مبنى الكونغرس الأمريكي في واشنطن(رويترز)
مبنى الكونغرس الأمريكي في واشنطن(رويترز)
الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 / 22:02

ناشونال إنترست: البيت الأبيض محبط من موقف الكونغرس تجاه إيران

24 - فاطمة غنيم

دعا الزميل لدى "المجموعة العاملة للأمن النووي" في واشنطن، نيفيد حسيبي، في مقال له نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، الكونغرس الأمريكي إلى العمل على أن يكون جزءاً من الحل عندما يتعلق الأمر باتفاق نووي إيراني، وعدم إثارة أية مشكلات من شأنها عرقلة هذا الاتفاق.

مقارنةً بالشعبية المتدنية للكونغرس تشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية كبيرة من الأمريكيين يؤيدون عقد اتفاق نووي مع إيران

وأوضح الكاتب أنه، في الوقت الذي اجتمع فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، الأسبوع الماضي لبدء جولة جديدة من المفاوضات، بين ما يسمى "مجموعة الخمسة زائد واحد" وإيران، في إطار الجهود الرامية للوفاء بمهلة 24 نوفمبر (تشرين الثاني) التي تلوح في الأفق للوصول إلى اتفاق نووي شامل وفاعل، هدد الكونغرس الأمريكي بتخريب العملية بأكملها.

وكان أكثر من 350 من أعضاء مجلس النواب الأمريكي وقعوا على رسالة بعثوا بها إلى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في وقت سابق من هذا الشهر، معربين فيها عن قلقهم إزاء تجاوز إيران لموعد التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حول الأبعاد العسكرية المحتملة السابقة لبرنامج إيران النووي.

قرار الشعب الأمريكي
ولفت الكاتب إلى أنه، مقارنةً بالشعبية المتدنية للكونغرس، تشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية كبيرة من الأمريكيين يؤيدون عقد اتفاق نووي مع إيران، وبالتالي لا يمثل الكونغرس غالبية الشعب الأمريكي بشأن إبرام صفقة نووية مع إيران، ويتبنى موقفاً متشدداً إزاء أي تقدم اختراق محتمل في هذه القضية.

وذكر الكاتب أن البيت الأبيض أحبط بنجاح جهود الكونغرس، في وقت سابق من هذا العام، لسن عقوبات إضافية مخالفة لبنود "خطة العمل المشتركة المؤقتة"، التي وُقِّعت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مشيراً إلى أن البعض في الكونغرس استأنف سعيه لاتخاذ تدابير إضافية ضد إيران، حيث قدم جمهوريون في مجلس الشيوخ قانون "مفاوضات إيران نووية لعام 2014" في الصيف الماضي طالبوا فيه بتقديم البيت الأبيض أي اتفاق إلى مجلس الشيوخ لمراجعته، كما قدم عضوا مجلس الشيوخ، ماركو روبيو ومارك كيرك، "قانون محاسبة إيران لحقوق الإنسان لعام 2014" إلى مجلس الشيوخ في هذا الصيف أيضاً، والذي يقترح فرض عقوبات إضافية على إيران، من بين أمور أخرى.

رهان على الديموقراطيين
وأوضح الكاتب أن إدارة أوباما تعتمد حتى الآن على الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، لمنع محاولات الجمهوريين من العمل ضد إيران، مؤكداً أن الرئيس يحتاج مساعدة من الكونغرس في حال التوصل إلى اتفاق شامل على إلغاء العقوبات.

وفي هذا الصدد، يتعين على الديمقراطيين الاحتفاظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ، لمواصلة عرقلة جهود التأخير من جانب صقور إيران، ويمكن للبيت الأبيض أيضاً أن يختار التفاوض مع إحدى قيادات الحزب الجمهوري المنافس، رغم أن هناك مؤشرات توحي بأن الرئيس لا يرغب في سلوك هذا المسار.

وبدلاً من ذلك، يمكن للرئيس أوباما أن يوجه المشرعين، كما فعل في الخريف/الشتاء الماضي، عندما حاول النواب تمرير عقوبات إضافية بعد توقيع خطة العمل المشتركة المؤقتة، حيث ضغطت إدارة أوباما بشكل كبير عن طريق إرسال وفود إلى الكونغرس، بقيادة نائب الرئيس جو بايدن، ووزيره كيري، لعقد لقاءات خاصة.

وتم ذلك بالتنسيق مع التصريحات العلنية من قبل الرئيس وآخرين في الإدارة، الذين عارضوا فرض مزيد من العقوبات.

فرصة تاريخية
ومن المؤكد أن الانتخابات النصفية القادمة يمكن أن تكون شديدة الأثر في الطريقة التي ستختارها إدارة أوباما للتعامل مع الكونغرس بشأن إيران، وخاصة في حالة فوز الجمهوريين بالأغلبية في مجلس الشيوخ.

ورأى "حسيبي" أن هناك فرصة تاريخية للولايات المتحدة، وأعضاء آخرين في "مجموعة الخمسة زائد واحد"، وإيران، لحل النزاع النووي سلمياً، والذي يُحتمل أن يفتح باب التعاون في القضايا الإقليمية الأخرى، وبدء عهد جديد من العلاقات مع ايران منذ فترة طويلة، ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن يعمل الكونغرس على أن يكون جزءاً من الحل وليس المشكلة، بحسب الكاتب.