طمس التاريخ والأدب والفنون من منهاج تعليم داعش (أرشيف)
طمس التاريخ والأدب والفنون من منهاج تعليم داعش (أرشيف)
الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 / 22:31

ناشونال بوست: لا مكان للتاريخ والأدب والفنون في المنهج التعليمي للدولة "اللا-إسلامية"

24 - إعداد: ميسون جحا

قرر المتطرفون الذين سيطروا على الموصل قبل ثلاثة أشهر، بدء عام دراسي جديد، لكن، بحسب صحيفة ناشونال بوست الكندية، سيكون المنهج الدراسي الجديد مختلفاً تمام الاختلاف، عما سبقه قبل عام، حيث ألغى زعماء الدولة "اللا-إسلامية" مواد التاريخ والأدب والفنون والديانة المسيحية.

كما اعتبر حكام "داعش" أن الأناشيد الوطنية بمثابة كفر وتجديف، وأمروا بتمزيق الصور الواردة في الكتب المدرسية.

صمت مطبق
لكن كما تقول ناشونال بوست: "عوضاً عن الامتثال لتلك الأوامر، رد سكان الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، بالتزامهم الصمت، وحسب.

وقال أحد الآباء، والذي عرَّف عن نفسه باسم أبو حسن: "ما يهمني هو تلقي أبنائي التعليم بشكل صحيح، ولن أرسلهم إلى المدرسة، حتى لو ضيعوا عاماً دراسياً كاملاً، وشهادة رسمية". وقرر ذلك الرجل وزوجته تدريس أطفالهم من داخل منزل الأسرة.

أفكار مختلطة
ورغم إعلان المتشددين عن بدء العام الدراسي في يوم ٩ سبتمبر (أيلول)، فإن قلة من الطلاب توجهوا إلى المدارس. وقال السكان أن "الأهالي يؤثرون إبقاء أبنائهم داخل البيوت، نتيجة أفكار مختلطة تجمع بين الخوف والمقاومة وعدم الاستقرار".

وتشير ناشونال بوست إلى أن "جزءاً من استراتيجية داعش الأساسية تقوم على تقديم تنظيم الدولة "اللا-إسلامية" نفسه كحاكم إداري للمناطق التي يسيطر عليها، وليس كقوة محاربة.

 وعلى سبيل المثال، أقام داعش في المناطق التي تهيمن في سوريا، بإدارة محاكم وإصلاح الطرق ومراقبة حركة المرور. وفي مدينة الرقة، عاصمة الدولة "اللا-إسلامية" المزعومة، فرض تنظيم داعش منهجاً دراسياً ألغى منه مادتي الفلسفة والكيمياء، وبمراقبة وتعديل المواد العلمية لتتناسب مع إيديولوجيته.

قواعد جديدة
تقول ناشونال بوست "فرِضَت في مدارس الموصل مجموعة من القواعد الجديدة، والتي تم الإعلان عنها عبر نشرة من صفحتين ألصقت على جدران المساجد، وعلى أعمدة الكهرباء، كما وزعت في الأسواق.

 وينص المنهج الدراسي الجديد، والذي أصدره أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، على ضرورة عدم الإشارة إلى جمهوريتي العراق أو سوريا، واستبدال الاسمين باسم دولة تنظيم داعش "الدولة اللا-إسلامية".

ونصت الأوامر الداعشية الشديدة التطرف بتمزيق جميع الصور الواردة داخل الكتب المدرسية، واعتبار الأناشيد الوطنية والأغاني التي تشجع على حب الوطن، بمثابة دعوة إلى الكفر والإلحاد.

حماية عقول الصغار
وقال سكان من الموصل والرقة إن "مخاطر إبقاء أطفالهم في البيوت كبيرة، لكنهم رأوا إنهم يعملون على حماية عقولهم، وذلك أمر هام". قال أبو حسن "سيعملون على غسيل أدمغتهم وتسميم أفكارهم".

وقالت بعض الأسر إن "تنظيم داعش أصدر أمراً جديداً، قبل ثلاثة أيام، يحض الطلاب على التوجه إلى المدارس فوراً". وذكِر َفي نهاية تعميم إداري آخر، بأن "وزارة التعليم ستفرض عقوبات رادعة في حال رفض تطبيق الأنظمة التعليمية الجديدة".