طائرات حربية أمريكية قديمة من الحرب العالمية الثانية (أ ف ب)
طائرات حربية أمريكية قديمة من الحرب العالمية الثانية (أ ف ب)
السبت 1 نوفمبر 2014 / 18:49

رحلات فوق الولايات المتحدة بطائرات الحرب العالمية

يحلق الطيار جون بود، بطائرته المقاتلة من نوع "بي 17" في اجواء مدينة ميريلاند، شرق الولايات المتحدة، في استعادة لماضي الطيران العسكري مع هذه الطائرة، التي كان لها دور كبير في أوج الحرب العالمية الثانية، قبل سبعة عقود.

ومن أصل 12 ألفاً و732 قاذفة قنابل "بي 17" الملقبة بـ"القلعة الطائرة"، تم تشييدها بين 1930 و1945، لا يزال حوالى عشر طائرات من هذه الأيقونات للطيران العسكري، قادرة على التحليق، ومن بينها الـ"ألمنيوم أوفركاست".

وقال الطيار جورج داوبنر،  قبل التحليق من إيستون، باتجاه واشنطن التي يستغرق الوصول إليها، ساعتين جواً: "الناس يعشقون هذه الطائرة، ويحبون منظر الـ"بي 17" وصوتها ورائحتها وارتجاجاتها، انها فريدة من نوعها".

وبعد اعادة استصلاحها وابقائها بحال تمكنها من الطيران، من جانب شركة "اكسبيريمنتال ايركرافت اسوسييشن" المكونة من مجموعة من الاشخاص الشغوفين بالطيران، تجوب هذه الطائرة أجواء الولايات المتحدة من شرقها الى غربها، وتقدم لمحبي التاريخ وعالم الطيران لمحة فريدة عن الماضي الطويل للطائرات العسكرية.

وحلقت هذه الطائرة التي تنعكس اشعة الشمس على جسمها واجنحتها الفضية، قبل بضعة أيام فوق ميريلاند، على ارتفاع 375 متراً، في رحلة استمرت حوالى عشرين دقيقة.

ومن خلال زجاج قمرة القيادة، يمكن التمتع بمنظررائع، على الرغم من أن القنابل التي تحويها الطائرة، بزنة 45 كلغ لكل منها، مزيفة والرشاشات الثقيلة الـ13 من نوع "براونينغ ام 2" معطلة.

وذكر جون بود بأن الانطلاق لقصف المانيا واوروبا المحتلة عن طريق هذه "القلعة الطائرة"، لم يكن بالمهمة الممتعة.

وابلغ  هيربرت ميكر،  رفاقه الركاب كتابياً، أن المهمات كانت طويلة جداً ومدتها ثماني ساعات".

واضاف "كان ذلك في نهاية 1944 ومطلع 1945، كان الطقس بارداً جداً على ارتفاع 9 الاف متر. كانت المهمة الأصعب لي أن أحافظ على الدفء".

وأوضح داوبنر ان الطيارين "كانوا شباناً يافعين في سن الـ21 او 22 او 23 عاماً، وكانوا يخرجون يومياً، مع علمهم مسبقاً بأنهم يواجهون خطراً بنسبة 30% في إلا يعودوا إلى منازلهم".

وكانت طائرة "ممفيس بل" الاولى التي نجحت بانجاز 25 مهمة في اوروبا مع بقاء اعضاء طاقمها سالمين.

وتخضع هذه القاذفة للقنابل حالياً، لإصلاحات في قاعدة أوهايو العسكرية، شمال الولايات المتحدة، كما أن نموذجاً أخر من هذه الطائرة استخدم في تصوير فيلم يحمل الاسم نفسه سنة 1990، أخذ مكانها في جذب محبي التحليق بالطائرات الحربية القديمة.

ومع أن ثمن تذكرة السفر لهذه الرحلة المميزة، ليس بزهيد إذ يفوق 400 دولار، فإن عدد رحلات طائرة "ألمنيوم اوفركاست" لا يقل عن 350 سنوياً. كما من الممكن معاينة هذه الطائرة واستكشاف تفاصيلها على البر مقابل 10 دولارات.


واشار أحد من مؤسسة "كولينغز فاونديشن"، التي تستثمر في تشغيل رحلات على الطائرات القديمة، إلى أن تسيير رحلات عبر هذه الطائرات امر مكلف، لكنه أكد أنها الآت حية، كلما طارت كلما تحسن أداؤها.