لاجئون سوريون في لبنان(أرشيف)
لاجئون سوريون في لبنان(أرشيف)
الخميس 31 يوليو 2014 / 14:47

ناشيونال إنتيريست: المساعدة الدولية للاجئين ضرورة لبناء شرق أوسط مستقر آمن

24 - إعداد ـ مي عادل

تناول تقرير نشرته صحيفة ناشيونال إنتيريست الأمريكية، أمس الأربعاء، مأساة اللاجئين العراقيين والسوريين، والتي رأت الصحيفة أن المجتمع الدولي مطالب بأن يجد لها حلاً قبل الحديث عن أي حل جديد للأزمة العاصفة التي ألمت بمنطقة الشرق الأوسط.

الدروس المستقاة من التاريخ القريب في كل من أفغانستان وراوندا وفي كل مكان علّمتنا أن الهاربين المعرضين لهجمات يكونون عرضة للانضمام إلى مجموعات مسلحة

وتعتبر الصحيفة أنه، مع لجوء قرابة 3 مليون لاجئ سوري لطلب المساعدة الدولية في دول الجوار، وفي ظل هروب أكثر من مليون عراقي من وجه داعش في الأشهر الأخيرة، فإن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك لتجنب مواجهة مأساة إنسانية أشد إيلاماً وأبعد أثراً.

ولن تفيد الوعود الكلامية بتحقيق غدٍ أفضل في منع اللاجئين من الانخراط في النزاعات المسلحة في العراق وسوريا، وإن عجزت الولايات المتحدة، ومعها الأمم المتحدة، عن تحقيق ذلك الوعد، يبقى هناك خطر قيام داعش بتوفير تلك الأمنية، بحسب الصحيفة.

نزاع حدودي
في هذا السياق، تشير ناشيونال إنتيريست إلى أنه منذ وطئت أقدام البشر ضفاف دجلة والفرات، وهم يتنازعون على أحقية العيش حول النهرين.

وحتى قبل غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، كان آلاف العراقيين والسوريين قد هربوا من بطش صدام حسين وبشار الأسد.

وفي عز النزاع الطائفي في منتصف العقد الماضي، أشارت المنظمة الدولية للهجرة أن واحداً من بين كل 8 عراقيين أضحوا مشردين، إما داخل العراق أو خارجه.

وفي ذلك الوقت، لجأ أكثر من 350 ألف عراقي لطلب مساعدة الأمم المتحدة في كل من سوريا والأردن، والذي ثَبُت أنه غير قادر أو غير راغبٍ بإغلاق حدوده في وجه اللاجئين العراقيين.

وقد هرب معظم أولئك العراقيين للنجاة بأرواحهم، أو سعياً وراء فرصة عمل لم تعد متوفرة في بلدهم الذي مزقته حرب ماحقة.

عبور الجهاديين
لكن، كما تؤكد ناشيونال انتيريست، أخذ الجهاديون أيضاً بعبور الحدود الطويلة بين سوريا والعراق، وتهريب المسلحين والأسلحة بين البلدين.

وأدى تسامح الأسد مع ذلك" الخط الجهادي الأجنبي" لأن يرتد عليه، عندما هدد نفس المسلحين نظامه بعد عام 2011.

واليوم، بات أولئك اللاجئين أمام خيارين لا بديل عنها، وهو إما الهروب من نظام الأسد الجائر، والمالكي الخائب، أو الانضمام لداعش الإرهابي الأصولي، أو المتمردين المسلحين الذين يجهلون أساليب الحكم.

إلى ذلك، استقبل الأردن ولبنان وتركيا، ودول أخرى مجاورة ملايين اللاجئين السوريين، والذين يتلقون حالياً مساعدات من الأمم المتحدة.
وفي الوقت الحالي، ينتاب أولئك اللاجئين مخاوف من احتمال طردهم من المناطق التي هربوا إليها.

تجاوز الأسوأ
وترى ناشيونال انتيريست أنه من المنطقي القول بأن الأمم المتحدة عاجزة عن تسوية الأزمتين السورية والعراقية، ولكن تقديم المساعدات للاجئين كفيل بتجاوز ما هو أسوأ، كما أن صناع القرار السياسي ينظرون عادة للاجئين بوصفهم يشكلون عبئاً اقتصادياً، وخطراً أمنياً على دول الجوار.

لكن الدروس المستقاة من التاريخ القريب في كل من أفغانستان وراوندا، وفي كل مكان، علّمتنا أن الهاربين المعرضين لهجمات يكونون عرضة للانضمام إلى مجموعات مسلحة، ولأن اليائسين غالباً ما يركنون لمن يقدم لهم بديلاً عن التشرد والهلاك.

ومن جانب آخر، تؤكد الصحيفة أن اللاجئين يشكلون "خزاناً بشرياً، ومصدراً كبيراً للساعين لبناء شرق أوسط ديموقراطي مستقر آمن"، وخاصة أن معظم اللاجئين متعلمون، وهم حريصون على العودة إلى أوطانهم والمساعدة في إعادة بناء ما تهدم، وإصلاح ما انقطع.