الجمعة 28 نوفمبر 2014 / 09:43

مصر: انتشار أمني وترقب لمظاهرات 28 نوفمبر

القاهرة - منى قطيم

تترقب مصر فعاليات ما تسمّى بـ"الثورة الإسلامية"، التي دعت إليها الجبهة السلفية، اليوم الجمعة، لاسيما أن الجهات القائمة على الدعوة قد ألمحت بطريقة مباشرة أن التظاهرات قد تخرج عن المسار السلمي، فيما تتعامل الجهات الأمنية مع تلك الدعوة بجدية شديدة، مُحذرة المشاركين في تظاهرات اليوم من استخدام العنف أو رفع السلاح والذي سيقابله الرد بحزم من جانب قوات الأمن.

وكانت الجبهة السلفية (وهي عضو في بالتحالف الوطني لدعم الشرعية والمؤيد للرئيس الأسبق محمد مرسي)، قد أصدرت في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري بياناً دعت فيه إلى ما أسمته "انتفاضة الشباب المسلم" أو "الثورة الإسلامية" في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وذلك بهدف فرض الهوية الإسلامية على المجتمع، وإسقاط "حكم العسكر"، على حد وصفهم، وهي الدعوة التي لاقت قبولاً من بعض الجبهات الداعمة للإخوان.

وقد أعلنت جماعة الإخوان نفسها دعمها لـ"الثورة الإسلامية" لكن دون أن تعلن صراحةً مشاركتها في هذا اليوم، وهو الموقف الذي اتخذه أيضاً طلاب الجامعات المنتمين إلى الجماعة؛ إذ ثمّنوا الدعوة دون الإفصاح عن موقفهم من المشاركة، بينما سيشارك "حزب الاستقلال" (وهو عضو أيضاً في تحالف دعم الشرعية المؤيد للإخوان)، إضافة لحركة "حازمون" (حركة تابعة للشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل)، وكذلك حزب الفضيلة (عضو تحالف دعم الشرعية).

بينما رفض عدد من القوى السياسية والجبهات الموالية للجماعة تلك الدعوة وتبرؤوا منها، وكان من أبرزها حزب النور السلفي، والذي رفضها مطالباً المصريين بعدم الاستجابة لمثل هذه الدعوات المشبوهة التي تضر مصالح الدولة، إضافة إلى كل من أحزاب "مصر القوية"، و"الوسط"، و"الجماعة الإسلامية"، وذراعها السياسي حزب البناء والتنمية، والتي رأت في هذه الدعوات الضرر منها أكثر من النفع.

فيما كشفت مصادر مقربة من تحالف دعم الشرعية لـ24، عن خطة المشاركين فيما تسمى بـ"الثورة الإسلامية"، موضحين أن الخطة تتضمن العمل على أكثر من صعيد حتى يتم إنهاك قوات الأمن، من خلال تعطيل مرفق "مترو الأنفاق" في محاولة لإصابة البلاد بحالة من الشلل، فيما ستحاول مجموعات أخرى اقتحام عدد من الميادين المهمة في المحافظات كميدان التحرير ورابعة العدوية في القاهرة، وميدان النهضة في الجيزة.

كما ستقوم مجموعات أخرى بإشاعة الفوضى وإرباك قوات الأمن لتنفيذ الخطوة الأهم في المخطط وهو اقتحام السجون التي يتواجد بها قيادات مكتب الإرشاد والرئيس الأسبق محمد مرسي، تزامناً مع محاولة محاصرة واقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي لإذاعة بيان بعودة الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى سُدة الحكم من جديد.

ومن جانبها، أكدت مصادر أمنية بوزارة الداخلية، لـ24، أن الوزارة تتعامل مع دعوات ما يسمى بـ"الثورة الإسلامية" بجدية شديدة، من خلال خطة تأمين ضخمة تم وضعها بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية، والتي تشمل تأمين المنشآت الحيوية، والدفع بتعزيزات أمنية في الشوارع وعمل مسح من خلال إدارة المفرقعات بالوزارة، وتشديد السيطرة الأمنية على الطرق ومرفق مترو الأنفاق.

ويتوقع مراقبون أن تبوء تلك التظاهرات بالفشل؛ نظراً لحالة الضعف السياسي الذي تعيشه جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدوها على الساحة، وهو ما يعني عدم قدرتها على الحشد من أجل إحداث فارق يذكر، متوقعين أن أحداث اليوم لن تخرج في أكثر السيناريوهات "سوداوية"، عن تفجير بعض العبوات الناسفة في أنحاء متفرقة، ومحاولة إحراج الدولة أمام الرأي العام من خلال دعوات حمل "المصاحف"، فيما أوضح البعض أن القائمين على الدعوات ذاتهم، لا يهدفون لإسقاط النظام في هذا اليوم وإنما هي "بروفة" لفعالياتهم في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.