السبت 6 ديسمبر 2014 / 20:04

جريمة النقاب والدروس المستفادة

 

لم تكن "جريمة النقاب" أو "جريمة الريم" من الجرائم والحوادث العادية لمجتمع اعتاد على الأمن والطمأنينة والعيش بسلام ووئام بين جميع الجنسيات والديانات والمذاهب التي تعيش على أرضه، لم تكن الجرائم والحوادث التي يقرأ عنها او يسمع بها تتعدى الحوادث البسيطة وفي معظمها تتعلق بالنزاعات الشخصية أو بعض المخالفات المالية وحوادث السير الاعتيادية.

ولعل هناك العديد من الدروس المستفادة من هذه الجريمة البشعة التي هزت المجتمع الإماراتي المسالم ومنها:
ـ إن رجال وزارة الداخلية والشرطة مؤهلون للكشف عن أصعب الجرائم وأعقدها، وأن مرتكب الجريمة لن يتمكن من الإفلات وسيجر إلى العدالة خلال فترة قصيرة من ارتكاب جريمته.

ـ إن دولتنا سخرت أفضل أهم الوسائل التكنولوجية المتاحة لمراقبة الأماكن العامة والشوارع بما يوفر الأمن والأمان لكافة أفراد المجتمع.

وإذا كان ما تقدم أمور إيجابية تستحق الشكر والامتنان، وتعزز الثقة في القائمين على الأمن في بلدنا الكريم المعطاء، إلا أن هناك بعض الأمور التي تستحق التوقف عندها ومعالجتها ومنها:

ـ ضعف وقلة تأهيل العاملين بشركات الأمن الخاصة، وقد يكون مرد ذلك إلى ضعف الرواتب والحوافز التي تدفعها هذه الشركات والتي لا تجذب إلا العمالة غير المتخصصة.

ـ إن الأفكار الشاذة والمنحرفة قد تجد طريقها إلى بعض العقول الخاوية والضعيفة، مما يتطلب الحرص من أولياء الأمور والأهل على مراقبة أفراد العائلة، وأهمية تعزيز الولاء وحب الوطن والمجتمع لديهم، وكذلك التأكيد على وسطية الإسلام ومسؤوليتنا جميعاً في حفظ الأمن، وتقدير كل فرد أتى لتقديم خدماته لدفع عجلة التنمية بكافة نواحيها التعليمية والصحية والاقتصادية.

ـ إن هناك من يتستر بالدِين الإسلامي الحنيف لتحقيق مآربه الشيطانية، رغم أن التدين ليس بالمظهر وإنما بالجوهر وعلينا الانتباه والتمييز ومحاربة من يسعى إلى نشر الفتنة في المجتمع.

ـ إن بعض مظاهر الاحتفال باليوم الوطني المجيد شابته بعض التجاوزات، كما أن ن هناك من استغل هذه المناسبة للقيام بأعمال غير مشروعة، ويجدر بنا أن نراجع بعض هذه المظاهر التي تتيح الفرصة لتجاوزات قد تنتج عنها عواقب وخيمة.

وأخيراً ستظل دولتنا واحة الأمن وفردوس الأمان للمواطنين وللمقيمين فيها، وستزيد هذه الحادثة من تآزر مجتمعنا وتكاتفه لمحاربة أصحاب الأفكار الظلامية الذين لم ولن ينجحوا في زعزعة أمنه ولا في نشر أفكارهم المنحرفة داخله.