الجمعة 26 سبتمبر 2014 / 12:11

تسلم يمناك يا مريم المنصوري

ها نحن بعد تنفيذ أولى الضربات ضد السرطان المسمى بتنظيم داعش نسمع خبراً سعيداً، زاد فرحتنا أفراحاً كثيرة، بأن سرب الطائرات الإماراتية المقاتلة كانت تقوده الرائد طيار مريم المنصوري!

نعم إنها الرائد طيار مريم المنصوري، أكررها فخراً بابنة الإمارات، التي نرفع لها التحية، ونلوح بأيدينا لها ولسربها من رجالات الإمارات تشجيعاً وفخراً بهم.

منذ شهور والأخبار تنتشر عن الورم السرطاني الذي تمدد ملغياً الحدود بين سوريا والعراق، من خلال جيش ضم مقاتلين من دول كثيرة، منهم أكثر من مئة أمريكي وألف أوروبي ومنهم مسلمون وعرب، ومعهم كثيرون تجندوا في الخفاء ومن خلال الشبكة العنكبوتية تواصلوا، ثم احتلوا أكثر من مئة ألف كيلو مربع، وسيطروا على حقول نفطية.

تنظيم داعش مارس أشنع الفطائع، بتخيير غير المسلمين بين الإسلام أو الجزية، وبنحر الرهائن العزل، وبالإعدامات الميدانية، وتهجير الآلاف وتشريد الأطفال. ومن ذلك أيضاً أسر النساء وبيعهن في سوق النخاسة بعد اختيار أجملهن زوجات لأمراء التنظيم. هذا التنظيم الإرهابي وآلة الدمار التي لا تعرف إلا العنف، ولا تحترم إنسانية المرأة وتعرضها كسلعة للبيع.

لكن معادلة داعش تغيرت مع إف 16 التي تقودها الرائد طيار مريم المنصوري، لقد قصفتهم، لتكون الضربة في فكرهم ومعتقداتهم أولاً قبل أن تصيب أوكارهم الظلامية وتحطمها. وهذا ضاعف غيظهم وحقدهم، فداعش الذي لا يرى في المرأة إلا أداة للذة، وتباع وتشترى في الحياة الدنيا، وفي الآخرة لا يفكر أعضاؤه إلا بالحور العين، وكأنهم ضمنوا الجنة أصلاً. لكن ابنة الإمارات تلقنهم درساً لن ينسوه، وتوقظهم من أحلام اليقظة، لتكون كابوساً يهدد لياليهم، ويسخر من أفكارهم.

إنها امرأة من بلادي، ابنة الرجال وأخت الرجال، تساهم في تحرير الشام من الإرهاب وحفيدة خولة بنت الأزور، التي شاركت في فتوح الشام، خولة التي تلثمت واخترقت الصفوف تقاتل، ولم يعرفها المسلمون، حتى سألها خالد بن الوليد فقالت إنها من ذوات الخدور، فإن الرائد طيار مريم المنصوري قد تقدمت مثل أخواتها الإماراتيات إلى العمل في القوات المسلحة، وهي محتفظة بحجابها وحشمتها، لتكون ضمن صقور الإمارات ومن المدافعين عن الحق. وكأني بها تقول مع خولة بنت الأزور التي انطلقت بالمسلمات الأسيرات اللاتي قاومن أسرهن بأعمدة، وهي تقول عن النساء العربيات، ودورهن في الحرب:

لأننا في الحرب نار تستعر اليوم تسقون العذاب الأكبر.

لقد قصفت أفكارهم الرجعية وأفعالهم الإرهابية. ها هي تتقدم مثل خولة بنت الأزور التي وصفت في المصادر القديمة بشعلة تتقدم الصفوف ولا أحد يعرف من هي، لكن ابنة الإمارات قائدة السرب، تتقدم إخوانها الرجال الذين يعرفونها، وهي معتزة بدينها، وفخورة بوطنها، لتنتصر لإخوانها ولأخواتها في مناطق سيطرة داعش، ولكل من هُجّر قسراً، وقُتل وعُذب، ولكل امرأة ولكل طفل. وتسطر صفحة جديدة لدور المرأة الإماراتية وللمرأة العربية في صنع المستقبل. ولأن مقاتلي داعش كما ذكرت نشطون في مواقع التواصل فقد لفقوا رسالة من قبيلة المناصير في الإمارات بأنهم يتبرؤون من ابنتهم، لأنها قصفت الثورة السورية! يالكذبهم المفضوح وغبائهم الواضح؛ لأن الرائد طيار مريم المنصوري تسير وتدعمها القيادة في الإمارات وعائلتها، وكلنا معها.

وتحية لابنة الإمارات وسلاماً، وأنت تحلقين في سماء العدل والحرية والغد الجديد.