الاحتجاجات السابقة ضد النهضة في تونس (أرشيف)
الاحتجاجات السابقة ضد النهضة في تونس (أرشيف)
الخميس 30 أكتوبر 2014 / 17:04

ايكونوميست: عدم محاربة حركة "النهضة" للفكر الجهادي أدى لإقصائها

24 - إعداد: ميسون جحا

تناولت مجلة إيكونوميست البريطانية في عددها الأخير، قضية خسارة حزب "النهضة الإسلامي" التونسي في الانتخابات البرلمانية التي أجريت قبل أربعة أيام، وإقراره بالهزيمة.

وتقول المجلة إن حزب النهضة قد يشعر ببعض الارتياح لحصوله على نسبة ٣٠٪ من إجمالي أصوات الناخبين، وهي نسبة لا تقل بكثير عما حصل عليه في أكتوبر( تشرين الأول) لعام ٢٠١١، وسط حمأة الربيع العربي، حيث كسب ٣٧٪ من إجمالي الأصوات الناخبة، ويستطيع الحزب الاعتماد على أنصار موزعين في أنحاء تونس، ولديه هيئة تنظيمية تبقى محل حسد أحزاب أخرى، لكن فوز حزب نداء تونس يمثل حكماً سلبياً، أطلقه التونسيون على عامين حكم فيها الإسلاميون تونس، مشيرة إلى أن كبار قادة النهضة يقرون بأن إدارة شؤون البلاد، وخاصة الاقتصاد، مثَّلت لهم تحدياً كبيراً، لم يكن بحسبانهم.

شعبية سياسي محنك
وتشير الصحيفة إلى كون شعبية السياسي المحنك الذي أسس حزب "نداء تونس" في عام ٢٠١٢ بيجي قائد السيبسي، هي التي ساهمت في قيادة حزبه للفوز، فقد شغل الرجل ثلاث مناصب وزارية، وبرز في عام ٢٠١١، ورغم خروجه، من قبل، على التقاعد، كشخصية مطمئنة خلال الأشهر المضطربة التي أعقبت الثورة، وترأس حكومة مؤقتة سلمت السلطة لائتلاف قاده النهضة في نهاية ذلك العام، لكن خروج الإخوان المسلمين من السلطة في مصر، خلال العام الماضي، أزعج وأقلق "حزب النهضة"، فسلَّم السلطة إلى حكومة تكنوقراط في يناير (كانون الثاني)، بعد وقوع عمليتي اغتيال سياسي في البلاد، وزيادة التوتر في عدة مرافق حيوية.

حملة فاشلة
وتلفت المجلة إلى فشل الحملة الانتخابية لحزب النهضة، الذي وعد في حال فوزه بتشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكداً أن المرحلة الانتقالية نحو الديموقراطية في تونس، تتطلب المشاركة في السلطة، وفي الوقت الحالي، يلمح الحزب لرغبته في الانضمام لائتلاف حكومي بقيادة حزب "نداء تونس"، الذي لم يفصح بعد عن نواياه، إذ سيكون من الممكن تشكيل ائتلاف حاكم من مجموعة أحزاب علمانية أصغر، ورغم أنه سيكون ائتلافاً هشاً.

وفي هذا الإطار، تعتبر الصحيفة أن "نداء تونس" يعتبر نفسه حزباً وسطياً، لكن معارضته للإسلاميين تعد من مسببات وجوده، فقد اتهم الحزب حكومة النهضة السابقة بالقضاء على مبدأ فصل الدين عن الدولة الذي أرساه الحبيب بورقيبة، أول رئيس لتونس عقب الاستقلال عن فرنسا.

الموازنة بين العلمانية والإسلام
وتضيف المجلة "بعد الاقتصاد، والموازنة بين الإسلام والعلمانية، كان الهاجس الأمني هو الهم الرئيسي للناخبين التونسيين، إذ يعتقد عدد كبير من هؤلاء أن الائتلاف الحاكم بقيادة النهضة تباطأ في التعامل مع انتشار الفكر الجهادي في مساجد البلاد، إثر سقوط زين العابدين بن علي، ولم يعد التونسيون يصدمون لدى سماعهم أنباء حول عمليات لمحاربة إرهابيين، فقد حدث، قبل أيام قليلة من يوم الانتخاب، أن أدى اشتباك مع جهاديين لمقتل رجل شرطة وستة أشخاص، منهم خمسة نساء، كما أن تواجد رجال الحرس الوطني والجنود المسلحين خارج مقار الانتخابات أعطى صورة كئيبة مغايرة لتلك الصورة الاحتفالية لانتخابات تشريعية، جرت قبل ثلاث سنوات في أعقاب الثورة التونسية.

بانتظار انتخابات الرئاسة
وتختم الصحيفة "لا يتوقع تشكيل حكومة جديدة، قبل عودة التونسيين إلى صناديق الانتخاب في ٢٣ نوفمبر(تشرين الثاني) لاختيار رئيس جديد للبلاد، وبناء على الدستور الجديد، يتشارك الرئيس في السلطة مع رئيس الوزراء والبرلمان، وذلك في موازاة سعي تونس للتخلص من إرث رئيس كامل الصلاحيات، وبالنظر لكون قائد السبسي هو المرشح الأوفر حظاً للرئاسة، وحيث لم يرشح النهضة أحداً، ليس معروفاً بعد من سيكون رئيس الوزراء التونسي المقبل، ومن الخيارات المطروحة، مطالبة مهدي جمعة، التكنوقراطي المنتهية ولايته، بتشكيل حكومة أخرى".