هل سيعود الجنود إلى ثكناتهم؟
هل سيعود الجنود إلى ثكناتهم؟
الجمعة 29 أغسطس 2014 / 14:59

الإنفصاليون يقولون إنهم سيسمحون لقوات أوكرانية محاصرة بالانسحاب

قال الإنفصاليون الموالون لموسكو الذين يقاتلون في شرق أوكرانيا اليوم الجمعة إنهم سيمتثلون لطلب الكرملين بفتح "ممر إنساني" يسمح لقوات أوكرانية محاصرة بالانسحاب.

ولم يتضح كيف سترد الحكومة في كييف على العرض الذي اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكن أول رد فعل من الجيش الأوكراني كان سلبياً.

وقال الجيش الأوكراني في بيان إن دعوة بوتين تظهر فقط أن "هؤلاء الناس (الإنفصاليون) تحت قيادة الكرملين وسيطرته المباشرة".

وتتهم كييف القوات الروسية بدخول شرق أوكرانيا بطريقة غير شرعية وقالت كييف المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إنها ستواصل القتال للدفاع عن أراضيها.

وتواجه روسيا اتهامات بالدفع بقوات وأسلحة إلى الجمهورية السوفيتية السابقة لدعم تمرد إنفصالي كان يبدو قبل أسبوع أنه في مراحله الأخيرة، وأدى ذلك إلى تصاعد حدة الصراع المستمر منذ خمسة أشهر في شرق أوكرانيا.

وفي بيان الكرملين صدر في وقت متأخر ليلة أمس الخميس تبنى بوتين لهجة أقل حدة من دون أن يعترف بأن الجيش الروسي يشارك في الصراع.

وقال بوتين في البيان "من الواضح أن التمرد حقق بعض النجاحات الهامة في وقف العملية المسلحة التي تقوم بها كييف".

وأضاف في بيان "أدعو قوات الميليشيا إلى فتح ممر إنساني للجنود الأوكرانيين المحاصرين لتجنب سقوط ضحايا بدون مبرر والسماح لهم بمغادرة منطقة القتال دون عراقيل والانضمام إلى عائلاتهم... ولتقديم المساعدات الطبية العاجلة للمصابين من جراء العملية العسكرية".

وبعد ساعات قال الكسندر زخارتشينكو وهو زعيم للإنفصاليين في شرق أوكرانيا لمحطة تلفزيونية روسية إن قواته مستعدة للسماح للقوات الأوكرانية المحاصرة بالإنسحاب.

وأضاف انه على القوات الحكومية أن تنسحب وتترك وراءها العربات المدرعة والذخيرة.

قوات روسية
دعا الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إلى اجتماع عاجل مع قادته الأمنيين في وقت متأخر أمس الخميس لبحث سبل الرد على التقدم السريع الذي حققه الإنفصاليون في جنوب منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.

وقال للاجتماع إن الموقف "صعب على نحو غير طبيعي ولكن يمكن السيطرة عليه" بعد أن سيطر المتمردون المدعومون من روسيا على بلدة نوفوازوفسك في جنوب شرق البلاد على ساحل بحر آزوف.

وقال بوروشينكو في وقت سابق إنه ألغى زيارة إلى تركيا "بسبب الموقف الآخذ في التدهور بسرعة" في إقليم دونيتسك بشرق البلاد "لأن القوات الروسية دخلت أوكرانيا في واقع الأمر".

وفي تصريحات خلال الليل اتهم وزير الدفاع الأوكراني فاليري هيلتي روسيا باصدار "أمر اجرامي" لإرسال قوات مظليين ومعدات عسكرية إلى أوكرانيا.

وقال إن كثيراً من الجنود الروس أسروا وقتل كثيرون، وقال هيلتي "للأسف دفنوا ببساطة تحت نفاية مبنى. نحاول العثور على جثثهم لإعادتهم إلى أمهاتهم لدفنهم".

ونفت وزارة الدفاع الروسية من جديد وجود قوات لها في أوكرانيا مستخدمة لغة تعود لزمن الحرب الباردة.

وقال المسؤول بوزارة الدفاع الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف لوكالة إنترفاكس للأنباء "لاحظنا شن هذه الهجمة المعلوماتية وينبغي علينا أن نحبط القائمين عليها في الخارج وبعض من يلتمسون الأعذار في روسيا".

وأضاف "المعلومات الواردة في هذا الشأن لا علاقة لها بالواقع".

ولكن يبدو أن صبر الحكومات الغربية بدأ ينفد من النفي المتكرر من جانب روسيا.

وفي إشارة إلى المحادثات التي عقدها بوتين مع بوروشينكو قبل يومين قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "لا يكفي ببساطة الخوض في محادثات في مينسك بينما تواصل الدبابات الروسية الزحف متجاوزة الحدود إلى أوكرانيا. مثل هذا النشاط لا بد أن يتوقف فوراً".

وقال وزير الخارجية البولندي إن "العدوان" الروسي قد خلق أخطر أزمة أمنية في أوروبا منذ عقود. وقال مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي إن روسيا صعدت بشدة "تدخلها العسكري" في أوكرانيا خلال الأسبوعين المنصرمين.

وقال البريجادير جنرال نيكو تاك من هولندا الذي يرأس مركز إدارة الأزمات التابع لحلف شمال الأطلسي "تشير تقديراتنا الى وجود أكثر كثيراً من ألف من أفراد القوات الروسية يعملون الآن داخل أوكرانيا... انهم يساندون الإنفصاليين ويقاتلون إلى جانبهم".

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو وكثفت روسيا وحلف شمال الأطلسي من المناورات العسكرية مما تسبب في أكبر أزمة بين الشرق والغرب منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

واتهمت الولايات المتحدة روسيا صراحة بارسال قوات مقاتلة إلى أوكرانيا وهددت بتشديد العقوبات الاقتصادية على موسكو لكن واشنطن لم تبلغ حد إطلاق وصف الغزو على الدعم الروسي المكثف للإنفصاليين في شرق أوكرانيا.

واستبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اللجوء إلى أي عمل عسكري قائلا إنه يجب التوصل لحل دبلوماسي لكنه قال إنه سيؤكد التزام الولايات المتحدة حيال حلفائها في حلف شمال الأطلسي خلال قمة للحلف الأسبوع المقبل.

وقال أوباما للصحفيين في البيت الأبيض "لن نقدم على عمل عسكري لحل المشكلة الأوكرانية. ما نفعله هو حشد المجتمع الدولي لممارسة الضغوط على روسيا".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إن بلادها تدرس عددا من الخيارات للرد على دخول روسيا في شرق أوكرانيا وإنها تعتقد أن زيادة العقوبات هي "الوسيلة الأكثر فاعلية".

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن قمة الاتحاد الأوروبي المزمع عقدها يوم الأحد ستبحث احتمال فرض المزيد من العقوبات.

رتل مركبات مدرعة
في جنوب روسيا أمس الخميس شاهد مراسل لرويترز رتلا من المركبات المدرعة والجنود - أحدهم مصاب في الوجه - على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود مع جزء من أوكرانيا تقول كييف إن قوات روسية احتلته.

وكان الرتل يتجه شرقاً بعيداً عن الحدود الأوكرانية وعبر مناطق ريفية قرب قرية كراسنوداروفكا بمنطقة روستوف الروسية.

ولم يحمل الرجال أو العربات أي علامات عسكرية لكن المراسل شاهد طائرة هليكوبتر من طراز مي-8 عليها شارة النجمة الحمراء التي تتسق مع الشارات العسكرية الروسية وهي تهبط قرب خيمة عسكرية للمساعدات الأولية.

وقال رجل يرتدي زيا مموها قرب خيمة المساعدات الأولية عندما سئل عما إذا كان مع الجيش الروسي "نحن محبون للوطن".

من جانبه قال السفير الأمريكي لدى كييف جيفري بيات في تغريدة على موقع تويتر إن "الدبابات التي ترسلها روسيا والمركبات المدرعة والمدفعية ومنصات إطلاق الصواريخ المتعددة الفوهات غير كافية لإلحاق الهزيمة بالقوات المسلحة الأوكرانية. لذا فان عددا متزايدا من القوات الروسية يدخل الآن بصورة مباشرة في القتال على أراضي أوكرانيا".

وأضاف "أرسلت روسيا ايضا أحدث انظمتها للدفاع الجوي ومنها نظام اس ايه-22 إلى شرق أوكرانيا وهي تشارك الآن مباشرة في القتال".

واندلع القتال في شرق أوكرانيا في أبريل نيسان الماضي بعد شهر من اقدام موسكو على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية اليها رداً على الاطاحة برئيس أوكراني موال لموسكو.

وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة اليوم الجمعة إن 2593 شخصاً قتلوا في الصراع الدائر في شرق أوكرانيا منذ منتصف أبريل (نيسان).

وقال إيفان سيمونوفيتش مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان للصحفيين "التصاعد واضح ومثير للقلق. هناك زيادة كبيرة في محصلة القتلى في الشرق، العدد الحالي للقتلى 2593 شخصاً...يقترب من ثلاثة الاف إذا حسبنا 298 ضحية لإسقاط طائرة (الخطوط الجوية الماليزية) الرحلة ام.اتش 17".