الجمعة 25 يوليو 2014 / 16:43

إسرائيل تخسر حرب تويتر في عدوانها على غزة

24 - محمد سعد الدين

تدور على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي حرب توازي في ضراوتها الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، حرب لا مكان فيها لهدير الطائرات الحربية ولا للدبابات الثقيلة ولا للصواريخ ولا لدماء آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين وقعوا بين قتيل وجريح في هذه الحرب.

منذ إعلان إسرائيل الحرب على غزة تحت مسمّى "عملية الجرف الصامد" في الثامن من يوليو (تموز) الجاري، بدأ مستخدمو موقع تويتر -في داخل فلسطين وخارجها -استخدام وسم #GAZAUNDERATTACK باللغة الإنجليزية، أي الهجوم على غزة، وذلك لنشر كل الأخبار المتعلقة بسير العملية العسكرية ونتائجها الكارثية على الحجر والبشر.



 وقد شهد هذا الوسم انتشاراً واسعاً وتمت مشاركته أكثر من 113 ألف مرة في اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي، وتضمن إضافة إلى تغريدات الرأي الشخصي، صور وفيديوهات، تبرز ضخامة الحرب.



واللافت أنه تمت مشاركة وسم "غزة تحت الهجوم" -حتى كتابة هذه السطور – نحو 5 ملايين مرة، وذلك في مؤشر على التضامن المحلي والإقليمي والدولي مع قضية الشعب الفلسطيني.

وسم "إسرائيل تحت النار"
في مقابل هذا الوسم، خرجت مجموعة من الإسرائيليين بوسم آخر هو #IsraelUnderFire، أي إسرائيل تحت النار، وذلك بهدف تناول الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها الدولة العبرية.

لكن الوسم الإسرائيلي لم يحقق انتشاراً واسعاً، وتبين حسب معلومات يمكن الحصول عليها مجاناً عبر الإنترنت أنه تمت مشاركته أقل من 250 ألف مرة.

الحرب الإعلامية لم تعد تقليدية
مما لا شكّ فيه أن الحرب الإعلامية جزء من الحرب العسكرية، لكن الحرب الإعلامية لم تعدّ تقليدية كما كانت في السابق، تستمدّ وجودها من وسائل الإعلام التقليدية كالتلفزيون أو الصحيفة أو الراديو، بل تستمدّ وجودها من أدوات التواصل الاجتماعي، لاسيما تويتر.

فقدرة التغريدة على الوصول إلى عدد كبير من الأشخاص تفوق الوصف، ولا تقتصر التغريدة على 140 حرفاً أو رمزاً فقط، بل يمكن أن تتضمن صورة أو رابط فيديو، مما يعطيها قوةً هائلة.

كما أن التغريد عبر تويتر يضع المستخدمين أمام أداة لحظية، وكم هائل من المعلومات في الوقت الحقيقي، إلى درجة أن الأخبار العاجلة أصبحت تستوطن تويتر أكثر من استيطانها شاشات التلفزة.

ولعل أحد أهم مؤشرات التفوق الفلسطيني والعربي عبر تويتر في وجه الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل هو تناول صحف عالمية عدة هذه القضية، وإشارتها إلى أن تل أبيب خسرت حرب الهاشتاق في عدوانها على غزة.