الجمعة 19 ديسمبر 2014 / 23:41

نيويوركر: عام ونصف على اختطاف بوكو حرام لمئات النيجيريات، وما زال مصيرهن مجهولاً

24 ـ ميسون جحا

في نسختها الإليكترونية الأخيرة، تساءلت صحيفة نيويوركر الأمريكية، عما جرى لفتيات نيجيريات خطفهن تنظيم بوكو حرام الإرهابي، قبل قرابة عام.

والتقت مراسلة الصحيفة بكومفورت أيوبا، فتاة في الثامنة عشر ذات عينين واسعتين ووجه مشرق، استطاعت الهروب من قبضة مقاتلي بوكو حرام. وتتذكر عندما أدرك مجموعة من أولئك المقاتلين، ذات يوم من شهر إبريل (نيسان) الماضي، بأنه لا يوجد متسع من المكان في شاحنتهم لحمل جميع الفتيات الذين أرادوا اختطافهن من مدرسة أيوبا، فإنهم أجبروا فتاة مسيحية على الاستلقاء على الأرض، وقد صوبوا نحوها بندقيتهم. وتتذكر أيوبا صوت الرجال وهم يسألونها عن ديانتها، وعندما أصرت على أنها لن تتخلى عن دينها، فما كان منهم إلا أن أمروها وفتاتين أخريين بالجري بعيداً، وعدم النظر إلى الوراء.

أسلحة في العراء
وتقول صديقة أيوبا، روجويس ياغا، وهي في الرابعة عشر "أول ما رأيته عندما وصلنا إلى معسكرهم، كان ثلاجة وشجرة، فقد احتفظ المقاتلون بكميات كبيرة من الأسلحة والعربات في العراء".

وتقول مراسلة نيويوركر "كانت أيوبا وياغا من سعيدات الحظ لأنهما تمكنتا من الهروب، وتقيمان حالياً في قرية جاجيل البعيدة الواقعة وسط دغل وصخور تغطيها عيدان صفراء بجوار بلدة شيبوك، حيث كانت توجد مدرستهما القديمة قبل أن تحرقها بوكو حرام وتحولها إلى دمار. وقد تمكنت بعض الفتيات من الهروب، والعودة إلى القرية، عندما زرت القرية في الصيف".

وتشير نيويوركر إلى "تمكن قرابة ٤٠ فتاة من الهروب، لكن ما زال أكثر من مائتي فتاة مفقودات. ومع اقتراب العام من نهايته، يبقى هناك شيء مؤكد، وهو أن الفتيات مازلن غائبات، وبين الحين والآخر، قد تسنح لإحداهن فرصة للهروب. لكن تنظيم بوكو حرام دأب، منذ وقت طويل، على اختطاف فتيات ونساء، وبتنا نعرف من خلال من تمكن من الهرب (وبعضهن حوامل أو لديهن طفل صغير)، أنهن غالباً ما تم منحهن لمقاتلين آخرين كرقيق، أو أجبرن على خدمة المقاتلين. وإذ لم يعد محتملاً تنفيذ عملية إنقاذ جماعية لهؤلاء المختطفات، من المحتمل أن عملية كتلك لم تجر مطلقاً".

استعادة المختطفات
وتقول الصحيفة "من المنطقي التساؤل عن سبب إحجام الحكومة النيجيرية، عن استعادة الفتيات أو في توفير الحماية لشعبها، وذلك رغم تلقيها مساعدة من الولايات المتحدة، ووجود دافع آخر متمثل بالرغبة في إعادة انتخاب الرئيس، جودلاك جوناثان، لفترة رئاسية ثانية. وقد تمكنت منظمة بوكو حرام، خلال الخريف الماضي، من احتلال مناطق واسعة في شمال شرق نيجيريا، وذلك في إطار سعيها لإقامة خلافة معاصرة. وفي نوفمبر، لوحده، قتل قرابة ثمانمائة شخص خلال قرابة ثلاثين هجوماً. ويقول الجيش النيجيري أنه طرد بوكو حرام خارج بعض معاقله، ولكن الإرهابيين مازالوا يسيطرون على قرابة ١٢ بلدة.

ونقلت نيويوركر عن مسؤولين نيجيريين قولهم في الشهر الماضي أنهم لم يتسلموا مساعدات أمريكية كافية، ملقين اللوم على واشنطن لعدم إطلاعهم على المعلومات الاستخباراتية المفيدة لحربهم ضد المسلحين. وقال سفير البلاد في الولايات المتحدة "كان بإمكان نيجيريا القضاء على الإرهابيين خلال مدة قصيرة لو أنها تسلمت المزيد من المساعدة العسكرية".

سجل مريع
ومن ثم، وفي الشهر الحالي، ألغت نيجيريا خططاً خاصة ببرنامج تدريب بقيادة أمريكية لكتيبة للجيش النيجيري يأمل مراقبون أن تصبح أكثر استعداداً وقدرة على مواجهة بوكو حرام. لكن لم يذكر أي من المسؤولين النيجيريين أسباب عدم حصول البلاد على المعلومات أو الأسلحة التي طلبتها، وخاصة في ظل وجود سجل للجيش النيجيري قديم ومريع فيما يتعلق بتجاوزات حقوق الإنسان والفساد. كما يقال إن الجنود النيجيريين، وبسبب نقص الذخيرة وتدني أجورهم، يهربون من ساحات المعارك، أو حتى يتعاونون مع الإرهابيين. لكن من المؤكد أن الشواهد الأخيرة للعمليات العسكرية، والعدد الموثق من القتلى، وارتفاع حصيلة اللاجئين، لا بد أن تقنع الحكومة النيجيرية بوجوب إصلاح مؤسسة باتت تخسر حربها مع بوكو حرام".