الجمعة 25 يوليو 2014 / 17:44

أطفال يتصفحون مواقع داعش


تعد الشبكة العنكبوتية واحدة من نعم العصر الحديث، ويرى بعض الباحثين أنها أهم اختراع بشري بعد اكتشاف يوهانز غونتنبرغ لآلة الطباعة، إلا أن هذه النعمة قد تتحول نقمة لدى بعض الناس إن أساؤوا استخدامها هم وأطفالهم، ودون وعي تام بنتائج ما يفعلونه.

ممارسات عدة تنقل استخدام الإنترنت من الضفة الإيجابية إلى تلك السلبية، منها:

- الإفراط والمبالغة في إرسال الرسائل عبر وسائل الإعلام الاجتماعي مثل تويتر والواتس اب للأفراد والمجموعات، وقد يتضايق المتلقي فيهمل قراءة الرسائل، وقد يعمد بعض المتلقين إلى حجب اسم الشخص.

- وقد تؤدي كثرة بعث الرسائل بالشخص إلى أن يتحول إلى آلة همها بعث الرسائل المتتالية دون تمحيص، من أجل سبق الآخرين دون التحقق من الخبر وبعضهم يرسل الخبر وبعده بدقائق يبعث نفياً له، ولهذا وجه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة و ولي عهد أبوظبي إلى حسن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي قائلاً "علينا توخي الحيطة والتثبت في نقل المعلومات والأنباء، ليكون استخدامنا للتقنية الحديثة وأدواتها لكل ما فيه خير مجتمعنا ووطننا".

- لابد من ضبط الأعصاب والتحكم في الغضب، والتفكير مرتين قبل نشر أي كلام، لأن وجود الهواتف المحمولة في الأيدي طوال الوقت، إضافة إلى سهولة النشر قد جعل بعض الأشخاص يستجيبون لأول فكرة تطرأ على بالهم، دون تمحيصها أو التفكير في نتائجها وآثارها، والأمثلة على ذلك كثيرة. ومنها مثلاً ما نشرته صوفي لوكلير مرشحة حزب الجبهة الوطني الفرنسي في الفيس بوك، حيث شبهت وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا بالقردة، ووضعت لها صورة مركبة مع الشمبانزي. مما أدى بالحزب إلى إيقاف ترشيحها، وبذلك فإنها دمرت مستقبلها السياسي. ومثال آخر هو ملكة جمال تايلاند التي فقدت لقبها، لأنها طالبت بإعدام أصحاب القمصان الحمر، ووصفتهم بالناشطين الأشرار، ومثال أخير لزوجة الرئيس الأندونيسي كريستياني يودويونو حيث كتبت لأحد المتابعين لها على حسابها في إنستغرام بأن تعليقه غبي.

للإنسان أن يعبر عن رأيه، لكن لابد أن يكون لبقاً، وذكياً، وأن لا ينال من احترام الآخرين، وعليه أن يتسلح بالذكاء العاطفي الذي يقدر فيه المرء مشاعر الآخرين ومستويات تفكيرهم، لأنه يتواصل مع عدد كبير من الناس مختلفي الثقافة والميول.

- وأما في التعامل مع الأطفال الصغار فيجب أن لا تكون الأجهزة اللوحية ( الآي باد) هي الطريقة الوحيدة لإلهاء الطفل وإسكاته كلما بكى، لأنه بحاجة للتواصل مع الآخرين، ليفهم الموقف وكيفية مواجهة المشكلة لا الهرب منها. وبالحوار يتبين للطفل الصغير الفعل الصحيح من الخطأ. واللعب بالأجهزة اللوحية لابد أن يتحدد بوقت معين، وأن تكون البرامج بعيدة عن العنف، ومتنوعة بين الترفيه وبين تعلم شيء جديد.

ومن أسوأ المواقف التي رأيتها كانت لطفل صغير يضع إعجاباً "لايك" لموقع الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش "في إنستغرام. وسألته عن صورة أحد مقاتلي داعش، فقال إنه لا يعرف شيئاً عنهم ولا عن أفكارهم. وقال بلا مبالاة بأنه أنزل برنامجاً يسمح للمشاركين فيه بزيادة عدد المعجبين بالحساب مقابل أن يعمل للآخرين إعجاباً أيضاً. وأشار إلى حساب داعش. وعندما وضحت للطفل من هم داعش، وماذا يعملون صدم كثيراً، لأنه ظن أن الفضاء الالكتروني آمن ونقي. وطلبت منه أن لا يضيف غير عائلته وأصدقائه، لأنه لا يعرف ما يحمله الغرباء من نوايا.