مسلحو "داعش" يستخدمون تقنيات العصر الحديث (أرشيف)
مسلحو "داعش" يستخدمون تقنيات العصر الحديث (أرشيف)
الإثنين 1 سبتمبر 2014 / 11:32

صحيفة أمريكية: بون شاسع في رسائل داعش بين الشرق والغرب

24 - إعداد: ميسون جحا

تناولت صحيفة "بوسطن غلوب" الأمريكية، أمس الأحد، ظاهرة استغلال "الدولة الإسلامية (داعش)" وسائل الميديا المعاصرة للترويج لنشاطاتها الإرهابية.

إذا كان قطع الرؤوس وبيع النساء وصلب الكفار بنظر "داعش" أشياء تعود إلى زمن بعيد، فإن استخدامه وسائل الإعلام عصري يواكب أحدث البرامج الإلكترونية

ولفت المتطرفون، الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، أنظار العالم بقوتهم العسكرية، ووحشيتهم اللامحدودة. لكن الإستخبارات الغربية تبدي أيضاً قلقها بشأن استخدام أولئك المتشددين أسلحة غير عادية، تبدو للبعض أقل خطورة، وتتمثل في الفيديوهات المصورة، وأفلام قصيرة التقطت من طائرات غير مأهولة، فضلاً عن رسائل لا حصر لها تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وسائل معاصرة
وأشارت "بوسطن غلوب" إلى استغلال "الدولة الإسلامية" أساليب عصرية في تجنيد مقاتلين، وترويع أعداء، والترويج لدولته المزعومة "الخلافة". وإذا كان قطع الرؤوس، وبيع النساء كإماء، وصلب الكفار، بنظر "داعش" أشياء تعود إلى زمن بعيد، فإن استخدامه وسائل الإعلام عصري، يواكب أحدث البرامج الإلكترونية.

وعند إجراء مراجعة لنتاج "الدولة الإسلامية" المطبوع، وما هو موجود على شبكة الإنترنت، تتكشف مفاجآت عديدة.

بروباغاندا لافتة
ولفتت الصحيفة النظر إلى ظاهرة خلو بروباغاندا "داعش"، باستثناء رسائل محدودة، من الدعوة إلى مهاجمة الغرب، على الرغم من تركيز معظم ما أنتجه ونشره من شرائط مصورة، بثت قبل أسبوعين، على قطع رأس صحافي أمريكي، والتهديد بقتل آخر، ثم قوله إن "الهجمات الأمريكية على الدولة الإسلامية ستؤدي إلى سفك دماء العديد من الأمريكيين".

ويعد ذلك، بحسب الصحيفة، انحرافاً عن معظم نتاج "الدولة الإسلامية" المتنوع الذي، كما يقول خبراء، قد يتبدل بين ليلة وضحاها، لكنه حتى اليوم يميز "داعش" عن القاعدة، الذي وضع دائماً قضية مهاجمة الغرب على رأس أولوياته.

وفي حين أن "الدولة الإسلامية" قام على سفك الدماء، يبدو أنه عاقدة العزم على إظهار الجوانب البيروقراطية للدولة التي يدعي بناءها.

تقارير جهادية الطراز
وأضافت الصحيفة أن التقريرين السنويين لتنظيم "داعش" يحفلان بإحصائيات ومعلومات بشأن تتبع كل شيء يخص "المدن التي تم الاستيلاء عليها"، بدءاً من جرائم قتل ارتكبتها قوات "الدولة الإسلامية" والحصول على أموال (أتاوات) تم تحصيلها عند نقاط تفتيش، وصولاً إلى ذكر أسماء كفار تائبين.

مصطلحات تاريخية
واعتبرت أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يصوغ حملته الإعلامية وفقاً لتعابير ومصطلحات تاريخية، مصعداً هجومه على تقسيم القوى الغربية منطقة الشرق الأوسط إلى مجموعة دول، بعد الحرب العالمية الأولى.

وورد في رسالة باللغة الإنجليزية بثها "الدولة الإسلامية" في مجلته على الإنترنت أن "هذه التقسيمات الصليبية، كانت جزءاً من استراتيجية فرق - تسد، التي اعتمدها الغرب لمنع المسلمين من التوحد في ظل إمام يحمل راية الحق".

التظلم التاريخي

ولفتت الصحيفة إلى قضية التظلم التي رفع شعارها تنظيم القاعدة دائماً، وتبنته مؤخراً الجماعات الإسلامية. إلا أن الفرق يكمن في إقدام "داعش" على السيطرة على أراضٍ واسعة، والاستيلاء على أسلحة ثقيلة، ثم تكديس الثروة بواسطة عمليات اختطاف وقرصنة نفطية، وسرقة بنوك، وفرض أتاوات، بحجة تصحيح أخطاء عصرية، على طريق إنشاء "دولة إسلامية عادلة تضم إليها جميع سكان المنطقة".

رسالتان مختلفتان
وتشير "بوسطن غلوب" إلى تباين شاسع بين رسالة تنظيم الدولة الموجهة للمسلمين في المنطقة، عن تلك المرسلة لمسلمي الغرب. لكن تبقى صورة "التنظيم القوي والقادر على تحقيق مزيد من الانتصارات" هي السمة الغالبة على جميع رسائل التنظيم، التي يحرص على تقديمها للشرق والغرب معاً.