عناصر من قوات الأمن العراقية(رويترز)
عناصر من قوات الأمن العراقية(رويترز)
الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 / 21:16

إيكونوميست: داعش يكتسب مزيداً من الأعداء الأشداء

24 - إعداد. ميسون جحا

لأول مرة، منذ بداية داعش لحربه الخاطفة، في الصيف الماضي، وردت أنباء أقل ما يمكن وصفها بأنها "بشرة خير"، حيث خاطب قائد القوات الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتين ديمبسي، جنود بلاده في العراق، في 15 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري، بقوله: "بدأت المعركة في التحول لصالحنا، رغم أن دحر جهاديي داعش يتطلب وقتاً طويلاً"، بحسب ما أفادت مجلة "إيكونوميست" البريطانية.

من شأن تطور المناخ السياسي أن يعزز جهود التعاون بين الأكراد والحكومة المركزية ويرفع فرص انضمام المزيد من العشائر السنية إلى صف الحكومة في محاربتها لمقاتلي داعش

كما طمأن مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق، نيكولاي ملادينوف، مجلس الأمن الدولي، بأن استراتيجية تجنيد قوات محلية تظهر مؤشرات تقدم، قائلاً: "وضعنا انهيار الدولة العراقية وراءنا، وانعطفنا انعطافة جديدة فاعلة".

حملة متهادية
وبعد أشهر من العقبات التي واجهت الحملة الدولية المتهادية، التي تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي داعش، نجحت الحملة في وقف زخم التنظيم، وأمسكت بزمام المبادرة، حيث أدت غارات جوية قاسية لاستنزاف ترسانة التنظيم، وللحد من تحركاته، أشيع عن مقتل كبار قادته.

كما تنامت حملة الائتلاف نطاقاً وتطوراً، ويقال إن غارة واحدة شنّت في 19 نوفمبر( تشرين الثاني)، واستهدفت مجمعاً لتحصينات داعش شمال غرب كركوك، شاركت فيها طائرات من سبع دول.

تقدم الجيش العراقي
وتشير المجلة إلى غياب مقاتلي داعش عن ساحة المعارك في العراق، إذ حقق الجيش العراقي في يوم 14 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري، أكبر تقدم مأمول حتى تاريخه، حيث استعاد مصفاة بترول هائلة في بيجي، وهي مدينة تقع على نهر دجلة بين العاصمة العراقية، بغداد، والموصل التي يسيطر عليها داعش.

ولا يعد هذا الانتصار بمثابة إعادة مورد اقتصادي كبير لأيدي الحكومة العراقية، بقدر أهميته في قطع الصلة بين جيب لقوات داعش في تكريت، ومنطقة أكبر خاضعة لهيمنته في الشمال، كما يقال إن القوات العراقية والكردية والميليشيات المتحالفة معها تقف حالياً على أهبة الاستعداد، لشن هجوم من جهة الشرق باتجاه هذه المنطقة. ولكون مدينة تكريت خلت من سكانها، فإنها قد تتحرر قريباً من قبضة داعش.

سياسات داخلية موائمة
وتلفت ايكونوميست إلى أن "السياسات الداخلية العراقية باتت أقل ضرراً، حيث بذل رئيس الوزراء حيدر العبادي، وعلى خلاف سلفه الضيق الأفق المتعصب للطائفة الشيعية، جهداً لكسب ود الأقلية السنية، والذين غذّا غضبهم إزاء تهميشهم، وقود نهوض داعش".

كما عملت حكومة العبادي على رأب الصدوع مع حكومة اقليم كردستان العراق، وحولت لها مبدئياً، مبلغ 500 مليون دولار من حصتها في أموال الحكومة الفيدرالية، والتي احتجزتها، سابقاً، بغداد احتجاجاً على محاولات الأكراد استثمار حقول النفط الواقعة في منطقتهم لصالحهم وحسب.

ومن شأن تطور المناخ السياسي بأن يعزز جهود التعاون بين الأكراد والحكومة المركزية، ويرفع فرص انضمام المزيد من العشائر السنية إلى صف الحكومة في محاربتها لمقاتلي داعش.

الحد من تهريب النفط
وتشير المجلة إلى انخفاض معدل تدفق النفط المسروق من الحقول السورية، نتيجة غارات شنها الائتلاف الدولي ضد معاقل داعش في الأراضي السورية، وهو أمر بالغ الأثر على التنظيم، الذي اعتمد بشكل كبير على واردات النفط المستخرج من حقول تقع شرق البلاد، حيث يبسط سيطرته.

كما نجحت الحملة الجوية الدولية في وقف هجوم قوات داعش على مدينة عين العرب (كوباني) بعدما استمر لأكثر من شهرين، وبالفعل نجحت قوات كردية سورية، مدعومة بمقاتلين سوريين آخرين، وبقوات البشمركة التي وفرتها حكومة كردستان العراق، في صد وإبعاد مقاتلي داعش عن المدينة المحاصرة.

ودفع الجهاديون ثمناً باهظاً، بحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، والذي يشير إلى مقتل ما لا يقل عن 700 من مقاتلي التنظيم، فيما خسر الأكراد أقل من 400 قتيلاً.