الثلاثاء 16 ديسمبر 2014 / 01:02

ماذا قال لوركا عن سلفادور دالي؟

إعداد ـ أحمد شافعي

هذه الشذرة هي كل ما تبقى من رسالة كتبها فيدريكو غارثيا لوركا إلى سيباستيان غاش، ويعرب فيها الشاعر الكبير بغاية الحماس عن عظيم إعجابه بسلفادور دالي. وسيباستيان غاش ناقد فني وواحد من أهم شخصيات الطليعة الكتالونية، وكان قد سبق له التعاون مع دالي في مشروع فني.

خريف 1927

عزيزي سيباستيان:

كلَّ يوم أزداد تقديراً لموهبة دالي. يبدو لي فريداً، وأعجب بما لديه من صفاء ووضوح رأي في كل ما يخطط لأن يفعله. طبعاً يخطئ، ولكن ذلك غير مهم. فهو حي. يجتمع له ذكاء وطفولية مزعجة، في مزيج استثنائي، آسر وأصيل. وأكثر ما يروقني فيه الآن هو حميته الإنشائية (أعني الإبداع) فهو يحاول أن يبدع من اللاشيء، ببذله جهوداً مضنية وإلقائه نفسه في غمار عواصف الإبداع بكثير من الإيمان وكثير من التوتر يبدو لي غير قابل للتصديق. وليس ثمة ما هو أكثر دراماتيكية من موضوعيته وبحثه عن السعادة. وتذكر أن هذا هو دأب المتوسطيين دائما. أما قال أحدهم "إنني أومن بانبعاث الجسد"؟ دالي رجل يناضل ببلطة ذهبية ضد الأشباح. "لا تكلمني عن الخرافات. سانتا كتالينا هذا مثير للاشمئزاز" .

يا له من سطر مباشر .

رمح خالص بلا فارس.

ما أشد التواء حلم طريقي

بنورك.

هكذا أقول أنا. أما دالي فلا يسمح لنفسه أن يقاد. ففضلا عن إيمانه بهندسة النجوم، لا يريد لنفسه إلا أن يكون على القمة. كم يؤثر فيّ! إنه يستلهم نفس العاطفة الخالصة التي كانت في نفس يسوع الطفل إذ تُرك على أبواب بيت لحم ونواة الصلب كامنة وسط قش مهده المقدس (عسى أن يجعل لي الأب الرب نصيبا من هذه العاطفة).
فيدريكو غارثيا لوركا