تقلص الاكتفاء من السلع الغذائية
تقلص الاكتفاء من السلع الغذائية
الثلاثاء 2 سبتمبر 2014 / 01:03

تقرير: موجات "الربيع العربي" تعمق أزمة الخبز

24 - القاهرة - إعداد: محمد فتحي يونس

قال تقرير صادر في القاهرة يوم أمس الاثنين، إن موجات الربيع العربي فاقمت من أزمة الخبز في بلدان عربية، وقلصت اكتفائها من السلع الغذائية، وما يهدد بإثارة احتجاجات اجتماعية.

وبحسب التقرير الصادر عن المركز الإقليمي للدراسات فإن الأزمة تفاقمت نتيجة الاختلال بين تزايد الطلب وتراجع العرض، وتصاعد ضغوط تدفقات اللاجئين على السلع الأساسية، واتجاه بعض الدول إلى إعادة هيكلة دعم الخبز لتقليص عجز الموازنة العامة، وإضراب بعض الوحدات المنِتجة للخبز بسبب تصاعد تكلفة الإنتاج.

أنماط ضاغطة
وتجددت أزمات الأمن الغذائي في دول عديدة بالإقليم في ظل تردي الأوضاع التنموية، واستنزاف الموارد الاقتصادية عقب الثورات العربية؛ إلا أن أزمات الخبز تظل الأكثر خطورة بالنظر إلى كونه سلعة حيوية للفئات الأفقر في المجتمعات العربية، وهو ما يزيد من أثر تصاعد معدلات الفقر، والبطالة، وتقلص القوة الشرائية، ونقص الخدمات الأساسية.

وكشف التقرير أن هناك أنماط ضاغطة عززت من الأزمة فواجهت مدينة طرابلس في ليبيا على سبيل المثال أزمات نقص الإمدادات الغذائية، خاصة الخبز، في ظل المعارك الطاحنة بين الميليشيات المتناحرة في محيط مطار طرابلس؛ حيث أكدت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة كريستيان برتيوم، اغسطس (آب) الماضي، أن طرابلس باتت تواجه أزمة نقص في السلع الأساسية، خاصة الخبز والوقود، مع استمرار المواجهات.

وشهدت دول الإقليم أنماطاً متعددة لأزمات الخبز، ففي سوريا وفي المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، خاصة في ريف حمص الشمالي، شهدت تظاهرات منددة بعدم توافر الخبز، وشهدت اليمن ارتفاعا حادا في أسعار الخبز بنسب تتراوح بين 30- 50%.

واتجهت بعض دول الإقليم لتطبيق سياسات ترشيد الدعم من خلال استبدال الدعم العيني بنظيره النقدي، ودعم المنتج النهائي بدلاً من مكونات الإنتاج الأساسية.

فواجهت الحكومة المصرية إشكاليات معقدة خلال تطبيق منظومة الخبز الجديدة التي تستهدف القضاء على تسريب نسبة كبيرة من الدقيق المدعم، إذ تراجع المعروض من الخبز في بعض المناطق بمحافظات القاهرة والإسكندرية، في مطلع أغسطس (آب) بسبب رفض بعض المخابز تطبيق منظومة الخبز بدعوى ارتفاع تكلفة الإنتاج عقب رفع أسعار الوقود، وتأخر وزارة التموين في دفع مستحقاتها المالية، وهو ما أدى إلى تجدد التزاحم والمشاجرات أمام منافذ توزيع الخبز وتنظيم تظاهرات محدودة النطاق للتنديد بعدم توافره.

وأدى تدفق اللاجئين على بعض دول الإقليم إلى استنزاف مخزون السلع الاستراتيجية لديها، حيث أكد نقيب ملاك المخابز الأردني عبد الإله الحموي، في استهلاك الخبز منذ بداية العام الحالي قد تصاعد بنسبة 15% بسبب تدفقات اللاجئين السوريين، وهو ما يتوازى مع ما تؤكده إحصاءات برنامج الغذاء العالمي عن استهلاك اللاجئين بمخيم الزعتري في الأردن لحوالي 250 ألف رغيف خبز يوميا، ومع تدفق اللاجئين عبر الحدود الليبية- التونسية انتقلت أزمة نقص الخبز إلى تونس، خاصة إلى مدينة جربة الحدودية التي شهدت تراجعا حاداً في المعروض من الخبز في منتصف أغسطس (آب) الماضي.