الملا فضل الله يتوسط أعوانه (إ ب أ)
الملا فضل الله يتوسط أعوانه (إ ب أ)
الأحد 21 ديسمبر 2014 / 17:49

تليغراف: قائد مجزرة مدرسة بيشاور هو الذي حاول اغتيال ملالا

24 - إعداد. ميسون خالد

فيما هزت المذبحة التي راح ضحيتها 141 تلميذاً ومعلماً، في مدرسة في بيشاور في الأسبوع الماضي، الباكستانيين جميعاً، وبدأت الحكومة تنفيذ أحكام الإعدام بالإرهابيين المدانين، برز إلى الضوء قائد حركة طالبان الذي أمر بالذبح مبرراً العملية.

فيما يحتفظ فضل الله بعلاقات وثيقة مع المقاتلين في الجماعات الأخرى من بينها طالبان أفغانستان الواقعة على الحدود إلا أنه في حرب الفوز بالدعم الشعبي يبدو أن مجزرة الثلاثاء الماضية تشكل نقطة تحول

ظهر عمر منصور(36 عاماً)، أمام الكاميرا ملوحاً بإصبعه، قائلاً إن العملية كانت "انتقاماً بسيطاً لأطفال ونساء طالبان الذين قتلهم الجيش الباكستاني"، في حربه على الإرهاب.

اقتلوا.. بأمر من القائد
إلا أن منصور ليس القائد الفعلي للعملية، بل هو محض واجهة، بينما القائد الحقيقي هو مولانا فضل الله، الإرهابي الديماغوغي الملتحي، المعروف بمحاولته اغتيال ملالا يوسف ازي، الطفلة ذات الخمس عشرة عاماً، والحائزة على جائزة نوبل في السلام، والتي أطلق عليها الرصاص، ما تسبب في إصابة في رأسها عام 2012، لخرقها منع طالبان الفتيات من الذهاب للمدرسة، بحسب ما أفادت صحيفة "تليغراف" البريطانية.

يذكر أن أوامر فضل الله بإطلاق النار على ملالا أدينت بشدة حول العالم، وإن كانت بعض الاصوات في باكستان انتقدتها باعتبارها "لعبة بيد الغرب في سعي لتشويه سمعة باكستان".

لكن أي شكوك حول ملالا تبددت الأسبوع الماضي، يوم الثلاثاء، في أعقاب مجزرة مدرسة بيشاور، التي قام بها سبعة عناصر من طالبان، وأسفرت عن مقتل 132 تلميذاً، كما أحرق معلمون أحياء أمام طلابهم، وقتلت مديرة المدرسة، طاهرة قاضي، بواسطة قنبلة يدوية ألقيت عليها فيما اختبأت في دورة المياه.

ملا راديو
وتشير تليغراف إلى أنه، حتى الآن، لا يزال فضل الله معروفاً باعتباره "ملا راديو"، بفضل القناة الإذاعية التي كان يديرها في منطقة وادي سوات بباكستان، منذ عام 2004 وحتى طرده الجيش منها في 2009.

وأدت الخطب التي كان يلقيها على الراديو لإكسابه جمهوراً واسعاً من النساء، اللواتي تبرعن له بالمجوهرات، وقمن بحثّ أزواجهن على الانضمام للجهاد الذي يقوده.

وصرّح أحد أقرباء فضل الله، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الكثيرين من عائلتنا حاولوا إقناعه بالابتعاد عن مسار التطرف الذي انتهجه، لكنه لم يكن يستمع لأحد، حتى أنه قتل اثنين من أعمامه في 2007!".

وبحلول فبراير(شباط) 2009، أصبحت جماعة الملا قوية جداً لدرجة أن الحكومة الباكستانية قررت عقد "محادثات سلام" معه، واستبدال المحاكم المدنية المعروفة بـ "محاكم القاضي"، الخاضعة لقوانين الشريعة الإسلامية، كسبيل لاسترضائه.

حلفاء ودعم شعبي
ودعمت الولايات المتحدة هذه المحادثات، سراً، خوفاً من مواصلة فضل الله التقدم واحتمال انضمامه إلى قوات "تحريك طالبان" (TTP) - طالبان باكستان – والتي كان يرأسها حينها بيت الله محسود، في المناطق القبلية غير المستقرة والتي ينعدم فيها القانون، في المناطق الواقعة على طول الحدود الأفغانية.

واعتبر فضل الله ردود الحكومة إشارة على ضعفها، فأمر رجاله بالتقدم نحو قطاع بونير، الواقع على بعد 60 ميل من العاصمة إسلام آباد، وقتل رجاله حوالي 250 رجل شرطة ومعارضاً هناك، علّق الكثيرين منهم من عواميد الكهرباء، ودمر 400 مدرسة للبنات.

وفيما يحتفظ فضل الله بعلاقات وثيقة مع المقاتلين في الجماعات الأخرى، من بينها طالبان أفغانستان، الواقعة على الحدود، إلا أنه في حرب الفوز بالدعم الشعبي، يبدو أن مجزرة الثلاثاء الماضية تشكل نقطة تحول.

يذكر أن أنباء صحافية غير مؤكدة، نقلتها صحيفة "ذي نيوز" الباكستانية، تحدثت عن مقتل فضل الله، إلا أن الجيش الباكستاني رفض تأكيد أو نفي الخبر حتى الآن.