الجمعة 1 أغسطس 2014 / 01:13
يحاول الفلسطينيون في قطاع غزة التأقلم مع واقع الحرب الذي فرضه الاحتلال الاسرائيلي عليهم خلال العدوان المتواصل لليوم الرابع والعشرين على التوالي.
فانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وانعدام غاز الطهي نظراً للإغلاق المتواصل لمعبر كرم أبو سالم التجاري، أجبرا أهالي القطاع على التعامل مع هذه الأزمات ومحاولة تجاوزها بالإمكانات المتاحة مهما كانت بدائية.
الحاجّة أم محمود جودة تمكنت من اختراع آلة استطاعت من خلالها توفير الخبز الطازج لعائلتها، بعد أن تفاقمت أزمة المخابز في القطاع وأصبح الحصول عليه يحتاج إلى الوقوف في طابور طويل لعدة ساعات.
اختراع الحاجة أم محمود لا يحتاج إلا لصفيحة زيت فارغة، وتقوم بإحداث فتحتين عرضيتين في جانبين متقابلين منها، ومن ثم تضع بلاطتين واحدة في مقدمة الصفيحة وأخرى فوقها من الناحية الأخرى.
وتستخدم أم محمود الأوراق والكراتين الفارغة في إشعال النار التي تسطيع من خلالها خبز كمية وفيرة من الخبز تقي ابنائها من الوقوف لساعات طويلة في طوابير أمام المخابز.
وبرزت أزمة في المخابز في قطاع غزة بعد اشتداد أزمة الكهرباء، نتيجة تعرض محطة توليد الطاقة لغارة إسرائيلية أدت إلى تعطلها بشكل شبه كامل.
وقالت أم محمود لـ 24: "الخبز شيء أساسي لا نستطيع الاستغناء عنه، لدينا أطفال يحتاجون بشكل دائم للخبز، وإذا وقفت ساعات أمام المخبز قد تعود ببعض الخبز وقد لا يصلك الدور".
فرحة أحفاد أم محمود كانت كبيرة بجدتهم وهي تقوم بإشعال النار، لاسيما وقد قاموا بمساعدتها في تجميع الأوراق والكراتين الفارغة لها.
وأضافت أم محمود أنها تقوم يومياً بمساعدة جيرانها وتعليمهم طريقة عمل الصفيحة وتجهيزها لتكون صالحة لاستخدامها في طهي الخبز.
وكانت الأونروا حذرت في وقت سابق من كارثة إنسانية قد تصيب قطاع غزة في حال لم تسمح "إسرائيل" بإدخال الدقيق إلى القطاع.
وقال المستشار الاعلامي للأونروا في غزة عدنان أبو حسنة: "في حال لم تسمح إسرائيل بإدخال الدقيق فإن الطحين الموجود في كل قطاع غزة سينفد تماماً، وسيجد سكان القطاع أنفسهم أمام كارثة انسانية حقيقية لا تحمد عقباها".
وأضاف أبو حسنة في تصريح لـ 24: "المخابز التي تعمل في قطاع غزة قليلة جداً، وتعمل بما يتوفر لديها من الطحين، وبعد نفاده ستغلق أبوابها ولن يستطيع أحد الحصول على رغيف واحد من الخبز"، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة الضغط على الحكومة الاسرائيلية لفتح معابر القطاع لاسيما معبر كرم أبو سالم وإدخال الحاجيات الأساسية للسكان.