وزير الطاقة الإمارتية سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي (أرشيف)
وزير الطاقة الإمارتية سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي (أرشيف)
الإثنين 24 نوفمبر 2014 / 18:47

وزير الطاقة: الإمارات بصدد وضع استراتيجية جديدة للطاقة

أعلن وزير الطاقة الإمارتية سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، أن دولة الإمارات بصدد وضع استراتيجية جديدة لقطاع الطاقة تستند إلى محاور رئيسية تقوم على تنويع مصادر الطاقة وإدماج الطاقة النووية مع مصادر توليد الطاقة الكهربائية من مصادرها الهيدروكربونية خصوصاً الغاز ومن الطاقة المتجددة .

وأكد المزروعي في لقاء اليوم بفندق سانت ريجس بأبوظبي مع أكثر من 100 صحفي وإعلامي من 45 دولة عربية وأجنبية يستضيفهم المجلس الوطني للإعلام حالياً بمناسبة احتفالات الدولة باليوم الوطني الثالث والأربعين، أن دولة الإمارات تمكنت بفضل رؤية قيادتها الحكيمة من بناء نموذج يحتذى في قطاع صناعة النفط والغاز يقوم على الشراكة مع الشركات العالمية في تطوير هذا القطاع الهام وعدم خصخصة الشركات البترولية والاستمرار معها في تطوير هذا القطاع مع تنويع مصادر الدخل .

تطور نوعي
ولفت إلى أن استراتيجية الإمارات في قطاع الطاقة شهدت تطوراً هاماً ونوعياً منذ 15 عاماً، إذ رأت القيادة الحكيمة في الدولة أن النمو الاقتصادي القوي في الدولة يتطلب أيجاد أنواع جديدة لتوليد الطاقة إلى جانب الغاز الذي لم يعد يكفي متطلبات النمو في الإمارات، وقال إن الدولة بدأت منذ عام 2000 بالتخطيط لاستيراد الغاز بكميات كبيرة ليتكامل مع الإنتاج المحلي وأعطت نموذجاً من خلال مشروع "دولفين" للغاز الذي يجمع بين دول خليجية ثلاث وهي الإمارات وقطر وسلطنة عمان .

وأضاف أن القيادة استمرت في رؤيتها المستقبلية لقطاع الطاقة إذ رأت أنه لا يمكن الاعتماد على الغاز بنسبة 100% لتوفير احتياجات البلاد من الطاقة الكهربائية.

نظرة تكاملية
وأوضح وزير الطاقة أن نظرة دولة الإمارات لقطاع الطاقة "نظرة تكاملية"، منوهاً بأن دولة الامارات وشركة مصدر تقوم على بناء مشاريع لتوليد الطاقة في عدد من دول العالم خصوصاً الدول النامية لمساعدتها في الحصول على الطاقة، ولا ترى في ذلك ضرراً لها كونها دولة مصدرة للنفط .

وأكد أن دولة الامارات على استعداد لوضع تجربتها في قطاع النفط والغاز في عهدة الدول العربية ودول العالم الأخرى والتعاون معها للاستفادة من تجاربها أيضاً والاستثمار في قطاع الطاقة لسد الاحتياجات العالمية المتنامية من الطاقة، لافتاً إلى أن الطلب على النفط يسجل نمواً بمعدل واحد إلى 1.5% سنوياً عن معدله الحالي البالغ حوالي 90 مليون برميل يومياً .

انخفاض أسعار النفط
وقال إن "الانخفاض الأخير في أسعار النفط ليس بجديد وسبق لمنطمة "أوبك" أن واجهت في عام 2008 انخفاض أسعار النفط إلى حوالي 40 دولاراً للبرميل"، مشيراً إلى أن دول الخليج ودول "اوبك" عموماً استمرت في تطوير حقولها .

وأكد وزير الطاقة أن دول "اوبك" ستتعامل مع الانخفاض الحالي في أسعار النفط وستتخذ القرار المناسب دون أن يشير إلى طبيعة ونوعية القرار الذي سيتم اتخاذه عندما تجتمع "اوبك" في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري في فيينا .
وقال المزروعي إن "انخفاض أسعار النفط لن يشكل كارثة لدولة الإمارات"، لافتاً إلى أن دخلها من النفط لا يشكل سوى 30% من الناتج المحلي الاجمالي بعد أن نجحت في تنويع مصادر الدخل ورفع مساهمة القطاعات غير النفطية إلى حوال 70% من الناتج الإجمالي .

استراتيجية طويلة الأمد
وتطرق وزير الطاقة في معرض إجاباته على أسئلة الصحفيين إلى استراتيجية دولة الإمارات في قطاع الطاقة "طويلة الأمد"، مؤكداً أن الدولة بدأت في تنفيذ مشاريع عملاقة منها مشايع توليد الطاقة النووية، وأنه يتعين في المرحلة القادمة على القطاع الخاص البدء في تنفيذ مشاريع جديدة في قطاع الطاقة " مع استعداد الحكومة لشراء الإنتاج منها بسعر مجد.

ولفت إلى أهمية التخلي عن سياسة الدعم الحكومي لقطاع الطاقة والاقتراب في تسعير المنتجات من الأسعار العالمية على غرار تسعيرها للديزل الذي تقترب أسعاره حالياً من الأسعار العالمية .

وقال إن "تغيير السياسات في مجال الطاقة يجب أن يكون مدروساً وتدريجياً حتى لا يتسبب في إلحاق أضرار بالاقتصاد الوطني كما حدث في دول أوربية متقدمة" .