المتهم باقتحام البيت الأبيض عمر غونزاليس (أرشيف)
المتهم باقتحام البيت الأبيض عمر غونزاليس (أرشيف)
الثلاثاء 23 سبتمبر 2014 / 17:43

إندبندنت: اختراق البيت الأبيض ينبئ بتدهور جهاز الأمن الأمريكي

24- إعداد: فاطمة غنيم

ذكر الكاتب الصحافي ديفيد يوسبورن في تقرير أعده لصحيفة إندبندنت البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن المهمة التي يقوم بها أفراد جهاز الخدمة السرية الأمريكية "حساسة للغاية ومحفوفة بالمخاطر"، فكل فرد منهم يعلم جيداً أن عليه أن يقدم روحه فداء للرئيس الأمريكي.

وهناك شرطان أساسيان ملزمان لأفراد جاز الخدمة السرية، "الولاء والتحفظ على المعلومات"، كما أن عليهم أن يتحلوا بالجرأة والشجاعة، وتعد المهمة الأساسية لهؤلاء الأشخاص هي تأمين البيت الأبيض.

وأضاف يوسبورن أنه من المثير للدهشة، أن هناك قصوراً كبيراً لدى أفراد الخدمة السرية الأمريكية، ففي وقت متأخر يوم الجمعة الماضي، استطاع رجل أن يتخطى السياج الذي يفصل المنزل التنفيذي عن شارع بنسلفانيا، وتسلل دون رقابة إلى الرواق الشمالي ودخل من خلال الباب الأمامي الذي لم يهتم أحد بإغلاقه.

وكان الرئيس باراك أوباما غادر البيت الأبيض مع عائلته قبل دقائق من الحادثة، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في كامب ديفيد في ولاية ميريلاند.

وبعد القبض على المتسلل عمر غونزاليس (42 عاماً)، تبين أنه جندي سابق من تكساس قام بجولات خدمة في العراق، ومن المتوقع أن يواجه اتهامات في محكمة بواشنطن هذا الصباح.

ووفقاً للمحامي الذي كُلف بالدفاع عنه، اقتحم غونزاليس البيت الأبيض، لأنه كان يخشى من احتمال انهيار المجال الجوي في البلاد، ورأى أن هناك حاجة ماسة للوصول إلى الرئيس الأمريكي حتى يتخذ إجراءات اللازمة.

ومثل هذه الحادثة، من وجهة نظر الكاتب، من شأنها أن تدفع الشخص العادي لتغيير شركة الخدمات الأمنية الخاصة به في الحال ودون أي تأجيل.

أما بالنسبة للرئيس الأمريكي فإن تغيير شركة الحماية المنزلية الخاصة به ليس خياراً يستطيع أن يتخذه، ورغم أن البعض قد يرون أن هذه الهفوة لا تستدعي بالضرورة تغيير شركة الحماية، إلا أنهم قد يتفاجؤون عند معرفة أنها لم تكن غلطتهم الأولى منذ أن تسلم أوباما مفاتيح البيت الأبيض.

واسترجع الكاتب "فضيحة مومسات كارتاجينا" خلال قمة الأمريكيتين بكولومبيا عام 2012، عندما أقدم 13 من أعضاء الخدمة السرية، الذين أرسلوا للتحضير إلى وصول أوباما لحضور القمة، بالسهر في أحد النوادي الليلية وسط المدينة، وجلب المومسات إلى غرف الفنادق التي يقيمون بها، ولم يعد إلا 3 منهم للعمل بعد تحقيق داخلي مخجل.

ومن الأمثلة الأخرى لفضائح أعضاء الخدمة السرية، أرجع 3 منهم بشكل مخز إلى الولايات المتحدة من رحلة في هولاندا، بعد اكتشافهم أنهم يشربون الكحول أثناء العمل، إذ عثر على أحدهم فاقداً للوعي على أرضية مدخل الفندق.

وفي مايو (أيار) من هذا العام، أظهرت التقارير أن بعض الحراس الذين يراقبون محيط البيت الأبيض، كلفوا بمراقبة بيت صديق مقرب من مدير جهاز الخدمة السرية، كان يتعرض للمضايقة من أحد جيرانه في ولاية ميريلاند.

وكانت مديرة الخدمة السرية، جوليا بيرسون، تعهدت بمراجعة جميع الإجراءات في البيت الأبيض، الذي يعد واحداً من أكثر المنشآت أمناً في العالم.

وصرحت الوكالة أن النيران لم تطلق على غونزاليس بينما كان مندفعاً نحو الباب الأمامي للبيت الأبيض، لأنه لم يكن مسلحاً، وتبين بعد ذلك أّنه كان يحمل سكيناً صغيرة وشفرة مسننة.