المتطوعون الغربيون في صفوفو داعش يفتقرون إلى شهوة سفك الدماء باستثناء جون الشهير(أرشيف)
المتطوعون الغربيون في صفوفو داعش يفتقرون إلى شهوة سفك الدماء باستثناء جون الشهير(أرشيف)
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 / 11:45

نيوستيتمان: داعش ظاهرة قابلة للهزيمة الآن وإلى الأبد

24- إعداد: ميسون جحا

حذر الكاتب ورئيس قسم الشؤون الخارجية في بي بي سي، جون سيمبسون، في مقال بمجلة "ستيتمان" البريطانية، الساسة والصحافيين من تضخيم قوة داعش، معتبراً أنه، ورغم محاربة مقاتلي التنظيم على عدة جبهات، فإنه يُمكن هزيمتهم الآن وإلى الأبد.

الساسة والإعلاميون يضخمون من قوة داعش بصورة متشائمة

وقال الكاتب "لا تكمن القوة في الاستيلاء على المدن والبلدات، وفي قطع رؤوس الخصوم أمام الكاميرا، ولا في بيع فتيات في الرابعة عشر، ولا في ارتكاب مجازر كما فعلها الرايخ النازي، أو في نشر الفيديوهات على وقع موسيقى تصويرية معاصرة، بل يكمن خطر داعش في تمكنه من إقناعنا بأنه قوة لا تقهر".
  
تضخيم 
ويُلقي سيمبسون باللائمة على المراسلين الأجانب وعلى الساسة في تضخيم قوة داعش، فيقول "وصف أحدهم التنظيم على شاشة بي بي سي، فقال، يبدو أن لا يمكن إيقاف داعش، وردد مذيع آخر في محطة إخبارية أمريكية هذا الصدى، فقال: كأنه لا يوجد شيء قادر على وقف داعش، ووافقه كردي متعب هرب لتوه من كوباني الرأي، عندما تحدث إلى مجموعة من المراسلين على الحدود السورية التركية".

ويضيف الكاتب "كيف لنا لوم هؤلاء الأشخاص، عندما يصطف زعماؤنا السياسيون الواحد تلو الآخر للحديث عن فعالية مقاتلي داعش، وعدم جدوى الجهود المبذولة لمحاربته؟".

تشاؤم
وفي هذا الإطار يلفت سيمبسون النظر إلى تصريح للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل أسبوع تنبأ فيه بسقوط كوباني الوشيك، وحذَّر من فشل الضربات الجوية.

وإلى اقتراح جون كيري بـ" قيادة إيران الحرب ضد داعش، فيما لو فشلت الولايات المتحدة"، وتصريح وزيرالخارجية البريطاني عندما قال "لا نستطيع إنقاذ كوباني من السقوط في قبضة داعش".

القوة 17 العراقية 
ويُشير الكاتب البريطاني إلى أن الوقائع على الأرض تدحض كل التوقعات المتشائمة، فقال" قبل أيام، وعلى بعد 40 كيلومتراً فقط من جنوب غرب بغداد، اتجهتُ نحو خط الجبهة بصحبة قائد الفرقة 17 في الجيش العراقي، اللواء جبار كرم الطاحي، وهو من صنف القادة العسكريين الأكفاء الذين بدأ الجيش العراقي في الاعتماد على خبراتهم، وهو ليس بالضرورة شيعياً، رجل فارع القامة، ذو نظرة ثاقبة، وشخصية جذابة، وحارب الإيرانيين تحت إمرة صدام حسين، وربما- وكنت لبقاً لتحاشي سؤاله عن الأمر- حارب قوات التحالف في 1991 و2003".

ويُضيف "سألت اللّواء، على وقع هدير محرك عربة الهامفي الأمريكية، عن تقييمه لمقاتلي داعش، فأجاب: ليسوا ضعفاء، لكنهم غير مدربين، وعندما نهاجمهم، يعمدون للهروب فوراً".

ويقول سيمبسون "إن الفرقة العراقية العسكرية الـ17 هي كل ما يحول بين داعش والمنطقة الجنوبية الغربية القريبة من بغداد، وقبل ثلاثة أسابيع تجمع عدد كبير من مقاتلي داعش عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، ولو فشل الجيش العراقي في صدهم، لكانت بغداد عرضة لهجوم داعش، ولكن مزيجاً من الضربات الجوية الذكية، ومن حسن أداء القوات العراقية على الأرض، أجبر قوات داعش على التقهقر وراء النهر، ورغم أنهم لايزالون هناك، إلا أنهم لا يظهرون نشاطاً ملحوظاً".

غياب
ولكن لماذا لم يتكلم أحد عن معركة الجيش والتحالف الدولي الناجحة قرب بغداد؟.
يتساءل سيمبسون عن الأمر، قبل أن يجيب" بسبب عدم وجود مراسلين أجانب في بغداد، باستثناء مراسلي محطتي بي بي سي وصحيفة نيويورك تايمز، بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة دخول إلى العراق، ولارتفاع كلفة الرحلة، وخطورة الإقامة، لم يُعرف الكثيرعن معركة بغداد، وفي المقابل تعتمد وكالات الأنباء والصحف ذات الإمكانيات المتواضعة على تقارير ينقلها مصورون ومحررون شجعان من داخل كوباني، أو من منطقة الحدود التركية- السورية المحاذية للمدينة، ويعمد هؤلاء إلى تضخيم قوة داعش، وكأنهم يروجون لعملياته الوحشية، وهو ما يريده زعماء التنظيم الإرهابي. ولكن القوات الكردية السورية وبدعم من البشمركة التابعين لحكومة كردستان العراق، وبمساعدة ضربات التحالف الدولي الجوية، تمكنت من صدّ هجمات داعش، ومن تحرير الجزء الأكبر من كوباني، وتكذيب توقعات أردوغان، ووزيرا خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا، كيري وميلبان، بسقوط المدينة الحتمي".

هزيمة داعش
ويرى الكاتب أنه يمكن هزيمة داعش، كما يعتقد كبار المسؤولين في بغداد، شرط التوقف عن ترديد ما يدعو للتشاؤم، وصعوبة التغلب على داعش.

ويقول سيمبسون في هذا السياق: "في البداية، لابد من تعديل السياسة المعتمدة إزاء داعش، ذلك أن التنظيم الذي حقق بعض الإنجازات، لا يمكنه تحقيق المزيد، فالجهاديون الغربيون توقفوا عن التطوع في قواته، بسبب ما شهدوه من أعمال وحشية، فضلاً عما أظهرته شرائط فيديو من إخضاع المقاتلين للتدريبات الشاقة، التي لا يقوى عليها غير الجنود النظاميين، وثبت أيضاً أن مئات المتحمسين من أوروبا والولايات المتحدة، الذين انضموا إلى داعش، يفتقرون إلى القوة البدنية والشهوة لسفك الدماء، باستثناء جون الشهير".

ويختم الكاتب قائلاً "صحيح أن داعش يعتمد على 30 ألف مقاتل، وفق أغلب التقديرات، وربما يكون العدد أقل من ذلك، لكن ونظراً لانهماكه في القتال على خمس جبهات على الأقل في سوريا والعراق، لا يمكن القول إنه قوة كبيرة يصعب دحرها".