الغنوشي يعلن أن النهضة قد تدعم المرزوقي في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية(أرشيف)
الغنوشي يعلن أن النهضة قد تدعم المرزوقي في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية(أرشيف)
الإثنين 24 نوفمبر 2014 / 23:40

تونس: النهضة تسقط القناع وتدعم المرزوقي صراحة

24- سليم ضيف الله

ردت حركة النهضة على قرار "الحوار الوطني" الذي يضم الأحزاب الوطنية والمنظمات والجمعيات المدنية التي أشرفت على وضع خارطة الطريق التي أفضت إلى تشكيل حكومة فنيين في تونس قبل سنة، والذي أفشل مناورة المنصف المرزوقي، بتكليف الباجي قائد السبسي بتشكيل الحكومة في ظرف أسبوع، بالتلميح إلى أنها في طريقها إلى مراجعة موقفها الداعي إلى الحياد، من المرشحين للرئاسة في الدورة الثانية.

وكان المرزوقي المرشح غير الرسمي للنهضة، أصر في آخر لحظة قبل بداية الصمت الانتخابي الذي سبق التصويت، على تكليف رئيس نداء تونس الفائز في الانتخابات البرلمانية بتشكيل الحكومة الجديدة، تطبيقاً لأحكام الدستور الجديد، باعتباره رئيس الدولة.

شرعية
وردّ الحزب الفائز، أنه لا يحق للمرزوقي إصدارالتكليف، باعتباره رئيساً انتقالياً، انتهت شرعيته مع انتهاء المجلس الوطني التأسيسي السابق، من جهة، وباعتبار الدستور منظماً للمرحلة الدائمة وليس المرحلة الانتقالية.

ومن جهتها دعمت حركة النهضة موقف المرزوقي، مشددة على أنه الرئيس الشرعي للبلاد، وهو نسفه الحوار الوطني الذي أصر على أن الرئيس القادم وحده مخول بتكليف رئيس الحزب الفائز في الانتخابات بتشكيل الحكومة.

وللرد على هذا الإعلان، وبدفع من الشعور بضيق الزاوية التي وجدت فيها نفسها، ألمح زعيم النهضة راشد الغنوشي مباشرة بعد صدور قرار "الحوار الوطني" الذي يضم النهضة أيضاً، إلى أن حركته مازالت على موقفها وحيادها من مسألة دعم مرشحي الرئاسة الآن"، مشيرا إلى أن "مؤسسات الحركة ستجتمع ويُمكنها أن تعدل موقفها في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية".

دعم سري
في إشارة إلى دعمها الرسمي والعلني لمرشحها السري السابق المنصف المرزوقي، ما يسلط الضوء من جديد على الخطاب المزدوج الذي تمارسه الحركة الإخوانية، التي أكدت أنها ستلتزم الحياد بين المرشحين، ولكنها أصدرت تعليماتها السرية، بعد تبين التفوق المبدئي للباجي قائد السبسي مع بداية التصويت، لتجنيد الأنصار والمنخرطين بالتصويت المكثف للمرزوقي، بداية من الرابعة من مساء الأحد، قبل غلق مكاتب الاقتراع بساعتين، ما سمح للمرزوقي في الأخير وحسب الأرقام غير الرسمية بالحصول على 31% من الأصوات، وهي تقريباً النسبة التي حصلت عليها النهضة في الانتخابات النيابية الأخيرة، مع مراعاة الفارق في نسبة المشاركة التي انخفضت بـ5 نقاط بين النيابية والرئاسية، وهو التفسير الوحيد الممكن لهذا العدد من الأصوات التي أحرزها المرزوقي، في الجولة الأولى، وهو الذي لم يكن يتجاوز في الاستطلاعات السابقة على التصويت 10 % من الأصوات، علماً وأن حزبه لم يتجاوز 5% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية.

رفض
ولتبرير الخطوة الجديدة للنهضة التي تكشف بذلك عن موقفها الحقيقي من المرزوقي ومن قائد السبسي، تواتر المواقف الرسمية للمرشحين الخاسرين، مثل الجبهة الشعبية التي فاز مرشحها بـ10% من الأصوات، والتي أعلنت بمجرد ظهور النتائج أنها:" لن تتحالف مع النهضة أو مع حلفائها بما فيهم المرزوقي تحت أي ظرف، ولأي سبب من الأسباب".

أما الاتحاد الوطني الحر، الذي أحرز مرشحه سليم الرياحي على حوالي 7% من الأصوات فأعلن بدوره، أنه مستعد للتحالف مع الباجي قائد السبسي ودعمه في الجولة الثانية والحاسمة، وهو نفس الموقف الذي أعلن عنه أكبر فصيل دستوري، المبادرة الذي يجمع أنصار النظام السابق، الذي أكد أنه سيدعو للتصويت لمصلحة السبسي.