الأربعاء 30 يوليو 2014 / 10:40

إيكونوميست: لسان حال العراقيين: "عيدٌ بأية حالٍ عدتَ يا عيد"

24 ـ إعداد ـ ميسون جحا

ورد في تقرير ميداني، نشرته مجلة ايكونوميست يوم أمس الثلاثاء، وصف لمعاناة أهل بغداد ومخاوفهم في ظل توجس دائم، وقلق مقيم مما ينتظرهم في مقبل الأيام.

تقول المجلة إن بعض السكان أراد الاحتفال بعيد الفطر عن طريق اصطحاب أطفالهم إلى حديقة الزوراء للألعاب، فما كان عليهم سوى تمضية ساعات، في الوقوف عند نقاط التفتيش، قبل ركوب حافلات مؤلفة من طابقين، على الطراز الإنجليزي، لقطع مسافة كيلو متر ونصف تقريباً وسط طريق مسوّر يوصل إلى بوابة الحديقة. وبعد مزيد من تفتيش الحقائب والتدقيق في الهويات، دخل الزوار إلى الحديقة لتستقبلهم صور للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، ومئات من الجنود القلقين.
عالم آخر وسط العراق
يقول مراسل ايكونوميست إنه ما إن دخل حديقة الزوراء الفسيحة، حتى رأى عالماً آخر داخل العراق. هناك صدحت، عبر عشرات مكبرات الصوت، موسيقى أغان شعبية عربية، وأخذ الباعة الجوّالون في بيع سكر نبات وآيس كريم وعصائر طازجة ودمى محشوة عرضت داخل أكشاك زينت بأنوار لامعة وألوان بهيجة. وقد تجولت الأسر في تلك الأجواء الفرحة بين أشخاص ينشدون ويرقصون، واصطف الأطفال في طوابير من أجل ركوب ألعاب الحديقة المتنوعة.

احتفال وسط أجواء حربية
تقول ايكونوميست أن العراقيين احتفلوا بالعيد في نهاية شهر رمضان الكريم حيث صاموا في ظل حر قائظ، وأحداث دموية أعادتهم إلى جولة أخرى من العنف والانقسام الطائفي، حيث ينقسم الشيعة والسنة والأكراد حول تشكيل حكومة جديدة، وبشأن كيفية اقتسام عائدات النفط. كما أن العاصمة بغداد غير حصينة، فقد أدى انفجار بسيارتين مفخختين، وقع داخل منطقة سكنية في ٢٤ تموز، يوليو الحالي، لمقتل قرابة 20 شخصاً، كما تساقطت قذائف هاون على مقار للشرطة والجيش، واخْتُطف، من داخل بيوتهم، سياسيون سنة. وتدور شائعات بأن فرق موت تنتشر في عدة أحياء وسط العاصمة، مما يذكر بالوجه القبيح للحرب الأهلية العراقية التي وقعت في عامي ٢٠٠٦ - ٢٠٠٧. كما يقال إن جثامين الضحايا تتكدس داخل غرف الموت، ويتناقل الناس أقاويل حول وجود خلايا جهادية نائمة، وسط حكومة عاجزة تزداد بعداً عن حقيقة ما يجري في الشارع.

تفاؤل بغدٍ أفضل
تقول ايكونوميست إنه على الرغم من معاناة العراقيين اليومية، يتحلى بعضهم بأمل بأن يكون يوم غد أفضل من سابقه. هذا ما يعبر عنه علي عدنان، وهو كهربائي، في العقد الثالث، ولديه طفل في التاسعة، وقد صحبه إلى حديقة الزوراء، حيث يقول: "العيد في العام الحالي أفضل من العيد السابق. لدينا جيش قوي يحمينا". ويرفض عدنان تصديق أقوال حول تفكك الجيش العراقي، إثر غزو داعش لشمال وغرب العراق، في الشهر الماضي، وإنه غير قادر على حماية بغداد، أو أية منطقة أخرى في العراق.

رأي آخر
من جانب آخر، تقول ايكونوميست إن عدداً آخر من العراقيين ليسوا واثقين من قدرة قواتهم المسلحة على دحر داعش واستعادة المدن والبلدات التي سيطر عليها الجهاديون. يبدي هؤلاء استياءً كبيراً من الساسة، ومن ضمنهم رئيس الوزراء، نوري المالكي، لتغليب مصالحهم على أمن وسلامة الوطن

ويؤكد عراقيون أنه خلال فترات انقطاع طويلة للكهرباء، لأكثر من شهر، ورغم ارتفاع شديد لدرجات الحرارة في شهر رمضان، ظلت المنطقة الخضراء المحصّنة، مقر الحكومة، والملاصقة لحديقة الزوراء، منارة بمئات المصابيح. ولهذا كله، يقول غسان محمود، مهندس كمبيوتر: "أخشى من المستقبل، وقد أهجر العراق في يوم ما، ولا فرق بين الجيش والميليشيات المسلحة".

النجاة بأرواحهم
وفي تقرير مشابه حول الأوضاع في العاصمة العراقيةً بغداد، ونشره موقع باشميل، إخباري بريطاني - أمريكي، يقول مراسل الموقع في بغداد إنه عند تحليق طائرته في أجواء بغداد، رأى الظلام يلف المدينة من كل جانب، وعندما خرج من المطار واستقل وصديق استقبله الطريق نحو وسط العاصمة، استوقفته عدة دوريات للشرطة والجيش، وتم تفتيش حقيبته وأوراقه وكل ما يحمله، قبل أن يسمح له بمواصلة طريقه. وعندما سأل ذلك المراسل صديقه عمن يغطي الأخبار في بغداد، قيل له: "غادر جميع الصحافيين الأجانب بغداد".

وعاود السؤال "هل ذهبوا لتغطية أحداث غزة وأكرانيا؟" أجابه الصديق الوفي "لا لأن الوضع في بغداد غير مستقر، ويُخْشى من وقوع أحداث دموية، ولذا آثر المراسلون النجاة بجلدهم قبل أن يحصد الإرهاب أرواحهم".