السبت 20 ديسمبر 2014 / 09:34

قبل الوداع

الخليج - ابن الديرة


هذه هي الأيام الأخيرة من العام، كأنما هي ملحق صغير يلتصق بذيل العام، وإنما الحديث عن "رأس" السنة، وعن مطلع العام الجديد . الناس، بشكل طبيعي وتلقائي يتكلمون عن الغد والمستقبل، والإنسان بطبعه متفائل، ومع أن هذا جميل ومفهوم، فإن الحديث عن الماضي مهم جدا ولا يمكن فصله عن حديث المستقبل . لولا ذاك لما كان هذا . نعم هكذا في التبسيط اللافت، ويبقى التذكير بأن عامنا الحاضر هذا الذي نعيش أيامه الأخيرة سيكون في القريب العاجل ماضياً، وسيلحق بركب الذكريات.

كما أن العيون والعقول والقلوب متعلقة بكل مقبل والغد مقبل، فلا بد من مراجعة الزمن الماضي والزمن الذي كاد يمضي، وسنة 2014 ليست سنة عادية.

 هي استثنائية بكل المقاييس، وتعد منعطفاً تاريخياً مفصلياً في عناوين متعددة على صعد محلية وعربية ودولية.
  
على المستوى المحلي مضت الإمارات بكل ثقة في تحقيق منجزها الخصوصي المهم، وهو إلى ذلك، ضروري ليس لدولة الإمارات فقط، وإنما للمنطقة الخليجية والعربية بأسرها . الإمارات وهي تطرح، بالفعل قبل القول، الأنموذج البديل، تستحق ما تحقق من نجاح وتفوق، وهي، في هذا السياق، تمثل البشارة بحق.
 
وحين يوجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص العام المقبل 2015 عاماً للابتكار، وحين تكون دولة الإمارات هي السباقة إلى ذلك على صعيد المنطقة الخليجية والعربية، فإن الأمر يشتمل على ضرورة الإمارات وجوداً وتأثيراً.
  
وكان لدولة الإمارات دورها الكبير في خلال العام الذي كاد يمضي في مجال منظومة العمل الخليجي المشترك، ما رتب نجاح قمة الرياض وصولاً إلى اتفاق الرياض التكميلي، ثم إتمام المصالحة الخليجية في قمة الدوحة، ولا ينبغي أن نودع 2014 من دون تأمل إرهاصات وأسباب ونتائج أزمة الخليج التي كانت دخيلة ومستغربة، حيث الوضع الطبيعي هو أن نكون معاً يداً بيد نحو مستقبل الطريق.
  
وكان هذا العام محطة زمنية مهمة توافق فيها العالم الحر على مواصلة حربه على الإرهاب، خصوصاً بعد سقوط الموصل وهيمنة تنظيم "داعش" الإرهابي على مناطق في سوريا والعراق، وهنا لا بد من التأمل وأخذ العبرة، خصوصاً وأن اليمن يعيش مع نهايات العام ظروفاً سياسية وعسكرية لا يحسد عليها، حيث لا مفر من تحقيق الدولة الوطنية نحو تجاوز سيطرة الحزب أو القبيلة أو الطائفة.
  
وعن مصر فحدث وأطل، حيث كان العام الذي كاد يمضي عام عودة مصر إلى شعبها ومستقبلها، والمطلوب استمرار التمسك بمصلحة مصر التي هي مصلحة أكيدة للعرب جميعاً.
  
بعض أفكار ألحت على الذاكرة بمناسبة قرب رحيل عام صاخب واستثنائي وحافل بالأخبار والأسرار، وقد تكون لنا عودة في الأيام المقبلة، وقبل نهاية العام ودائماً: كل عام وأنتم بخير.