الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 / 17:34

عش كما تشاء



الحياة جميلة ملونة لمن يريد أن يراها كذلك، رغم ما يجد فيها من صعوبات، وسوداء صعبة لمن ينظر لها من زاوية معتمة، من عقل منغلق لا يحلم ولا يتفكر في جمالها، ولا يسعى فيها، فالحلم في الحياة يقودنا إلى تحقيق الأمنيات، عندما يرتبط بفكر سليم يُسيره نحو مسارات صحيحة ، وليست الحياة من يقودنا إليها .

تبدو بعض الأحلام صغيرة لكننا عندما نحققها تصبح عظيمة. وبعض الأحلام قد تكون خاصة، وعندما نحققها نجد أنها أسعدت من حولنا من دون أن نخطط لإسعادهم؛ لأن الحلم الجميل ينشر أثره على الآخرين .

الكثير منا لا يدرك أهمية تحقيق ما يحلم به، أو أن يفعل ما يريد إلا عندما يفوت الأوان. قبل سنوات قليلة كنت مع أحد الأصدقاء في زيارة مريض في المراحل الأخيرة من مرضه، دخلنا غرفته، وكان ممدداً يشاهد فيلماً، وأمامه لوحة بالأشياء التي يحب أن يحققها في هذا اليوم .

كانت هذه الأشياء كالآتي: "أريد ان أستحم، أريد أن أشاهد فيلما، أريد أن آكل وجبة ساخنة، أريد أن أصلي جالساً.... ". كثير منا لا يدرك أهمية تحقيق ما يحلم به إلا عندما يفوت الأوان. هذه كانت أحلام المريض في تلك اللحظة، حيث حالته في مرحلة متأخرة ويتوقع وفاته.

قام صديقي حينها بقراءة القرءان عليه، ومسحه بماء زمزم، وكنت صامتاً، وكأني كنت أرسم أحلامه البسيطة بالنسبة لي والكبيرة بالنسبة له. بعدها ودعناه وخرجنا، لم أستطع حينها النظر خلفي، كان مشهداً حزيناً، شاب في مقتبل العمر لم يتجاوز السابعة والعشرين على فراش الموت، لكنها إرادة الله.

بعدها بأيام قليلة وصلنا خبر وفاته، عليه رحمة الله، رحل وتركني أفكر لفترة طويلة وأتساءل، ماذا أريد أن أحقق في حياتي؟ ما الذي يسعدني وما الذي يضايقني؟ ما الذي يفرحني وما الذي يحزنني؟ إنها أمور كثيرة.


علينا أن نراجع أنفسنا ونستمتع بما نملك وبما تحقق. علينا أن نقف مع من نحب، أن نقول لا لمن يسيء لنا. إنها الحياة تمضي سريعاً وعلينا أن نعيشها كما نحب وكما نحلم.

في تقرير منشور على موقع 24 الإخباري صرحت إحدى الممرضات المشرفات على المرضى في اللحظات الأخيرة من حياتهم بالأشياء التي أخبروها بها وهم على فراش الموت. فلنتفكر بها جيداً وكانت كالآتي: "تمنيت لو عشت الحياة التي أردتها لنفسي وليس التي أرادها الآخرون لي، أتمنى لو أنني لم أجهد نفسي في العمل؛ فالمال ليس كل شيء إنما الأسرة ومن حولي، أتمنى لو امتلكت الشجاعة للتعبير عن مشاعري، أتمنى لو حافظت على علاقاتي مع أصدقائي، أتمنى لو استطعت أن أكون أكثر سعادة ولكي تكون سعيداً عش كما تشاء ولا تفكر كيف سينظر الآخرون لك".

لا تنتظر أحلامك وأمنياتك، رتبها واجتهد لتحقيقها، ستجدها تتحقق تترى لتسعدك.