• مقعد الطفل الشهيد براء (المصدر)
    مقعد الطفل الشهيد براء (المصدر)
  • مقعد الشهيد براء (المصدر)
    مقعد الشهيد براء (المصدر)
  • براء كان من أوائل الطلبة (المصدر)
    براء كان من أوائل الطلبة (المصدر)
  • مدير المدرسة عبدالله رضوان (المصدر)
    مدير المدرسة عبدالله رضوان (المصدر)
الخميس 30 أكتوبر 2014 / 17:34

تقرير: الحزن يخيم على تلاميذ غزة بسبب فقدان زملائهم في "الجرف الصامت"

24 - غزة - محمد عـرب

يعاني الأطفال في الصف الثاني بمدرسة الرافعي الابتدائية للبنين في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، من صدمة شديدة وحالة نفسية مضطربة إثر فقدانهم لأحد زملائهم ورفقائهم خلال عدوان "الجرف الصامد" الذي شنته "إسرائيل" ضد القطاع في 8 من يوليو (تموز) الماضي.

ولا تتوقف حالة الحزن والأسى على فراق الطفل براء سليمان (7 أعوام) على أصدقائه وزملاء فصله الدراسي فقط، بل تمتد أيضاً إلى معلميه لكافة المواد الدراسية، إضافة إلى إدارة المدرسة.

نسيان صعب
ويختصر الطالب مصعب حلاوة زميل الشهيد براء، حالة معظم الأطفال في الصف بالقول متسائلاً: "كيف لي أن أنسى براء وكان طالباً مجتهداً وندرس مع بعضنا كل يوم، وكنا نتسابق مع بعضنا في القيام بواجباتنا المدرسية".

وبعيون تفيض بالدموع تابع الطفل مصعب حديثه مضيفاً: " لم أعرف أن براء سيموت، أنا حزين وكنت أبكي عليه لأني لن أجد أصدقاء طيبون مثله".

أما الطفل سعيد دردونة، فقد أبدى استغرابه الشديد من عدم وجود زميله براء بينهم، وقال: "لقد سألت أبي لماذا مات براء، وهل يمكن أن يعود لنا، ولكن أبي لم يجبني على السؤال حتى الآن".

ووجه سعيد الحديث لزملائه بصوت مرتفع قليلاً وقال: "أنا متأكد أن براء سيرجع لنا" محاولاً إقناع نفسه بعقلية الأطفال، أن الميت قد يعود إلى الحياة مجدداً لمجرد أنه شهيد.

براء المجتهد المحبوب
أما مدير مدرسة الرافعي الأساسية، عبد الله رضوان، والتي كان الشهيد براء أحد طلابها، فقد قال لـ 24: "لقد كان براء طالباً ملتزماً، يحافظ على نظافة المدرسة والصفوف وكان يقود الإذاعة المدرسية".

وشدد رضوان على أهمية الدور الذي تقوم به المدرسة مع أهل الشهيد في سبيل التخفيف عنهم، مشيراً إلى أن مدرسته قامت بعمل ندوات عدة تتحدث عن الشهيد براء وصفاته وأخلاقه الحميدة، لافتاً إلى أن جميع الطلاب من عرف براء في حياته ومن لم يعرفه بات الآن يحبه ويتمنى أن كان قد التقى به.

أما الأستاذ محمود بدر الذي كان أحد معلمي الشهيد براء، فقد عبر عن مدى حبه لبراء لاسيما أنه كان يحرص على العلم وعلى الاستماع إلى الدروس والمشاركة في الصف.

وقال بدر لـ 24: "كان براء يمثل الطالب المثالي من كل النواحي، فإضافة إلى تفوقه في جميع المواد الدراسية وحصوله على شهادات تقدير عدة، فقد كان أيضاً خلوقاً مهذباً يحب الجميع ولا يؤذي أحداً من زملائه".

وكان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر 51 يوماً، قد خلف 2174 شهيداً، بينهم 530 طفلاً، وإصابة حوالي 3300 طفل بجراح خطيرة.