وتوضح وورلد أفيرز جورنال أن جنون العظمة لدى جماعة الإخوان المسلمين، قادهم أيضاً لمحاربة المثقفين والكتاب والفنانين، والعمل على "أسلمة" الشارع المصري، عبر تدشين قنوات تلفزيونية دينية، أخذ أصحابها في مهاجمة كل مفكر مستنير يرفض هيمنة الإخوان على مفاصل الحياة المصرية.

ولأن القاهرة كانت دوماً منارة للعلم والفن في العالم العربي، وهو ما يفخر به معظم المصريين، كان الحراك الشعبي ضد حكم الإخوان المسلمين عارماً وقوياُ جرف معه كل ما يمكن أن ينهي دور مصر التاريخي الكبير في عالم الثقافة والعلوم في المنطقة.