إسرائيل تعاقب أهالي المذنبين في القدس وتدمر منازلهم (أرشيف)
إسرائيل تعاقب أهالي المذنبين في القدس وتدمر منازلهم (أرشيف)
الخميس 27 نوفمبر 2014 / 12:00

ديلي بيست: هدم المنازل.. سياسة إسرائيل لترويع الأحياء ومعاقبة الأموات

24 - إعداد: ميسون جحا

طرح موقع ديلي بيست الإخباري الأمريكي، قضية هدم إسرائيل لمنازل فلسطينيين مقدسيين، انتقاماً منهم ومن ذويهم، ورداً على قيامهم بعمليات ضدها.

وينقل الموقع عن أحد هؤلاء الفلسطينيين، يدعى إبراهيم حجازي، قوله "أنا والد الشهيد"، وهو متقاعد حسن الهندام، ذو عينين زرقاوين وتوجد على جبينه، علامة من أثر السجود لسنوات طويلة. وقد خرج لتوه من أحد المنازل المبنية فوق قمة هضبة صغيرة في منطقة أبو طور، بجوار القدس الشرقية.

بانتظار هدم المنزل
ويشير مراسل ديلي بيست إلى أن منزل إبراهيم حجازي ينتظر اليوم الهدم "عقاباً على جرائم ارتكبها ابنه"، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويسأل المراسل: "عند معاينة منزل حجازي الواقع في الطابق الأرضي، يتساءل المرء كيف يمكن لمبنى مكون من دورين أن يبقى صامداً بعد هدم طابقه الأول، وما الذي سيحل بمنزل ابن شقيق حجازي، المقيم حالياً في الطابق الثاني، فقد يدمر بيته أيضاً، لكنه لم يتسلم بعد إخطاراً بالهدم؟".

وقال إبراهيم لمراسل الموقع، إن القوات الإسرائيلية حضرت إلى منزله في ساعات الفجر من يوم ٢٣ نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، من أجل تفحص المكان بهدف نشر جنود ورجال شرطة عند هدم المنزل، وهي عملية تثير سخطاً كبيراً بين الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية.

بِاسم الردع
ويقول الموقع "باسم الردع وكرد فعل لموجة العنف الأخيرة، أعادت إسرائيل فرض سياستها، المثيرة للجدل، لتدمير منازل أقارب المشتبه بارتكابهم أعمالاً إرهابية. كما يستعد رجال أمن آخرين لهدم منازل أبناء عم غسان وعدي أبو جمال، اللذين استشهدا بعدما قَتَلا أربعة من المصلين في كنيس في القدس الغربية. ولا يهم إسرائيل إذا كان مرتكبي الجريمة أصبحوا في عداد الموتى، ويبدو من المؤكد أن الهدف من هدم منازل أسرهم هو ترويع الأحياء".

ويشير الموقع إلى "أنه أقل ما يقال، تثير تلك الممارسات جدلاً واسعاً. فقد وصف نائب مدير هيومان رايتس ووتش في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جو ستورك، عملية هدم بيوت الفلسطينيين بأنها "غير مشروعة على الإطلاق"، وقال إن إسرائيل مطالبة بمعاقبة القتلة وفقاً للقانون، والامتناع عن فرض عقوبات جماعية، وأن لا "تقوم بعمليات انتقام جماعية تضر بجميع أفراد الأسر".

جولة ميدانية
ويقول مراسل ديلي بيست "صحبني إبراهيم حجازي عبر أرجاء منزله، الذي أُفرغ من محتوياته قبل تدميره. وقال، وهو يشير إلى جدران بيضاء مزينة بنقاط من دهان وردي "هنا كانت تعيش ابنتي". وقد بدت تلك الرسوم الشاهد الوحيد على أن فتاة أقامت، حتى وقت قريب، في تلك الغرفة. ومن ثم انتقل حجازي إلى غرفة مجاورة، وقال وقد وقف عند بابها "خصصنا هذه الغرفة لأبنائي الثلاثة، وقد كان ابني الأوسط، معتز، ينام هنا".

استعداد وترحيب
ويشير ديلي بيست إلى استعداد أسرة حجازي لعملية هدم بيتهم، والذي لم يعد فارغاً، وحسب، بل أنهم ذهبوا أبعد من ذلك لدرجة كتابة عبارة "أهلاً وسهلاً" على جميع جدران المنزل، لتحية الإسرائيليين عند قدومهم، في سخرية واضحة من هذه الممارسة.

وعند هذه النقطة، بحسب الموقع، يكون إبراهيم قد فقد في خلال شهر أكثر مما فقده طوال عشرات السنين. فقد مات ابنه معتز، وإن صمم الساسة الإسرائيليون على تنفيذ خطتهم، فقد يفقد هذا المقدسي، أيضاً، حقه في الإقامة والعيش في القدس.