قوات من البشمركة (أرشيف)
قوات من البشمركة (أرشيف)
الجمعة 31 أكتوبر 2014 / 14:47

تقرير: معركة "كوباني" توحد الأكراد

اصطف الآلاف وهم يتشحون بالأعلام الكردية في شوارع أربيل، لتشجيع قافلة عسكرية متجهة إلى بلدة سورية حدودية، لم يكن اسمها شائعاً من قبل، وهي الآن محور حرب عالمية ضد تنظيم داعش.

وكان رجال قوات البشمركة العراقية في طريقهم إلى مساندة الأكراد في الدفاع عن كوباني، في معركة اكتسبت أهمية كبيرة بالحملة التي تقودها الولايات المتحدة "لإضعاف وتدمير" التنظيم الإسلامي المتشدد.

ولم يتضح ما اذا كانت فرقة البشمركة الصغيرة هذه والمسلحة جيداً ستكون قادرة على تغيير ميزان المعركة، لكن إرسال هذه القوات العراقية إلى ساحة المعركة، هو إبراز لوحدة الجماعات الكردية التي حرصت في أحيان كثيرة على إضعاف بعضها البعض.

شريك الغرب
تشكلت هذه الجبهة المتحدة بعد أن ظهر الأكراد كأكثر شريك يثق فيه الغرب، وله فاعلية على الأرض بكل من العراق وسوريا.

لكن الحفاظ على هذه الوحدة قد يكون صعباً، نظراً للتنافس على زعامة أكراد العالم، الذين يزيد عددهم عن 30 مليوناً، غالبيتهم مسلمون سنة، لكنهم يميلون إلى تحديد هويتهم على أساس العرق لا الدين.

وعمدت حكومات الدول الأربع التي يتوزع فيها الأكراد وهي العراق وسوريا وتركيا وإيران، إلى استغلال التناحرات الكردية الداخلية لإجهاض تطلعهم للاستقلال.

 الهوية الوطنية
يبرز إرسال البشمركة العراقية إلى كوباني، مستوى من التعاون غير مسبوق تجلى بين الجماعات الكردية متخطياً الحدود، بعد أن اجتاح تنظيم داعش ثلث أراضي العراق.

وحين استهدف تنظيم داعش كردستان العراق، هبط مقاتلون من حزب العمال الكردستاني التركي من قواعدهم في الجبال الواقعة على الحدود التركية العراقية، للمساعدة في صد الهجوم.

وفي نفس الوقت تقريباً عبر مقاتلون من جماعة كردية سورية بزغ نجمها خلال الحرب الأهلية في سوريا، هي وحدات حماية الشعب، الحدود ودخلوا العراق لإنقاذ آلاف من الأقلية الإيزيدية من الموت على أيدي المقاتلين المتشددين.

كما حارب أيضا أكراد إيران إلى جانب قوات البشمركة العراقية داخل إقليم كردستان العراق.

وقال المسؤول السابق بالخارجية الأمريكية هنري باركي إن "الأكراد متحدون أكثر من أي وقت، وحتى لو تراجعوا بضع خطوات، سيظل وضعهم أفضل مما كانوا عليه قبل 6 أشهر، خلاصة كل هذا هو تعزيز الهوية الوطنية الكردية".