الشعبية البرلمانية الإماراتية(وام)
الشعبية البرلمانية الإماراتية(وام)
الجمعة 21 نوفمبر 2014 / 15:26

البرلمانية الإماراتية: دور الأمم المتحدة على المحك لإصرارها الانفراد بالسلم الدولي

أكدت الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي، أن دور الأمم المتحدة في العقد الأخير أصبح على المحك وقد تقلصت قدراته التأثيرية في الكثير من الأحداث والأزمات الدولية، نتيجة لأسباب عديدة أهمها إصرار المنظمة على أن تكون بمفردها في الساحة الدولية كمنظمة معنية بالسلم والأمن الدوليين متجاهلة تأثير ودور البرلمانات على الساحة الداخلية للدول الأعضاء.

جاء ذلك خلال مشاركة الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي، في فعاليات الاتحاد البرلماني الدولي التي شملت عقد اجتماع اللجنة التحضيرية للاجتماع الدولي الرابع لرؤساء البرلمانات والجلسة المشتركة ما بين اللجنة الفرعية لدراسة الاتفاق الجديد بين الاتحاد البرلماني الدولي والأمم المتحدة واللجنة الدائمة الرابعة المعنية بالأمم المتحدة وذلك في المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك.

وتم خلال اجتماع اللجنة التحضيرية للاجتماع الدولي الرابع لرؤساء البرلمانات التي عقدت برئاسة رئيس الاتحاد البرلماني الدولي صابر شودري، الاطلاع على الإجراءات المتخذة لتنفيذ قرارات الاجتماع الأول للجنة الذي عقد في شهر يناير الماضي.

مناقشات
وناقشت اللجنة تقرير الأمانة العامة للاتحاد حول تنفيذ التوصيات الرئيسية الصادرة من رؤساء البرلمانات والتي ركزت على أربعة محاور هي العلاقة مع الأمم المتحدة والتعاون مع المؤسسات البرلمانية الإقليمية والبرلمانات والديمقراطية، وتقليص الفجوة الديمقراطية على المستوى الدولي.

تكامل الأدوار
وأكد راشد محمد الشريقي في مداخلاته "أهمية تكامل الأدوار بين البرلمانات والأمم المتحدة في مجال سيادة القانون والديمقراطية والأمن الدولي، لعدة أسباب منها زيادة التحديات والأزمات التي يشهدها العالم اليوم في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والتهديدات الأمنية، بالإضافة إلى أن طبيعة هذه الأزمات تتميز بترابط وتداخل كبير في عناصرها بمعنى أن المشكلات السياسية قد تكون لها أبعاد اقتصادية أو اجتماعية أو مشكلة اقتصادية لها أبعاد سياسية واجتماعية ويعود ذلك إلى ما أحدثته الثورات المعرفية في المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا والعلوم إلى حركة جديدة تقلصت فيها المساحات الجغرافية بين قارات ودول العالم مما أدى إلى عدم قدرة دولة أو منظمة لوحدها على قيادة العالم للحد من آثار أزماته المتصاعدة والتي تتطلب ضرورة القيادة والفكر الجماعي على صعيد العلاقات الدولية".

الامم المتحدة
وأوضح الشريقي "مثالاً حول الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية الأم المعنية بتحقيق السلم والأمن الدوليين وفق ميثاقها المنشأ في عام 1945 نجحت خلال العقود الماضية في حل الكثير من الإشكالات والأزمات الدولية، إلا أنه في العقد الأخير أصبح دورها على المحك وتقلصت قدراته التأثيرية في الكثير من الأحداث والأزمات الدولية ولم يعد مجلس الأمن معبراً عن القوى الفاعلة الدولية القادرة على استتباب السلم والأمن الدوليين بل أصبح أداة للتجاذبات والتناقضات السياسية وهذا ما ظهر بوضوح في كل الأزمات الدولية التي عانى منها العالم مؤخراً".

أسباب الضعف

وأشار الشريقي إلى أن "أحد أسباب ضعف دور الأمم المتحدة الإصرار على أن تكون بمفردها في الساحة الدولية كمنظمة معنية بالسلم والأمن الدوليين متجاهلة تأثير ودور البرلمانات على الساحة الداخلية للدول الأعضاء، والتطورات العالمية المعاصرة أكدت أن العصر الحالي هو عصر الشعوب، ومن ثم عصر البرلمانات حيث يزداد فيها قوة ورسوخ الرأي العام ودوره في صناعة وإقرار وتعديل السياسات العامة الحكومية فلم تعد الحكومات وحدها هي المهيمنة على صناعة القرار السياسي في دولها بل أصبحت تشاركها البرلمانات بفعالية نتيجة لإحساس الرأي العام بتعاظم مسؤولياته ودوره في العملية السياسية والتنمية المجتمعية".

التعاون البرلماني
وبشأن التعاون مع المؤسسات البرلمانية الإقليمية أشار الشريقي إلى أن "البرلمانات لا يمكن أن تعمل بمعزل عن التعاون مع الحكومات أو المنظمات الحكومية الإقليمية والدولية وأن أحد أسباب عدم فعالية التعاون البرلماني سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي هو انفصالها عن العلاقات التنظيمية مع الحكومات .. كما أن تحقيق الفعالية والمزيد من التأثير للتعاون البرلماني يرتبط في كيفية تحقيق التكامل والتعاون بين البرلمانات الإقليمية التي أصبحت ظاهرة هامة في التعاون البرلماني حيث أن مناطق العالم المختلفة توجد بها برلمانات إقليمية مثل البرلمان العربي والأوروبي والأفريقي وأمريكا اللاتينية وغيرها من هذه البرلمانات التي ترتبط بمنظمات حكومية إقليمية مثل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية".

وتطرق الشريقي إلى كيفية تحقيق التعاون بين هذه البرلمانات الإقليمية وبعضها بهدف تكامل أدوارها ونمو تأثيرها من الإقليمي إلى الدولي.