الخميس 18 ديسمبر 2014 / 11:27

إيكونوميست: تعاون باكستاني أفغاني للقضاء على طالبان

24- إعداد: ميسون جحا

تناولت مجلة إيكونوميست البريطانية الجريمة التي ارتكبتها حركة طالبان في باكستان، وذهب ضحيتها أطفال أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا يتلقون العلم في مكان يفترض أنه آمن وبعيد عن ساحات القتال.

وأشارت المجلة إلى أنه "منذ ٢٠٠٧، لم يقل العدد الإجمالي للقتلى الذين يسقطون سنوياً على أيدي الجهاديين في باكستان عن ٢٠٠٠ قتيل، إذ بلغ بين عامي ٢٠١٢ و ٢٠١٣ أكثر من ٤٠٠٠.

وفي العام الجاري، تراجع عدد الضحايا بمعدل الثلث، لكن فظاعة الهجوم الذي شنته حركة طالبان على مدرسة يديرها الجيش الباكستاني في بيشاور، تخطى في طبيعته وحشية هجمات سابقة.

ولفتت المجلة إلى سياسات خاطئة اتبعها بعض الساسة لدعم جهاديين في كشمير، وهي منطقة متنازع عليها بين الهند وباكستان وأفغانستان، وتعمل حركة طالبان من منطقة شمال وزيريستان، وهي مناطق قبلية لا تسيطر عليها الحكومة تحاذي الحدود الأفغانية، حيث تختبئ الشبكة المسؤولة عن أشد العمليات الإرهابية دموية في أفغانستان.

تحول جديد
وبعد تسلم رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، السلطة في يونيو (حزيران) ٢٠١٣، وتولي رحيل شريف رئاسة أركان الجيش قبل عام، حدث تحول كبير في السياسات الرسمية، حيث أدرك الرجلان أن إرهاب الجهاديين يمثل خطراً على البلاد أكثر مما تمثله قوى أخرى كالهند.

 ومنذ يونيو (حزيران) ٢٠١٤، بدأ الجيش الباكستاني في شن هجماته ضد المقاتلين، عبر عملية "زرب أي عزب"، والتي تقضي بتدمير معاقلهم في شمال وزيرريستان.

ويقول الجيش الباكستاني أنه قتل قرابة ١٠٠٠ مسلحاً، بالإضافة لقلة من المدنيين. لكن مقاتلي طالبان يقولون إن المدنيين من نساء وأطفال كانوا الأكثر تأثراً بالغارات الجوية، وأن الجيش يجب أن "يشعر أيضاً بالألم"، وجاء الرد عبر الهجوم على المدرسة".

مؤشرات مطمئنة
وبعد أن بدأت المعركة ضد الإرهابيين، فإن الجيش الباكستاني لا يستطيع التراجع، وهناك مؤشرات مطمئنة على جبهات أخرى، إذ منذ انتخاب أشرف غني، رئيساً لأفغانستان في سبتمبر (أيلول) ٢٠١٤، تحسنت العلاقات بين البلدين إلى درجة كبيرة، إذ مدَّ غني يد الصداقة إلى نواز شريف عبر الموافقة على تطبيق سلسلة من إجراءات بناء الثقة، والتي شملت إرسال ضباط أفغان إلى باكستان، بهدف التدريب العسكري، ومن أجل التوصل لاتفاق حول حراسة الحدود.

كما يبدو أن غني أعطى الضوء الأخضر للأمريكيين لشن غارات بواسطة طائرات دون طيار ضد معاقل طالبان في شرق أفغانستان، وهو أمر رفضه سلفه، وفي مقابل ذلك، توقف الجيش الباكستاني عن دعم أنصار حقاني، إلى هذا الوقت، على الأقل.

وبحسب "إيكونوميست" فأن دحر الإرهابيين سيستغرق وقتاً طويلاً، لكن العدد الكبير من الضحايا في بيشاور قد يقنع الساسة والجيش الباكستاني بالتعاون معاً من أجل خوض هذه المعركة الضرورية.