لمحامي الأمريكي البارز ستانلي كوهين (أرشيف)
لمحامي الأمريكي البارز ستانلي كوهين (أرشيف)
السبت 20 ديسمبر 2014 / 10:32

"محامي القاعدة" تفاوض مع داعش لإطلاق سراح كاسيغ

قال المحامي الأمريكي البارز ستانلي كوهين إن المفاوضات لإطلاق سراح الرهينة الأمريكي عامل الإغاثة بيتر كاسيغ، استغرقت منه 6 أسابيع، من أكتوبر (تشرين الأول) حتى منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، وكذلك زيارات مكوكية لعدة دول في الشرق الأوسط منها الكويت وعمان، إلا أن المفاوضات مع داعش التي استمرت لأسابيع انهارت، وتم ذبح كاسيغ، الذي كان قد أعلن إسلامه قبل عام وغير اسمه إلى عبد الرحمن.

وأوضح كوهين، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط اليوم السبت، الذي دافع من قبل عن عدد من قيادات "القاعدة" ومنهم سليمان بوغيث صهر بن لادن، وأعضاء بحركة حماس لمدة 20 عاماً من بينهم موسى أبو مرزوق، خلال محاكمتهم في الولايات المتحدة، أنه اقترح اللجوء إلى متشددين لبدء التفاوض مع داعش من أجل إطلاق سراح كاسيغ.

وضمن من اقترح كوهين أسماءهم، حسب قوله، الرجل الأكثر نفوذاً في عالم الجهاديين أبو محمد المقدسي، والسفير الروحي لتنظيم القاعدة في أوروبا، عمر محمود عثمان (أبو قتادة)، بالإضافة إلى مسؤول كويتي بـ "القاعدة"، رفض أن يكشف عن اسمه، وقال: "دعم المفاوضات أيضا لإطلاق سراح كاسيغ عدد من سجناء القاعدة السابقين ونشطاء حقوقيون، وأطباء ومحامون، وآخرون طالبوا بالإفراج عن الرهينة الأمريكي السابق لدى داعش".

وأضاف أن الأسابيع الـ 6 لم تكن الأصعب في حياته، لكن كانت هناك ضغوط متواصلة عليه لإنجاز المهمة، مشيراً إلى أنه احتجز في حرب غزة لأيام طويلة، وأوضح أنه عندما علم بمقتل الرهينة الأمريكي كاسيغ شعر بغضب وإحباط شديدين لهذا الاستخفاف من قبل داعش بالأرواح البشرية، واستهانتهم بدماء الناس.

التفاوض
وقال إن استراتيجيته التفاوضية للإفراج عن كاسيغ، قامت على عدة نقاط، أهمها ألا يقوم الأردن بملاحقة المقدسي لإجرائه محادثات مع إرهابيين، وألا تقوم الولايات المتحدة باستخدام المعلومات التي قد تحصل عليها من هذه المحادثات لشن غارات جوية ضد قادة داعش المشاركين بالمحادثات، كما تضمن الاتفاق أن يتوقف المقدسي عن التحدث علناً بشكل يسيء لـ "داعش"، وفي المقابل، يمتنع التنظيم عن خطف الصحافيين الأجانب أو عمال الإغاثة، وعدم قتل كاسيغ طوال فترة المحادثات.

 وأكد كوهين أن اعتقال المقدسي أدى إلى مقتل صفقة الإفراج عن كاسيغ في مهدها، وأوضح أنه لم يتعرف على المنظر البنعلي وهو إمام أحد المساجد في البحرين، وهو من قيادات تنظيم داعش الآن، بل تواصل معه المقدسي، عبر تقنية "سكايب".

وفي 26 أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد المقدسي لكوهين أنه على يقين أن التنظيم سيفرج عن كاسيغ، وأن المحادثات تجرى بشكل جيد، إلا أن السلطات الأردنية ألقت القبض على المقدسي في اليوم التالي بتهمة "استخدام الإنترنت للترويج لأفكار تنظيمات إرهابية"، مما أدى إلى انهيار المحادثات تماماً، ما دفع التنظيم لقتل كاسيغ.

وقال كوهين إنه يدافع اليوم عن أكثر من 100 مشتبه بالإرهاب، ويشعر بأسف شديد أنه سيتخلى عنهم عندما يذهب إلى السجن، بداية العام، لقضاء عقوبة مقررة بحقه بسبب التلاعب في الضرائب لمدة عام، ولكن على حد قوله "هناك اليوم العشرات من المحامين النابهين في الولايات المتحدة، قادرون على التصدي لتلك القضايا والدفاع عن حقوق الإنسان".