الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 / 21:40

فورين بوليسي: 4 افتراضات أمريكية خاطئة أدت لفشل المفاوضات مع إيران

24 - إعداد. ميسون خالد

لماذا تعذّر الوصول لحل نهائي بخصوص الملف النووي الإيراني بحلول الموعد المقرر، أمس الإثنين، في مفاوضات فيينا؟ تتساءل مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، بنسختها الإلكترونية، مشيرة إلى أن تصريحات مثل أن "وقتاً أكبر سيجعل الأمور أسهل، وأن الخلافات كانت أوسع، والشك كان أعمق، وشكلت السياسات عائقاً"، كانت معروفة منذ البداية، فليس الأمر وكأن المفاوضين الأمريكيين فطنوا، في الساعة الـ 11 للمفاوضات إلى أن اتفاقاً جيداً كان أمرأً بعيداً.

غفل المفاوضون الأمريكيون عن أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله خامنئي يتربع على قمة الهرم في طهران وهو الحكم النهائي في جميع المسائل المتعلقة بالدولة

ولهذا، تسوق المجلة 4 افتراضات خاطئة رئيسية جعلت المفاوضين الأمريكيين يعتقدون أن اتفاقاً مجدياً مع إيران كان أمراً ممكناً.

1 – لدى روحاني وظريف القدرة على المساومة
غفل المفاوضون الأمريكيون عن أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، آية الله خامنئي، يتربع على قمة الهرم في طهران، وهو الحكم النهائي في جميع المسائل المتعلقة بالدولة، فبينما وعد روحاني بـ "التعقل والأمل"، إلا أن هذه المبادرة جاءت بمباركة من خامنئي أولاً، حيث أعطى الرئيس الفسحة اللازمة لتأمين اتفاق شامل، على سبيل المثال، في سبتمبر (أيلول) 2013، وبينما كان روحاني يستعد لرحلته الأولى إلى نيويورك، دعا المرشد الأعلى إلى "التساهل البطولي" في الملف النووي، مشدداً على أنه لم يكن معارضاً لـ "دبلوماسية صحيحة".

وبحسب فورين بوليسي، فإن خامنئي هو الذي كان يدير الجولات كلها، واضعاً "خطوطاً حمراء" محددة، لا يجب تخطيها، ومن المؤكد أن روحاني وظريف، تماماً مثل أسلافهما، قابلين للتبديل بسهولة.

2 – إيران بحاجة إلى اتفاق
في أية مفاوضات، يحتاج التوصل إلى اتفاق لأن يكون الجانبان متوافقان في التوقيت الذي يريدان إنجاز المهمة فيه، وبينما تقوم الولايات المتحدة بحساب الزمان بالأربع والثماني سنوات، لارتباط الرقمين بانتخابات وسياسات البلاد، إلا أن التوقيت الإيراني مفتوح أكثر، ويعود جانب من هذا السبب إلى أن إيران أثبتت مقدرتها على مقاومة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، بغض النظر عن مدى الضغط الذي تتعرض له، فرغم أن العقوبات أجبرت "الملا" على القدوم لطاولة المفاوضات، إلا أن هذا لا يعني أنها ستجبره على إبرام اتفاق.

وتبين مؤشرات جديدة أن الاقتصاد الإيراني يتعافى، وإن كان ببطء، حيث ارتفع معدل النمو الإجمالي للبلاد إلى 2.5% للمرة الأولى منذ عامين ونصف ، في الربع الثاني من 2014، بحسب شبكة "سي ان بي سي".

3 – المصالح أهم من الكبرياء
قد يكون هذا الافتراض صحيحاً، بحسب فورين بوليسي، إلا أن "الشرف والكرامة" أمران من الصعب المساومة بشأنهما، فلطالما ربط المرشد الأعلى بين الملف النووي وبين كرامة الجمهورية الإسلامية، وهذا الأمر يعد شخصياً لخامنئي.

ويشير تقرير داخلي، في 2009، إلى أن خامنئي ثمّن، في أبريل(نيسان) 1984(وكان حينها رئيساً للبلاد) قراراً اتخذه القائد الأعلى آية الله روح الله خميني بإطلاق برنامج نووي، قائلاً إن ذلك "السبيل الوحيد لتأمين روح الثورة الإسلامية من مكائد أعدائها، لا سيما الولايات المتحدة وإسرائيل، ولتجهيزها لظهور المهدي المنتظر".

واليوم، وبعد عقود من تصريحاته تلك، لا يزال خامنئي يؤمن بالمبادئ نفسها، ففي مايو (أيار) الماضي قال: "العقل والمنطق يتطلبان من إيران أن تسلح نفسها، للمرور داخل منطقة مليئة بالقراصنة".

ومن جهة ثانية، فعندما سؤل مواطنون إيرانيون حول ما إذا كان الأمر يستحق عناء الاستمرار في تطوير البرنامج النووي الإيراني ، في بداية 2013، أجاب 63% بنعم.

4 – الحاجة أهم من الرغبة
أحياناً ستتمسك بما تريده أكثر مما تحتاجه، وكان المفاوضون الأمريكيون يأملون في إيجاد أرض وسط مع إيران بالإمكان بناء اتفاق متوازن عليها.

وتصرح فورين بوليسي أنه "وحيث لا يمكننا إنهاء قوة إيران النووية، فإننا نعمل على احتوائها بشراء الوقت، وتحاول إيران الحفاظ على تلك السعة بقدر المستطاع، فيما تخفف أو تلغي الضغط الاقتصادي عليها، متلاعبة بالوقت أيضاً".

وتختتم المجلة التقرير بالقول إن "إيران تعرف ما تريده"، وهو الحفاظ على أكبر قدر ممكن من سعتها النووية، وتخليص نفسها من أكبر قدر ممكن من العقوبات، ويرى القادة الروحيون وضع إيران، بصفتها دولة تحتكم على أسلحة نووية، عائقاً ضد تغيير النظام، إلى جانب كونها متسقة مع مركزها الإقليمي كقوة عظمى، وهذا تريده، ولهذا ليست مستعدة، بعد، للموافقة على ما "تحتاجه" فقط من الاتفاق النووي، ومن الصعب تخيل أن 6 أشهر قادمة ستصلح المشكلة بشكل ما.