الجمعة 19 ديسمبر 2014 / 14:33

صحيفة أمريكية: التنظيمات الإرهابية تتنافس لنشر الرعب

24- إعداد: ميسون جحا

ذكرت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية، اليوم الجمعة، أن المتطرفون يتنافسون في إشاعة الرعب والخوف من خلال قتل أكبر عدد من المدنيين، بحيث لم يعد يكفيهم أن يقتلوا مجرد شخصين أو ثلاثة.

طالبان تأثرت بإنجازات داعش لذلك تسعى لمجاراته في مستوى وحشيته

وبعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، اتسع نطاق الإرهاب وأصبح أكثر دموية، وربما يكون الهجوم الوحشي الذي شنته حركة طالبان باكستان على مدرسة يديرها الجيش في بيشاور، أكبر شاهد على مستوى البربرية إلى وصلت إليه هذه الحركة.

وأشارت الصحيفة إلى ادعاء طالبان بأن الهجوم جاء انتقاماً من الجيش الباكستاني الذي نفذ عمليات في وزيريستان المجاورة، لكن بحسب خبراء وساسة هناك أسباب أخرى للمجزرة.

وتأثرت حركة طالبان بإنجازات تنظيم داعش الذي يسيطر حالياً على مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا، لذلك تسعى الحركة لمجاراة التنظيم في مستوى وحشيته، ومن دواعي الأسف أن فظاعة أفعاله تعتبر جزءاً من استقطابه لمقاتلين جدد.

صرف الأنظار
ولفتت "بوسطن غلوب" إلى سبب آخر، هو أن استهداف مدرسة أطفال قد يفيد في صرف الأنظار عن الفائزة بجائزة نوبل للسلام هذا العام ملالا يوسف زاي، التي اجتذبت اهتماماً عالمياً، إذ دأبت طالبان على انتقاد الفتاة التي أطلق الرصاص عليها مسلح من الحركة.

وكانت ملالا مناصرة قوية لحقوق الفتيات بالتعليم، وهو أمر تعارضه طالبان، ومن المعروف أن قبائل البشتون المتشددة المقيمة على جانبي الحدود الأفغانية الباكستانية، ترفض تعليم الإناث، وكان ذلك السبب الرئيسي لمحاربتهم الروس والشيوعيين الأفغان في ثمانينات القرن الماضي، ولذلك يأتي قتل أطفال المدراس معاقبة لملالا والغرب الذي احتفى بها.

حزن عميق
وتمر باكستان بحالة صدمة وحزن عميق، إذ حاولت حكومات متعاقبة التوصل إلى سلام مع طالبان، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، في حين استغلت طالبان فترة توقف القتال لتقوية موقعها، ويتخفي حالياً عناصرها في كل مقاطعة ومدينة بإقليم بيشاور، وليس فقط في معاقلهم على الجبهة الواسعة داخل أفغانستان.

وقبل سنوات، صرح القائد العام للقوات المسلحة الباكستانية، أن الخوف من شن هجمات إرهابية ضد المدنيين، كان أحد الأسباب التي منعت الجيش الباكستاني من شن هجمات ضد طالبان عبر الحدود مع أفغانستان، وفي العام الحالي، أنهت باكستان حالة ضبط النفس عندما أدركت أن مسلحي طالبان يشكلون خطراً قاتلاً.

وترى الصحيفة أن الهجوم الوحشي الذي شنه مقاتلو طالبان على مدرسة أطفال في وزيريستان، سيوحد الآن جميع الأحزاب الباكستانية والجيش لإدراك حقيقة أن الحركة المتطرفة تشكل خطراً حقيقياً على الدولة الباكستانية، وأن المهمة ستكون صعبة، وربما تدرك حالياً أمريكا، وهي في طريقها للخروج من أفغانستان، بأن خطر طالبان في السيطرة على تلك المنطقة يشكل أكبر تهديد في أفغانستان.