بين فبراير وأكتوبر 2013 تحول ميكائيل من شاب فرنسي عادي إلى مسلم ثم متطرف فقاتلٍ في صفوف داعش(مؤسسة الفرقان التابعة لداعش)
بين فبراير وأكتوبر 2013 تحول ميكائيل من شاب فرنسي عادي إلى مسلم ثم متطرف فقاتلٍ في صفوف داعش(مؤسسة الفرقان التابعة لداعش)
الخميس 20 نوفمبر 2014 / 14:15

دوس سانتوس من شاب يحبّ الحياة إلى جزار في صفوف داعش

لم تصدق ماريا دوس سانتوس العجوز البالغة 71 سنة من العمر، نفسها وهي ترى على شاشة التلفزيون حفيدها، ميكائيل، ولكنها تعرفت إليه فوراً، منذ بث الصورة الأولى في الأخبار الخاصة بذبح داعش للرهينة الأمريكي والجنود السوريين. وعلى غرار ماريا، لم تصدق ابنتها آنا والدة الجهادي الفرنسي ووالده أرتور، ما أصبح عليه ابنهما، وحسب موقع لوموند الفرنسية، الخميس، يفكر الوالدان اليوم في مغادرة منطقة فال دو مارن، على مشارف العاصمة باريس، لتفادي المشاكل التي أضحت تتهددهما في المنطقة بسبب ابنهما البالغ 22 سنة من العمر.

ولكن كيف تحول ميكائيل من طالب عادي في مدرسة مهنية، أين كان يستعد للتخصص في مهنة صباغة البيوت ، إلى جزار يذبح البشر ولا يرف له طرف؟

وسط اجتماعي
في تقريرها عن ميكائيل، تقول الصحيفة، إنه ولد في عائلة كاثوليكية شديدة التدين من أصل برتغالي، يعمل والده بناءً ووالدته معينة منزلية، هذا الوسط الاجتماعي المتواضع، يفسر حسب الصحيفة إلى حد ما شعور العزلة والإقصاء الذي عانى منه الطفل ثم المراهق ميكائيل، أو أبوعثمان بعد انضمامه إلى داعش.

ولكن قبل ذلك كان طالباً عادياً، ومراهقاً يحاول الاندماج في مجتمعه الفرنسي رغم أصوله البرتغالية المحافظة، تعمد في الكنيسة حسب جدته، التي ترفض أن ترى في حفيدها مجرماً أو منحرفاً وتصر على أنه "تعرض للتخدير أو للعقاقير، أو مواد كيميائية أخرى، لغسيل دماغه" كما تقول للصحيفة الفرنسية.

تحول جذري
ولكن صديقته السابقة تؤكد للصحيفة أنها تعرفت إلى ميكائيل "في المدرسة المهنية، في 2008 ورغم فارق السن بينهما، إذ تكبره بسنتين، إلا أنهما تحابا بسرعة، قبل أن يفترقا بسبب الانقلاب الجذري في سلوكه، كان يعشق رقص التكتونيك، ويعشق الموضة والموسيقى وكرة القدم"، ولكنه وبلا مقدمات "وبعد أن كان مسيحياً مثالياُ يواظب على الذهاب إلى الكنيسة وعلى أداء صلواته" انصرف في فبراير(ِشباط) 2009 "وبعد تعرفه إلى صديق جديد، مسلم، إلى التعرف على الإسلام وتعاليمه" وتضيف: "لم يكن الأمر مزعجاً أو مؤثراً على علاقتنا حتى "مايو(أيار) عندما قرر اعتناق الإسلام، ثم تخلى عني بعد أن رفضت ترك المدرسة وارتداء الحجاب".

وتضيف بعد أسبوع واحد من محادثتنا اعتنق الإسلام، وقطع كل صلة بي وبأصدقائه في المدرسة.

مقاطعة
أما الجدة فلا يبدو أنها تدرك ما حصل لحفيدها، فتقول: "كان يرفض بعد إسلامه الأكل معنا على نفس المائدة، وقاطع والده ثم والدته لأنهما رفضا اعتناق الإسلام"، وفي صيف 2013 تضيف الجدة رفض التحول مع عائلته إلى البرتغال لقضاء الإجازة السنوية، وأصر على البقاء في فرنسا، وعند عودة العائلة اكتشفت أنه اختفى من البيت والمنطقة في غيابها، وفي أكتوبر(تشرين الأول)، تأكدت العائلة أنه  ترك الدراسة وقطع كل علاقة له بموطنه الفرنسي وتحول إلى سوريا بعد أن ورد اسمه في تحقيقات الشرطة عن شبكة جهادية في المنطقة، أمنت للشاب الفرنسي التحول إلى سوريا عن طريق تركيا مع 10 آخرين من أصدقائه الجدد.

اعتنقي الأسمال
ولكن وقبل رحيله ترك الشاب رسالة وداع حسب صحيفة لوباريزيان لوالدته، يدعوها فيها إلى التخلي عن ديانتها الأصلية، في نص قصير مليء بالأخطاء ويشكرها على كل ما فعلت من أجله هي ووالده الذي قاطعه سنوات، واختتم الشاب رسالته "اعتنقي الأسمال، كما جاء في الرسالة بدل الإسلام، ستسعدين، وسنلتقي في الجنة، قبلاتي".