اخوان الأردن (أرشيف)
اخوان الأردن (أرشيف)
الإثنين 1 سبتمبر 2014 / 20:44

عضو مستقيل من إخوان الأردن: لقد امتطوا الدين من أجل مصالحهم

24 - عمان- ماهر الشوابكة

أكد العضو المستقيل من جماعة الإخوان المسلمين، سلطان أبو يوسف، أن "الجماعة في الأردن انحرفت كثيراً عن الرسالة المراد إيصالها"، معتبراً أن أعضاءها "امتطوا الدين من أجل مصالحهم الشخصية والدنيوية".

المنتسبون للإخوان ليسوا بالحجم الذي يخيل للناس وهم أقل بكثير

وأضاف أبو يوسف الذي ما زال عضواً في جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي للإخوان، أن "الجماعة لم تقدم شيئاً للمجتمعات الموجودة فيها، بل لا علاقة لها بالإصلاح الاجتماعي، أو حتى العمل الدعوي خارج الجماعة أو الحزب".

وأشار إلى أن "الإخوان أكثر فشلاً في المجال السياسي، إذ لم يتعدَّ طموحهم منافسة المجتمع على بعض المناصب في النقابات، والأندية أو التنافس على رئاسة البلديات وعضويتها".

واعتبر أبو يوسف، الذي يشغل الآن مديراً لمركز الشفافية الدولي لدراسات حقوق الإنسان في الأردن، أن "أكبر طموح الإخوان على مر تاريخهم بالأردن، كان الوصول إلى المراكز النيابية، أو الحصول على بعض الحقائب الوزارية، وفي أغلب الأحيان وصلوا نتيجة استغفال الناس، وعدم معرفتهم بحقيقتهم، لأنهم لم يحتكوا بالمجتمع بشكل مباشر، ولم ير منهم عامة الشعب إلا القشور، وبناء على ذلك يتم انتخابهم".

وأكد أن "من يناصر الإخوان اليوم هم فقط المتعاطفون، لأنهم يرفعون شعار الإسلام هو الحل"، قائلاً "لا تجعلوا من أنفسكم سلّماً يتسلقه من يدعون أنهم يحملون راية الإسلام".

ويقول أبو يوسف "كغيري من الشباب المخدوعين في فكر ومنهج الإخوان المسلمين قررت الانضمام في الثمانينيات للتنظيم، وفي أقل من سنتين رأيت منهم أفعالاً تخالف منهجهم بالكامل".

ورأى أبو يوسف أن "وصول الإخوان للحكومة المقبلة سيشكل معضلة كبيرة بحق الشعب الأردني، "إذ سيفشلون فشلاً ذريعاً، وسيصيبهم أسوأ ما أصاب الإخوان في مصر، بل وسيكشف استلامهم للحكم فشلهم في إدارة العملية السياسية، وهذا سيزيد من نفور الناس منهم".

وحول حجم الإخوان في الشارع الأردني يقول أبو يوسف إن المنتسبين للإخوان ليسوا بالحجم الذي يخيل للناس وهم أقل بكثير.

ويضيف أبو يوسف "سرعان ما كان يتحول خلافهم إلى شجار وشتائم، وأحياناً الضرب بالأيدي، متابعاً "من أجل هذا قررت ترك الجماعة لأنها لا تحقق حلمي وأملي في التربية على نهج النبوة والإسلام الذي يحمله الإخوان".

واعتبر أنه "لا يختلف معهم في المنهج كما أسسه حسن البنا، ولكن اختلف مع الذين يدعون أنهم حملوا المنهج، لأنهم انحرفوا كثيراً عن حمل الرسالة، ولا أرى إلا أنهم امتطوا الدين من أجل مصالحهم الشخصية والدنيوية".

وأضاف "يجب أن نميز بين القيادات وبقية أعضاء الهيئات العامة في الجماعة أو حزب جبهة العمل الإسلامي، فالأعضاء مغيبون كلياً ولا يمثلون أكثر من عدد بالنسبة للقيادات، هذا العدد يتم استغلاله في الانتخابات البلدية أو النيابية، أو استعراض عضلات في المسيرات والمظاهرات للضغط على الحكومة في تحقيق أهداف خاصة، بعيداً عن مصلحة الوطن والشعب".

وأضاف "من مواثيقهم أنهم يهدفون إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي من منظور إسلامي شامل، ونسأل الإخوان، وحزب جبهة العمل الإسلامي، هل حققوا أياً من أهدافهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

وتابع "لنأخذ مثلاً المجال الاجتماعي، هل الإخوان ساهموا ليكونوا رديفاً لتقصير الدول في تربية النشء على العقيدة الصحيحة، واستطاعوا من خلال هذه التربية في الأردن ومصر، من تقليل نسبة ارتفاع الجريمة؟ وهل كان لهم دور في التقليل من نسبة انتشار المخدرات، أو التحرش الجنسي؟ وهل استطاعوا أن ينشروا مفاهيم الفضيلة بين شرائح المجتمع، ومحاربة الرذيلة؟".

وتساءل أبو يوسف "ما هو التغيير السياسي الإصلاحي الذي أحدثه الإخوان، هل استطاع الإخوان تشكيل لوبي شعبي ضاغط للتأثير على سياسة الحكومة لتحقيق طموحات الشعب، مثلاً محاربة الفساد وتقديم الفاسدين للقضاء، محاربة الغلاء الفاحش في الأسعار، استقلال القرار السياسي للحكومة بعيداً أحياناً عن الضغوطات الدولية، أو تغيير قوانين الانتخابات لتلبي روح الديمقراطية؟".

ويقول أبو يوسف "طبعاً الإخوان للأسف لا يحملون برامج سياسية واضحة لأنفسهم، ولا يحملون برامج سياسية يقدموها للشعب، وبالتالي من لا يملك كيف يحقق إصلاحاً، ونتيجة هذا الفشل كانت هذه الضوضاء التي نسمعها من خطابات ومسيرات لا تسمن ولا تغني من جوع والتي تعتبر بديلاً عن الخطاب السياسي الواعي والناضج".

فشل اقتصادي
أما في المجال الاقتصادي، يتساءل أبو يوسف، "هل فعلاً استطاع الإخوان المساهمة في الإصلاح من خلال الاستثمار في مشاريع صناعية تحد من البطالة، هل ساهموا في الاستثمار في التجارة لتقديم السلع للمواطنين بأسعار زهيدة بدل استغلال التجار للقطاع الخاص والتحكم بالسوق؟ ربما لهم دور من خلال العناية بالعائلات الفقيرة والأيتام، ولكن حتى هذه يتم استخدامها كورقة ضاغطة في الانتخابات واستغلال فقر الناس واستغلال أصواتهم في البلديات أو النيابة، أما في مجال الاستثمار وتوفير فرص عمل لمحاربة البطالة فهذا معدوم كلياً أو التخفيف من ارتفاع الأسعار".

وقال أبو يوسف بالعودة إلى منهجهم ودعوتهم "تسعى الجماعة في سبيل الإصلاح إلى تكوين الفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم، ثم الحكومات الإسلامية، وفقاً للأسس الحضارية للإسلام، كما أنهم فكرة اجتماعية، أي معالجة مشاكل المجتمع من فقر وبطالة، وفساد أو انحلال خلقي، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها".

وتابع أبو يوسف متسائلاً "إذا كان الإخواني اليوم لا يجرؤ أن يعترف أنه من جماعة الإخوان المسلمين، فكيف سيجرؤ على مخاطبة الناس بفكر الإخوان لإحداث التغيير، المبررات كثيرة، ولكن من يحمل رسالة لا يأبه ولا يخاف".

وحول مواقفهم الوطنية يضيف أبو يوسف "عندما نقول موقف وطني فهذا يعني أننا نتحدث عن غزو تعرضت له الأمة، وتم التصدي لهذا الغزو ودحره، أو أن بلاد المسلمين كانت مستعمرة وتم تحريرها على أيديهم، كما ذكر أنهم شاركوا في حرب فلسطين وفي بعض الحروب في مصر، ولكن لم نسمع أنهم حرروا سيناء المصرية، ولا حرروا فلسطين هذا على المستوى العسكري."

وزاد "أما على الجانب الآخر فالمواقف الوطنية تحددها الإنجازات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي هي من أهم أهداف الحركة، وبينت أننا لم نلمس لهم ولا لمنهجهم أي تغيير على حياة الشعوب لا على المستوى السياسي ولا الاجتماعي ولا الاقتصادي، فهل ساهم الإخوان مع الحكومات في بناء الوطن دون توصيل هذه الانجازات لقواعدهم الشعبية؟ بالنسبة لي لم أسمع عن ذلك."

وحول الفرق بين الجماعة وحزب الجبهة، يقول أبو يوسف "إن الجماعة لها نظام خاص في انتساب الأعضاء لها، والعضو يمر بمراحل متدرجة أثناء فترة انتسابه للإخوان، ولهم نشاطات تختلف عن حزب جبهة العمل الاسلامي، أما الحزب فهو مفتوح للجميع ولا يحتاج المنتسب إلا لتزكية من اثنين من أعضاء الحزب يشهدون له".

وأوضح "أما الفارق السياسي بين الجماعة الحزب، مع أن الجماعة تعتبر أن السياسة من نهجها ومن ضمن أهداف التنظيم، إلا أن الحزب يعتبر الجناح السياسي للإخوان والذي من خلاله يمارسون العملية السياسية بشكل أكبر كأي حزب سياسي آخر، ومن باب الحرص لو تم حل الجماعة فيبقى لنشاطهم باباً مفتوحاً وهو الحزب للعمل تحت مظلته."

ديكتاتورية الإخوان
وحول الفساد في الجماعة والحزب يضيف أبو يوسف "إذا قلنا الفساد في حزب جبهة العمل، فهذا يعني الفساد في الإخوان، لأنه كما ذكرت الإخوان والحزب هما مكملان لبعضهما والصف الأول في الحزب أو الإخوان هم أنفسهم من جماعة الإخوان على الأغلب".

وقال "سأتحدث على الأقل عن خبرتي المتواضعة، تخيل أن مسؤول فرع الإخوان في منطقة جغرافية لواء بمحافظة هو المهيمن على الفرع طيلة أربعين عاماً، وتخيل أن الشخص نفسه هو رئيس فرع حزب جبهة العمل بنفس المنطقة أكثر من عشرين سنة، ألا يمثل هذا الدكتاتورية بعينها".

ويتابع "أما شر أنواع الفساد عندما تتحدث عن الإخوان أو الحزب والذين يجب أن يتخلقوا بأخلاق نبيهم وما أمرهم الله سبحانه أو يمتثلوا لأسس منهجهم والتي جاء فيها: البعد عن مواطن الخلاف كما أدبهم حسن البنا، ولكن من يعمل من الداخل يرى صور الخلاف المخزية والمذلة في التنافس على أدنى المناصب وتتعجب عندما ترى حملة رسالة نبيهم يتقاتلون ويتشاجرون ثم يبدأ الصراخ والشتم".

وأضاف "من أنواع الفساد التي عاصرتها وتتنافى مع ديننا وعقيدتنا ثم مع مبادئهم التي جاء بها الإمام حسن البنا: البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء، إلا إني لاحظت أن حبهم للمناصب شهوة ولذة ومستعد بعضهم أن يتجاوز كل الأعراف والقيم لتحقيق مآربه والوصول لرئاسة الحزب أو الفرع، أو أن يكون مسؤولاً عن فرع الإخوان في منطقته".


وأخيراً قال "سواء الإخوان المسلمين أو حزب جبهة العمل الإسلامي لا يحملون أي برامج إصلاحية للأمة، سواء يتم تداولها بينهم لتثقيف الأعضاء، أو مقدرتهم على تقديمها للشارع والرأي العام لإحداث التغيير، ولا أرى فيهم إلا باحثين عن مناصب ولا أرى لهم علاقة في الدعوة إلى الله لأنهم لا يوجد لهم أي برامج دعوية خارج الجماعة، وأكبر إسهام لهم هو رعاية الفقراء والأيتام وهذا العمل تقوم به أغلب الجمعيات الخيرية، بدون أن تجعل من الإسلام شعاراً لمثل هذا العمل، وإذا ما بقي الإخوان على هذا الفكر المغلق لا أنصح بانتخابهم والانتساب لهم ولا حتى مؤازرتهم في أي مسيرات أو تظاهرات أو أي حراك تطالب بالإصلاح ولتعمل كل مجموعة لوحدها أو مع أي مجموعة من غير الإخوان".