الثلاثاء 16 ديسمبر 2014 / 18:22

جريمة النقاب وأفاعي تويتر




استوقفتني بالأمس الكلمات الرائعة التي قالتها الأخت الداعية الإماراتية فاطمة الهنيامي، عندما وصفت ضحية المجرمة المنقبة بـ"الأخت"، وهي رسالة عظيمة جداً منها جزاها الله خيراً عليها، تدل على التسامح والوسطية في دين الإسلام العظيم، والأهم من ذلك أنها دعت لها بالرحمة وذلك تأكيداً منها أن الرحمة بيد الله عز وجل، وليس بيد أولئك المتشددين المتطرفين الذين، وبكل وقاحة وانعدام إنسانية، يحاججون بأنه لا يجوز الترحم عليها ولا الدعاء لها، وكأن الرحمة في يدهم وليست بيد الخالق عز وجل. رحم الله المدرسة الأمريكية وأدخلها فسيح جنانه وأعان الله اطفالها فيما اصابهم على يد تلك المجرمة المنقبة التي اعتنقت الإرهاب سبيلاً لها.

بعد الجريمة الإرهابية، وهو التوصيف القانوني لها، خرجت مسميات عدة منها جريمة النقاب أو جريمة الريم أو شبح الريم إعلامياً وشعبياً، والحقيقة أن تسمية "شبح الريم" لا تختلف في جوهرها عن تسمية جريمة النقاب، سوى أن مسمى جريمة النقاب، يلقي الضوء على متهم استغل النقاب ليتستر تحته لارتكاب جريمته الإرهابية الشنيعة، وبهذا المعنى فإنه وصف مستلهم وشارح لتسمية جريمة شبح الريم، لأن المجرمة المنقبة ما كانت لتشبه الشبح، في تسللها دون أن يتبين أحد شكلها، لو لم تستخدم تلك الأداة في التخفي عن أعين المجتمع والأمن.

المهم في المسألة ليست التسمية، بل ذلك الخروج المفاجئ لبعض "الأفاعي" من جحورها، وأقصد بالأفاعي أولئك من اعتنقوا فكر الإرهاب عامة و"الإخوان" خاصة، فنشطوا في محاولة لإثارة الرأي العام والبلبلة، ملبسين محاولتهم هذه رداء الدين والوطنية، لكي ينشروا أفكارهم المضللة التي تخفي وراءها أهدافاً أخرى، بعيدة كل البعد عن الدين والوطنية معاً، وهي الأفكار التي لطالما آمنوا بها وتبنوها، فشنوا حملة التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يحسبون أن الإماراتيين غافلون عن ماضيهم المليء بالريبة والتوجس والتناقضات، وبالتالي لم تنطل تلك الشعارات الزائفة على أحد، وماتت تلك الحملة المفتعلة في مهدها، ووجد أصحابها أنفسهم يواسون بعضهم بعضاً، للتغطية على فشلهم الذريع في تحريك الرأي العام الإماراتي، الذي يعرف جيداً كم استغل هؤلاء الشعارات الفضفاضة للوصول إلى مآربهم الخبيثة، متوهمين أن ماضيهم بات نسياً منسياً، ومنكرين أنهم ما زالوا عملياً يعيشون في ظلال ذلك الماضي الأسود..

المفارقة أن من أخرج تلك "الأفاعي" الشبحية من جحورها هو أفعالها نفسها، فهي التي اختارت، وفي حسابات خاسرة وساذجة، أن تضرم نار الفتنة، فتسلل دخان تلك النار بين الأسماء الوهمية والحسابات الكرتونية، ووجدت تلك الأفعى نفسها تتحول عقربة تلدغ نفسها بنفسها، وتلاقي مصيرها المحتم، دون أن تتوصل إلى تحقيق شيء من أهدافها القميئة.