الجمعة 10 أكتوبر 2014 / 15:29

نوبل ملالا وبوصلة الإمارات الصحيحة




حين دعمت دولة الإمارات العربية المتحدة الطفلة الباكستانية ملالا يوسف زاي، بعد تعرضها لإطلاق نار وحشي كاد يودي بحياتها، فقط لأنها أرادت الذهاب ورفيقاتها إلى المدرسة، فإنها لم تفعل ذلك لأسباب سياسية أو حتى من باب الترويج لمبادراتها الإنسانية. ففي ذلك الوقت، في أكتوبر 2012، لم يكن العالم سمع بعد بهذه الطفلة الصغيرة المكافحة من أجل حق أساسي من حقوقها، وهو التعليم، وقد وصلت قصة ملالا إلى سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فكانت بداية رحلة جديدة لملالا، اولاً مع العلاج الذي تكفلت به الإمارات، بل وقامت طائرة إماراتية بنقل ملالا إلى بريطانيا، مروراً بمواصلة مسيرة كفاحها، رغم تهديدات طالبان المستمرة باغتيالها، ونقل رسالتها إلى العالم أجمع حول حق الفتيات في التعليم، وصولاً إلى نيلها اليوم أرفع جائزة إنسانية عالمية، وهي جائزة نوبل للسلام.

قصة ملالا تعكس وتجسد إلى حد كبير رؤية دولة الإمارات الإنسانية، وهي رؤية متعددة الجوانب والأبعاد، تبدأ من إيمانها العميق بمبدأ المساواة بين المرأة والرجل، وحق الفتيات في التعليم والعمل والإنجاز على مختلف المستويات، ولا تنتهي عند الدعم الإنساني لكل محتاج ومظلوم، وسجل الإمارات في مجال دعم القضايا الإنسانية المختلفة واضح للعيان، ولعل الإمارات في ذلك من الدول القليلة في العالم التي تجعل من الدعم الإنساني منهجاً وسياسة واستراتيجية دائمة، لأنها تعلم تماماً أن سلام وطمأنينة وازدهار الدول، في عالمنا المتصل والمتشابك هذا، لا يكون إلا بالتعاضد والتكافل الإنسانيين على كافة المستويات.

في مايو 2013، وبعد تعافيها من إصابتها، قامت ملالا، خلال توجهها إلى العمرة، بزيارة إلى العاصمة أبوظبي، وكانت تلك الزيارة بطلب منها، إذ أبت ألا تواصل رحلتها دون إبداء الشكر لمن وقف معها في أشد أوقات محنتها، فكان لقاؤها بالشيخ محمد بن زايد، وكان من اللافت في ذلك اللقاء الرسالة التي أوصلها محمد بن زايد إلى العالم حين قال إن تعليم البنات حق أساسي لهن يكفله الإسلام، قبل الشرائع والقوانين الدولية والإنسانية، وهو ما يكشف مجدداً عن بعد آخر من أبعاد الجهود الإنسانية لدولة الإمارات، وهي تلك المنطلقة من فهم متنور لتعاليم الإسلام، ذلك الفهم الخاص الذي يجد أساساً صلباً كذلك في التقاليد العربية، قبل أن تأتي زمرة غريبة على الإسلام مثل الإخوان والدواعش، وتحاول تقديم صورة مناقضة ومشوهة عن الإسلام والمسلمين.

اليوم، مع فوز ملالا بهذه الجائزة الرفيعة، هي فرصة لنحيي مرة أخرى دولة الإمارات على رؤيتها الإنسانية الساطعة، ولنشكر الشيخ محمد بن زايد من جديد على عمله الصامت ولكن الدؤوب لما فيه خير الإنسانية وتحقيق السلام في العالم، ولنتذكر أيضاً أنه وفي الوقت الذي تقوم فيه دول، سراً وعلانية، بدعم الإرهاب، وتكرس بوصلتها نحو كل ما يؤدي إلى الدمار والخراب وينتهك الكرامة الإنسانية، فما زال هناك دول مثل الإمارات، تعرف البوصلة جيداً، وطريقها لا يقود سوى إلى الخير والمحبة وأيضاً الفهم الصحيح للإسلام، دين المحبة والإخاء والإنسانية، لا دين قطع الرؤوس وسبي النساء وخطف الأطفال وتحويلهم إلى قتلة وتدمير الإرث الإنساني.