الأحد 31 مارس 2013 / 19:44

دعاة الفتن

عرفنا أن الدعاة في الإسلام هم من يعلمون الناس أصول الدين والعقيدة، لكن أصبح اليوم بعض الدعاة هم مشعلو الفتن والكذب، و"مْعَلمين" نشر الإشاعات بين الناس.

ومن أشد أنواع الخداع وأخطرها تلك التي تكون السبب في تأخر الشعوب انشغالاً بالحروب الأهلية المبنية على الفتاوي الضالة والتظاهر بالإسلام، وبالعلم "الشرعي"، والتقوى، حتى تكتمل وصفة الخديعة، ويقع فيها البسطاء الذين يتم استغلالهم أسوأ استغلال، لأجندات وخطط سياسية دون وعي منهم.

قال صلى الله عليه وسلم: "أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن".

وقال أيضاً: "الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة. قلنا: لمن؟. قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".

لنا أن نسأل دعاة الفتن وعشاق السياسة والإعلام والشاشات، متى كانت آخر محاضرة لكم في الإيمان والاستقامة؟

متى ألقيتم درساً في تفسير آية أو شرح حديث، أو بيان مسألة في التوحيد أو الفقه؟

هم انشغلوا بالحكومات وأمورها، والتسابق في الحصول على العقود مع أكبر القنوات والبحث عن أشهر الشاشات، وتركهم دورهم في تقويم السلوك وتوعية الناس، هم أصبحوا شركاء في فساد الأخلاق وضعف الدين، وسوء فهمه!

بل وزادوا على ذلك، فأصبحوا مأجورين لقنوات تحجزهم في مواسم جني الأرباح، و استلام أوامر المدح لدولة معينة وشخصيات معينة، والذم في دول أخرى لنشر سمومهم وأفكارهم الدموية.

مهما اختلفتُ مع رجل فمن غير الممكن أن أطعن في دينه وأخلاقه لاختلافه في رأيه السياسي، ويؤسفني أن أجد هؤلاء يصل بهم الحال لتكفير من يعارضهم ولا يوافق أجنداتهم، والمؤلم أكثر أن ذلك يكون باستخدام وتفسير الآيات حسب أهوائهم السياسية.

وبعض الدعاة، أصبح أشبه بالحرباء، يتغير ويتلون حسب ألوان مواقف الدول التي تدفع أكثر.

ديننا الإسلامي الحنيف استخدموه أداة تبرير فتاوى القتل لكل من يعارض أفكارهم !

الإسلام هو دين السماحة، بعيد عن أفكارهم وما يلوثون به بياض ثوبه، ولنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة في مسيرته الدعوية ودعوته لأهل الطائف، وتعامله الراقي في وثيقة عهد بني نجران للمسيحيين، وغيرها من القصص التي يجب أن تكون مناراً لعقولنا وصداً مانعاً لأفكار ظلامية بعيدة كل البعد عن الإسلام.