وزيرة الثقافة الفرنسية فلور بيليران (أرشيف)
وزيرة الثقافة الفرنسية فلور بيليران (أرشيف)
الأربعاء 29 أكتوبر 2014 / 23:34

دعوات لإقالة وزيرة الثقافة الفرنسية "غير المثقفة"

24- إعداد: أحمد شافعي

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً يتناول ردود الفعل حول اعتراف وزيرة الثقافة الفرنسية في أحد الحوارات التلفزيونية بأنها لم تقرأ كتاباً واحداً منذ سنتين، إضافة لعدم اطلاعها على أي كتاب، للروائي موديانو، وهو الكاتب الفرنسي الخامس عشر الذي يحصل على جائزة نوبل في الأدب.

اعتبر بعض أفراد الوسط الثقافي الفرنسي أن اعتراف وزيرة الثقافة مدعاة للحرج الشديد مما تسبب بمطالبات باستقالتها

وتقول الصحيفة "في فرنسا، بلد سارتر وموليير، تعد الثقافة وسعة الاطلاع الأدبي جزءاً من المكانة الاجتماعية، ولكنها تعد جزءاً أساسياً من مؤهلات شخص يفترض أنه المشرف على ميزانية الثقافة في البلد".

لذلك أثار اعتراف وزيرة الثقافة الفرنسية، فلور بيليران، بأنها لم تقرأ كتاباً منذ سنتين، الرعب في دوائر النخبة الثقافية هناك، وجاء الاعتراف الغريب في حوار تلفزيوني لقناة كانال بلاس، ليثير عاصفة من الانتقادات في وسائل الإعلام الاجتماعي وغيرها، بل لقد أدى إلى مطالبات باستقالة وزيرة الثقافة "غير المثقفة".

وعندما سئلت عن كتابها المفضل من بين كتب باتريك موديانو، وهو الكاتب الفرنسي الحاصل أخيراً على جائزة نوبل في الأدب، ضحكت بيليران بغير ارتياح، ولم تستطع أن تسمي كتاباً واحداً للكاتب المحتفى به.

ووفقاً للصحيفة، كانت بيليران قبل أسابيع قليلة، أثنت على موديانو لـ "تمثيله الحيوية الثقافية والتأثير الأدبي الفرنسي أمام أعين العالم"، وفي وقت سابق من الحوار كانت أسهبت في الكلام عن غداء لها مع موديانو، رأته فيه شخصاً لطيفاً وضحكا خلاله كثيراً.

وموديانو هو الكاتب الفرنسي الخامس عشر الذي يحصل على الجائزة، وصدر له ثلاثون كتاباً، من بينها أعمال روائية قصيرة تدور أحداثها في باريس أثناء الحرب العالمية الثانية.

ولزيادة الطين بلة، في ما يرى بعض المراقبين الثقافيين، قالت بيليران إنها "لا تجد غضاضة في الاعتراف بأنها لم تجد وقتاً لقراءة كتاب بهدف المتعة منذ سنتين".

بربرية
وقالت وزيرة الثقافة "أقرأ الكثير من المذكرات، وكثيراً من الأخبار القانونية، وأخبار وكالة الأنباء الفرنسية، ولا أقرأ إلا قليلاً للغاية".

واعتبر بعض أفراد الوسط الثقافي الفرنسي أن هذا الحوار مدعاة للحرج الشديد، خاصة أنهم كانوا في الفترة الأخيرة يغالون في الثناء على التفوق الفرنسي الثقافي، وسط أنباء كثيرة عن افتتاحات متاحف، وحصول موديانو على نوبل، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الفرنسي مصاعب كثيرة.

وأضافت الصحيفة "وصل السخط إلى حد قول الكاتب كلود أسكولوفيتش لموقع هافنغ بوست الفرنسي إن فشل بيليران لا يوصف بأقل من البربرية" وطالبها بالاستقالة معتبراً أن "لامبالاتها بصاحب نوبل الفرنسي تجعلها غير مؤهلة لوظيفتها".

وتابع أسكولوفيتش أن "البربرية هنا قائمة، فإذا كان لشخص أن يكون وزيراً للثقافة وهو لا يقرأ، فما نحن إلا حفنة تكنوقراط وواضعي ميزانيات" ووبخ الكاتب الوزيرة لتقديمها المذكرات الوزارية على الأعمال الأدبية الرفيعة، في حين تسامح آخرون مع الوزيرة ورأوا أنها تمثل نموذجاً للصراحة نادراً بين الوزراء.