أبوتمام الشاعر العباسي ينضم إلى قائمة ضحايا داعش في العراق (أرشيف)
أبوتمام الشاعر العباسي ينضم إلى قائمة ضحايا داعش في العراق (أرشيف)
الثلاثاء 30 سبتمبر 2014 / 21:56

تهريب آثار العراق: بعد جرائم الحرب داعش ينهب التراث الإنساني

قال مسؤولون عراقيون وغربيون إن قطعاً أثرية عراقية تعرض في السوق السوداء، وأن مسلحي داعش يستعينون بوسطاء لبيع كنوز لا تُقدر بثمن، بعد اجتياحهم شمال البلاد.

شبكات مهربين تتعاون مع داعش لنهب التراث الأثري والثقافي العراقي

كنوز أشورية تباع قطعاً مجزأة في الخارج

واكتسب المسلحون قدراً من الخبرة في تجارة الآثار بعد سيطرتهم على مساحات واسعة في سوريا، وعند السيطرة على مدينة الموصل في شمال العراق ومحافظة نينوى في يونيو (حزيران) الماضي، وضعوا أيديهم على نحو ألفي موقع أثري من أصل 12 ألف موقع مسجل في العراق.

بلاد الرافدين
وكانت حضارة بلاد الرافدين من أقدم الحضارات، وجعلها موقعها بين نهري دجلة والفرات من أغنى مراكز الزراعة والتجارة ونقطة لقاء للحضارات.

وكانت نينوى وبابل، التي اشتهرت حدائقها المعلقة كواحدة من عجائب الدنيا السبع قديماً، موطن الحضارة السومرية التي منحت العالم الخط المسماري، أول أشكال الكتابة، وذلك منذ عام 3100 قبل الميلاد.

وحذر رئيس متحف بغداد قيس حسين رشيد، في كلمته أمام مؤتمر لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في باريس، من المخاطر التي تُحدق بالتراث العراقي، قائلاً إن "جماعات منظمة تعمل بالتنسيق مع الدولة اللا-إسلامية"، مضيفاً أمام صحافيين أن "هذه مافيا دولية للآثار، يختارون القطع الأثرية ويُحددون ما يمكن بيعه".

ومن الصعب تقييم بعض القطع التي يرجع تاريخها لأكثر من ألفي سنة.

ونقل رشيد عن مسؤولين محليين لا يزالون في مناطق تحت سيطرة التنظيم إن أبرز مثال لعمليات النهب، ما حدث في القصر الكبير للملك الآشوري أشورناصريال الثاني في كلخ.

تجزئة
وأضاف: "سُرقت لوحات أشورية، توجد الآن في مدن أوروبية، وبعضها قُطّع وبيع مجزأ".

وذكر مسؤول عراقي آخر طلب عدم نشر إسمه أن القطع الأثرية تُستخرج من باطن الأرض أيضاً، وطالب الدول المجاورة مثل الأردن وتركيا ببذل جهد أكبر لمنع نقلها عبر الحدود.

وتابع: "تُنقل عبر الحدود وتصل لصالات المزادات في الخارج، ومن المؤسف أن حصيلة بيع هذه التحف ستستخدم لتمويل الإرهاب".

 وقال دبلوماسي غربي: "من السابق لأوانه تقييم حجم الآثار العراقية التي خرجت من البلاد"، مضيفاً: "رأينا قطعاً أثرية بمئات الملايين من الدولارات بعد نهب مواقعها، لذا من المنطقي توقع الشيء نفسه في العراق".

ويأتي مؤتمر اليونسكو، الذي جمع دبلوماسيين ومسؤولين عراقيين وخبراء في التراث، قبل انعقاد الجمعية العامة للمنظمة في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، ومن المنتظر أن تقدم فرنسا مشروع قرار لزيادة الوعي بين الدول الأعضاء وتشكيل بعثة تُساعد العراق على تقييم الخسائر.

الحضارة عدو المتطرفين
وتساءل مندوب فرنسا لدى اليونسكو فيليب لاليو: "هل ينبغي أن يساورنا القلق على تطهير التراث حين يحصد الموت عشرات الآلاف؟ نعم، لأن الثراث يُوحد الأمم والحضارة تُغذي الحوار الذي تريد الجماعات المتطرفة تدميره".

وتضرّر التراث العراقي بالفعل من غياب القانون والسلب الذي تبع إطاحة الولايات المتحدة بصدام حسين عام 2003، وإضرام مهاجمين النار في مبان، ونهب كنوز يرجع تاريخها لآلاف السنين.

أما داعش فدمر أضرحة ومساجد وكنائس، وأحرق مخطوطات قيمة.

وفي هجمات تذكر بما حدث في أفغانستان ومالي، دمّر مسلحون في الموصل تمثالي عثمان الموصلي، الموسيقي والملحن العراقي من القرن التاسع عشر، والشاعر العباسي أبي تمام.