السبت 6 ديسمبر 2014 / 14:39

سيف بن زايد: حارس الأمن والأمان

رغم حال القلق التي سرت في الإمارات، في أعقاب جريمة النقاب، خرج نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، ليبدّد ذلك القلق، ويزيل تلك المخاوف، في مؤتمر صحافي، أعلن فيه بشفافية ووضوح، للرأي العام المحلي والعالمي، تفاصيل الواقعة، مؤكداً القبض على القاتلة المنقّبة في زمن قياسي، ومحذراً في الوقت نفسه من المساس بأمن الإمارات والقاطنين فيها.

بدا وزير الداخلية سيف بن زايد، في ذلك المؤتمر الصحافي، غاضباً وحزيناً، وفي الوقت نفسه بدا حازماً صارماً.

أما الغضب فسببه ما تحدّث عنه من بشاعة جريمة القتل التي أودت بالمعلمة الأمريكية، واصفاً تلك الجريمة بأنها "ضربة للإنسانية"، مذكراً بالقيم الإماراتية الدينية والاجتماعية السامية التي تأنف مثل هذا العنف والكراهية. وأما الحزم والصرامة فمصدرهما الثقة الكاملة برجال الأمن الإماراتيين، الذين استطاعوا، رغم الحجب السوداء ووسائل التمويه، ورغم انشغال الناس باحتفالات اليوم الوطني، من تحديد هوية الجانية، ثم القبض عليها، ومنعها من تنفيذ عملية إرهابية ثانية ضدّ طبيب أمريكي، والأهم من ذلك منع الجانية (وربما من يقف معها وخلفها) من تحقيق هدفهم بتعكير صفو الإمارات واحتفالات أهلها والمقيمين فيها، باليوم الوطني الغالي على قلوبهم جميعاً.

وجاء احتفاء الإماراتيين والعرب بالشيخ سيف بن زايد وبالداخلية الإماراتية، عبر هاشتاقات أطلقوها على التواصل الاجتماعي، خير تعبير عن الشعور بالطمأنينة والثقة التي استطاع "سيف الخليج" نقلها إلى المجتمع الإماراتي، بل والمجتمع الدولي، بأن تلك المحاولة الآثمة لن تتمكن من المسّ بثقة الإماراتيين بقيادتهم وأجهزتهم الأمنية والشرطية، وهكذا وإذا كانت "ربّ ضارة نافعة" كما يقال، فإن النافعة في هذه العملية المشبوهة، هو اختبار المجتمع الإماراتي، والأجهزة الأمنية المكلفة بحمايته، للجهوزية التامة، والاحترافية العالية، في مواجهة مثل هذه الحالات والتعامل معها، فعلى الرغم من بعض أوجه القصور الذي يجب بحثها حول أمن المراكز التجارية والإجراءات المعمول بها في تلك المراكز، فإن سرعة حركة الأجهزة الأمنية الإماراتية، وقدرتها على تحقيق النتائج في فترة قياسية، ودون إحداث أيّ نوع من الاضطراب الاجتماعي، بل ودون أن يشعر أحد بجسامة المهمة التي تقوم بها قوات الأمن، تشهد كلها لمن يقف على رأس هذه الأجهزة، أي الشيخ سيف بن زايد، بقيادته الاستثنائية وبقدرته الفائقة على التعامل مع المواقف الطارئة بكل حكمة وترو وهدوء، وتحقيق النتائج الباهرة تبعاً لذلك.

كان المراد من جريمة النقاب أن تثير القلقلة والقلق، وأن تحدث الخوف والهلع في قلوب الناس، فإذا بالسحر ينقلب على الساحر، وإذا بالمجتمع الإماراتي والمقيمين على أرض الإمارات، يقفون اليوم، وبعد هذه العملية البشعة، أكثر ثقة بأمنهم واستقرارهم، وأكثر اطمئناناً بأن الأيادي السوداء التي تكره كلّ ما تمثله دولة الإمارات من قيم محبة وتسامح وإخاء، لن تتمكن من المسّ بهذه القيم أو إضعاف ثقة الناس بها، ما دام هناك قيادات واعية ساهرة من وزن ونوعية وصفات الشيخ سيف بن زايد الشخصية والمهنية، تقف سداً منيعاً في وجه كل المحاولات السوداء، والعقول السوداء، والقلوب السوداء، التي تحاول ترويعهم أو المس بأمنهم أو الطعن بالقيم الفريدة التي تميّز الإمارات وأهلها.