الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 / 20:53

روائية من سياتل تنقل بيتها إلى المكتبة

إعداد وترجمة: أحمد شافعي

يحدث كل عام في الولايات المتحدة أن يتم إعلان نوفمبر شهراً وطنياً للرواية، حيث يتم تشجيع الكتاب الراسخين والناشئين على كتابة خمسين ألف كلمة في ثلاثين يوماً، لتكون النتيجة إما مسودة رواية، أو انطلاقة جيدة لرواية.


وغابرييلا تشارك هذا العام، ولكنها، بدلاً من أن تكتب من مائدة المطبخ، أو من داخل مقهى يضج بطنين الكمبيوترات الشخصية، أقامت نسخة مصغرة من غرفة المعيشة في مقر الفرع الرئيسي من مكتبة سياتل العامة.

تقول غابرييلا وهي تنظر إلى أثاثها المتناثر حولها: "كل هذه القطع من بيتي. فنحن الآن نجلس على أريكتي، وهذه المنضدة الصغيرة جئت بها إلى هنا. وعندنا المصباح، وتحت أقدامنا السجادة الفارسية. والنباتات حولنا من كل اتجاه. والذين يعرفون غرفة المعيشة في بيتي يمرون بي فيقولون: واو! هذا بيتك فعلا في قلب المكتبة".

ويشاهدها أمناء المكتبة وهي تمضي قدماً في الخمسين ألف كلمة التي تسعى وراءها.
"في الواقع، الشاشة القائمة من ورائي تعرض ما أكتبه فعلاً في حينه. ومن ثم فبوسع الناس أن يحضروا لمشاهدتي وأنا أعمل، وأصابعي ترتعش بين الحين والآخر".
لا شك أن كل ذلك يدخل عنصراً جديداً إلى المهنة المعروفة بإيثارها للعزلة.

"كنت أحضر إلى هنا، فأجد بالفعل زحاماً صغيراً ينتظرني. فكنت أقول لنفسي: رائع، رائع، فلتكتبي شيئاً رائعاً. لأنهم ينتظرون أن تكتبي شيئاً رائعاً. كان ذلك تحدياً كبيراً. ولم يسهل عليّ بمرور الوقت. اللهم إلا حينما أكون في معرض كتابة مشهد رومنتيكي ويكون من حولي من يختلسون النظر".

تعمل غابرييلا بصفة أساسية في شركة عمارة، ولكنها نشرت من قبل مقالات وقصصاً، وترى وهي في أول طريق الكتابة أن الكتابة تشترط قدراً لا يحتمل من العزلة.

"وحدث أن رأيت ذلك القول المنسوب إلى شخص يدعى جون غرين. يقول: الكتابة شيء تفعله وحدك، هي مهنة الانطوائي الذي يريد أن يحكي لك قصة، لكنه لا يريد وهو يفعل ذلك أن تتلاقى عيناك وعيناه". فكان أول رد فعل لي على ذلك هو: لا! لا يمكن! ليس ذلك ما ينبغي أن نفعله نحن الفنانين. لم أجد بي رغبة إلى الحفاظ على هذا التقليد. هذه الممارسة السرية للفن غير مفيدة لأحد. لا سيما للفنانين المبتدئين الذين يريدون أن يقيموا صلات وعلاقات مع الناس".

فعرضت فكرتها على مؤسسة 4Culture وحصلت منها على منحة ومكان في المكتبة تتخذه بيتا لها. وقبل أسبوع من نهاية نوفمبر كانت قد انتهت من خمسين ألف كلمة، وهو هدفها الأولي المعلن. "أعتقد أنني كتبتها في نحو سبعين ساعة تقريباً".

في الوقت الذي حاول فيه نحو 310095 شخصا أن يشاركوا في مارثون الخمسين ألف كلمة في نوفمبر من العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل الرقم في نوفمبر من هذا العام إلى أربعمائة ألف. حيث من الممكن في كل يوم من أيام الشهر الجاري أن ترى الكتاب وقد تجمعوا في مقاه معينة في سياتل لمساعدة بعضهم البعض وتبادل الآراء في الحبكات والشخصيات.

يذكر أن بعضاً من أكثر الروايات مبيعاً بدأت من خلال هذا المشروع، ومن بينها "مياه للفيَلَة" و"صوف".

ويقدر أن المشاركين من سياتل وحدها كتبوا حتى أمس الإثنين 30425081 كلمة.