الجمعة 19 ديسمبر 2014 / 20:56

بيع رسالة المجند الذي نظّم الهدنة في الحرب العالمية الأولى

إعداد: أحمد ضيف

في ذكرى مئوية الحرب العالمية الأولى(1914)، أخرج كثير من المواطنين ما اعتبروه إرثاً عائلياً لارتباطه بسنوات الحرب الكبرى، وسعوا للتربح من ورائه ببيعه بشكل شخصي أو بعرضه في مزادات. آخر هذه الأشياء كانت تحديداً رسالة المجند البريطاني ويلي لوسباي المعنونة بـ "هدنة الكريسماس 1914"، والتي بيعت في مزاد عقد في إنجلترا ووصل ثمنها إلى 20 ألف جنيه إسترليني، بحسب جريدة إيه بي سي الإسبانية.


حكاية هذا الحدث معروفة تاريخياً. كل شيء حدث يوم الكريسماس على جبهة المعركة، وبحسب ما تحكيه كتب التاريخ، توصل الجنود الألمان والبريطانيون في ذاك اليوم إلى اتفاق بوقف القتال لمدة يوم والاستمتاع معاً بمباراة كرة قدم. وخلال هذا اليوم، قضوا وقتاً سعيداً ودخنوا السجائر وتقاسموا كل ما يملكونه (كما ظهر مؤخراً في إعلان عن سوبر ماركت إنجليزي).

وبعد مرور 100 عام، يمتلك الآن رجل بريطاني رسالة ويلي لوسباي، المجند الذي اجتمع بالجنود الألمان، مغامراً بحياته، ليعقد هذا الاتفاق الأسطوري، وهي الرسالة التي أرسلها بعد ذلك إلى أمه وبيعت الآن بـ 20 ألف جنيه استرليني، ما يعادل 25 ألف يورو.

تتكون الرسالة من 8 صفحات، يشرح فيها المجند كيف بدأ قبل الكريسماس بيوم واحد في التواصل مع الجنود الألمان بهدف التوصل إلى هدنة. وعندما اتفقوا بإيماءات سطحية، عبر المجند، 25 عاماً، متخلياً عن خوفه، الـ 36 متراً التي تفصل كتيبته عن كتيبة العدو ليعقد معهم الاتفاق. فعل ذلك رغم أنه كان يعرف إمكانية تلقي طلقة في أي لحظة. ويحكي أن تلك اللحظات كانت أكثر الأوقات التي شعر فيها بالرعب.

فيما بعد، يشرح لوسباي كيف تعرف على ضابط ألماني سأله إن كان معهم فرنسيون، فمزح معه وأكد أن "عشرة فرنسيون لا يصنعون إنجليزياً واحداً". وبعد الضحك بلحظات، قدم له الألماني كهدية عشر سجائر وعلبة شوكولاتة قبل أن يقترح عليه لعب مباراة كرة قدم، فوافق سريعاً، وكوّنوا فريقين.

وتنتهي الرسالة بعبارة لوسباي: "ما أستغربه جداً أن في كل فريق كان هناك أفراد لا زالوا يتقاتلون".