الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
الأربعاء 16 يوليو 2014 / 18:58

زايد راعي نهضة الإمارات ومؤسس مشروعها التنموي

شهدت مسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عمليات بناء وتطوير متسارعة، لدولة اتحادية حديثة العهد، ما جعلها في مصاف الدول الأكثر تقدماً في العالم، فلا يكاد يصدر تقرير يتعلق بالرفاهية والسعادة والتطور العمراني والبنية التحتية، إلا وتكون الإمارات ضمن الصفوف الأولى، كل هذا وأكثر بفضل جهود المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، وإيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للشعوب وأساس التنمية الشاملة للدول.

أسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، منذ أن وضع اللبنات الأولى للاتحاد عام 1971، دعائم مشروع نهضوي حضاري متكامل في الإمارات يقوم على الموارد البشرية، باعتبارها ركيزة التنمية الشاملة، إلى جانب غيرها من الموارد النفطية والتجارية والثقافية والتاريخية التي كان لها مجتمعة دور فيما وصلت إليه الدولة من رقي وتطور خلال فترة وجيزة من عمر الشعوب.

وفرضت الإنجازات المتواصلة والعطاءات الكثيرة للشيخ زايد داخلياً وإقليمياً وعالمياً، احترام الجميع، ووضعته في مكانة متفردة بين مواطنه والعرب والعالم، لما قدمه رحمه الله للإمارات وشعبها من طمأنينة وازدهار وحب، وللعرب والإنسانية جمعاء من دعم استحق عليه لقب "زايد الخير"، حيث غرست أياديه البيضاء الخير في مختلف أصقاع الأرض فلا يوجد مكان في المعمورة لم تصل إليه عطاءاته، سواء عبر بناء المساجد أو المساكن أو المراكز الصحية أو المدارس وغيرها من المرافق التي تقف اليوم شاهدة على ما قدمه الراحل الكبير لأمته العربية والعالم أجمع. 

مرحلة البناء والتطوير
مع بزوغ فجر إماراتي جديد بإعلان قيام الاتحاد عام 1971، بدأ الشيخ زايد، مرحلة البناء والتطوير، على الصعد كافة ومنها بناء الإنسان، كما رفع من وتيرة العمل في مختلف المشاريع الحيوية والمهمة، التي ساهمت في كتابة تاريخ الإمارات الحديث بأحرف من ذهب، حيث بانت النتائج للعيان فشيدت المباني وازدادت المساحات الخضراء وكذلك الأراضي الزراعية، كما أسست صروح العلم التي كان لها دور أساسي في خلق أجيال قادرة على الحفاظ على المكتسبات والبناء عليها، وتحقيق الإنجازات المختلفة، فقد آمن المغفور له بإذن الله، بأن بناء البشر أساس التنمية الشاملة.

أسس متينة للتنمية
أدرك المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، منذ البداية أن دعائم التنمية تقوم على تنوع الموارد، لذلك وضع أسساً متينة للتنمية المستدامة في قطاع الزراعة، فشهدت الدولة تحولاً كبيراً، حيث تحولت من مستوردة لمختلف المنتجات الزراعية إلى الاكتفاء الذاتي في عدد كبير من المنتجات الزراعية، ومنها التمور، وأولى اهتماماً بالغاً في نشر الرقعة الخضراء وزيادة الإنتاج الزراعي لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وكذلك مشاريع ربط مختلف المدن بشبكة حديثة من الطرق المعبدة والمضاءة، بالإضافة إلى تعمير وتطوير الجزر والمناطق النائية، ليعيش سكانها عصر النهضة.

مع توليه مقاليد الحكم وضع برنامجاً ضخماً لعملية الانماء، وبدء بتطبيقها على أرض الواقع بوتيرة متسارعة، حيث دفع أبناء شعبه للمساهمة بكل طاقاتهم في هذه العملية، وكانت الأولويات تنصب على إقامة المدارس والمساكن والخدمات الطبية وإنشاء ميناء ومطار وشق الطرقات، وكذلك أولى الشيخ زايد مشاريع المياه والطاقة أهمية بالغة لإيمانه بأن توفيرها يسهم في دفع عجلة النمو الصناعي والزراعي قدماً في البلاد.

استقرار المواطنين
وحرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على رفاهية الموطنين واستقرارهم، حيث وجه رحمه الله إلى الاهتمام به عبر مشاريع الإسكان وتنفيذ برامج منتظمة لتوفير السكن الملائم للمواطنين، وقد تم اعتماد برامج طموحة لتوفير السكن الملائم للمواطنين، وبناء على توجيهاته، أطلقت وزارة الأشغال العامة العام 1973 عدد من البرامج التي تلامس احتياجات المواطنين، وتهدف إلى الانتفاع بالمساكن والإضافات، حيث تجاوز عدد المساكن التي أنجزتها 17 ألف وحدة سكنية، كل تلك الإنجازات ساهمت في أن تتوأ الدولة مكانة مرموقة عالمياً، في مجال البنية التحتية.

3 عقود من البناء
وكرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على مدى أكثر من 3 عقود كل جهوده من أجل تحقيق الوفاق لمواطنيه والمقيمين على أرض الإمارات المعطاء، وشهدت الإمارات تحت ظله عدداً من الإنجازات الكبيرة، منها قفزات نوعية في مجال الخدمات الصحية، حيث قفز عدد المستشفيات إلى 37 مستشفى وأكثر من 110 مراكز صحية موزعة على مختلف مناطق الدولة، بداية الألفية، ولم يكن قطاع التعليم بغائب عن نظر المغفور له، فقد بذل جهداً كبيراً في تطوير القطاع والنهوض به، باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية القائمة على الموارد البشرية، فقد ارتفع عدد المدارس من 350 مدرسة في عام 1978، إلى 1250 مدرسة في أواخر عهده رحمه الله، ومن جامعة واحدة في تلك الفترة إلى 12 جامعة حكومية وخاصة في بداية العام 2005، الأمر الذي ساهم في انخفاض الأمية إلى 9% على مستوى الدولة.

للصناعة مكان
ولم يغفل الشيخ زايد بن سلطان، المجال الصناعي ودوره في تحقيق الرفاه والرفعة لأبناء الإمارات، فقد شهدت الدولة تحت قيادته نهضة صناعية كبيرة، فأنشئت المناطق الصناعية، واستثمرت مبالغ كبيرة في عملية النهوض بالصناعة الوطنية لتأمين مصادر بديلة للدخل، كما قدمت الإمارات تسهيلات كبيرة للمستثمرين من خارج دولة الإمارات.

كما عمل الشيخ زايد، وعلى امتداد مسيرته الحافلة، على إدخال التغييرات الجذرية والإيجابية على مستوى دولة الإمارات، فقد حققت قفزات نوعية في مجال التنمية، الأمر الذي ساهم في تربعها على العرش العالمي في إنجازاتها التي تخطت حدود الزمن".

إنجازات أبهرت العالم
لم تقف إنجازات الشيخ زايد رحمه الله، عند حد معين بل كانت تسير في الاتجاهات كافة بشكل متواز، حيث أبهر المغفور له العالم بالإنجازات الكثيرة، التي تنم عن عقلية متفردة تستشرف المستقبل، ففي عهده، تمتعت الإمارات بواحد من أعلى مستويات المعيشة في العالم، حيث بلغ الناتج المحلي 81.314 مليار درهم العام 2004، مقابل 6 مليارات و500 مليون درهم في مع إعلان تأسيس الاتحاد عام 1971، ومرد ذلك كله إلى رؤية الراحل رحمه الله الذي وضع أسس التنمية القائم على الاقتصاد متنوع الموارد، فقد انتهج عملية التنمية القائمة على المزاوجة بين إنتاج النفط إلى جانب الزراعة والتجارة، وغيرها .