السبت 13 سبتمبر 2014 / 22:45

السيسي: مكافحة الإرهاب يجب أن تشمل البؤر الإرهابية بالشرق الأوسط وأفريقيا

24- القاهرة- صلاح جمعة

حسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موقف القاهرة إزاء التحركات الدولية والإقليمية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الإرهاب، قائلًا "إن أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب يجب أن يمتد ليشمل كافة البؤر الإرهابية في الشرق الأوسط وأفريقيا"

واستقبل السيسي، اليوم السبت، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وناقش معه جهود مكافحة الإرهاب، كما تناول معه تطورات الأوضاع في كل من العراق وسوريا وليبيا، فيما يحاول كيري حشد التأييد الدولي والإقليمي لخطط واشنطن الرامية لتوجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".

وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضرورة أن يكون أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب تحالفاً شاملاً لا يقتصر على مواجهة تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة إرهابية بذاتها، ولكن يمتد ليشمل كافة البؤر الإرهابية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في أفريقيا.

جاء ذلك في بيان للرئاسة المصرية، أصدرته، اليوم عقب اسقبال السيسي لكيري.

واستهل الوزير الأمريكي اللقاء بالتأكيد على أن مصر تعتبر بمثابة "مفتاح منطقة الشرق الأوسط"، وأن علاقات الولايات المتحدة بمصر علاقات صداقة قوية وحقيقية يتعين العمل على تعزيزها واستمراريتها، لاسيما أنها علاقة تصب في صالح الطرفين المصري والأمريكي.

وصرح المتحدث الرسمي باِسم الرئاسة المصرية، السفير إيهاب بدوي، بأن الرئيس السيسي أكد أثناء اللقاء صحة التقديرات المصرية إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة حاليا، مشددا على ضرورة أن يكون أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب تحالفا شاملا لا يقتصر على مواجهة تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة إرهابية بذاتها، ولكن يمتد ليشمل كافة البؤر الإرهابية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في إفريقيا.

نوّه السيسي إلى أهمية تدارك الأبعاد الجديدة التي بدأت تطرأ على صراعات المنطقة، التي تستهدف تأجيج الخلافات الطائفية والمذهبية، وهي الصراعات الناجمة عن تهميش بعض المذاهب أو الطوائف وإقصائها، معرباً عن أمله في أن تتمكن الحكومة العراقية الجديدة من تحقيق التوازن والشمول بين كافة أطياف الشعب العراقي. وحذر السيسي من تبعات اِنخراط المقاتلين الأجانب في بعض دول الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، لاسيما سوريا والعراق، ودورهم في تأجيج الصراع من جهة، فضلاً عما يمثلونه من خطر حال عودتهم إلى دولهم الأصلية من جهة أخرى.

وعلى الصعيد الحقوقي، أشار "كيري" إلى أن هناك بعض الموضوعات التي قد تمثل عائقا في بعض الأحيان أمام استئناف التعاون بين البلدين، والتي يأتي في مقدمتها الشق الحقوقي الخاص بحرية التعبير عن الرأي واحتجاز ومحاكمة بعض الصحفيين، وهو الأمر الذي يحول في بعض الأحيان دون قيام الكونجرس بالتصديق على المساعدات الأمريكية المقدمة إلى مصر.

ومن جانبه، أوضح السيسي أن مصر تؤسس لدولة القانون التي تحترم القضاء ولا تعقب على أحكامه، كما تحترم وتطبق مبدأ الفصل بين السلطات، وأنها حريصة في ذات الوقت على تطبيق دستورها الجديد بكل ما يحمله من حقوق وحريات والتزامات أقرها الشعب المصري.

وعلى صعيد آخر، أشار كيري إلى أن استراتيجية مكافحة الإرهاب يتعين ألا تقتصر على الجانب الأمني والعسكري، لكن تشمل أيضاً الجانب الديني والثقافي، حيث اتفقت رؤى الجانبين حول أهمية تفعيل دور الأزهر الشريف في التعريف بخطر هذه الجماعات المتطرفة وإيضاح مخالفتها لحقيقة الدين الإسلامي، والعمل على نشر قيم الإسلام الحقيقية بسماحتها ووسطيتها واعتدالها.

وأوضح السيسي أن العامل الاقتصادي والتنموي يجب أن يحتل أهمية كبيرة في اِستراتيجية مكافحة الإرهاب، إذ أن الفقر يمثل بيئة خصبة لنمو الإرهاب والفكر المتطرف، ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن يعمل المجتمع الدولي على تحسين الأوضاع الاقتصادية – الاجتماعية لدول المنطقة، فضلا عن تجفيف منابع الدعم المالي المُقدَم للجماعات الإرهابية من قِبل بعض الأطراف.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، اتفقت كذلك رؤى الجانبين على ضرورة التوصل إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي الممتد، معتبرين أن تلك التسوية هي السبيل الوحيد للحيلولة دون تكرار ما حدث في غزة أخيراً، كما أنها تعد عاملا مهما للقضاء على البيئة المواتية لنمو الإرهاب والفكر المتطرف.

 وعوّل الوزير الأمريكي على الدور المصري لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، فأكد السيد الرئيس على حرص مصر على تحقيق أمن واستقرار المنطقة واستعدادها الدائم لبذل الجهد في هذا الصدد، مؤكدا على أهمية توافر الإرادة السياسية للتسوية لدى أطراف الصراع.