مقتلون في حزب الله اللبناني (أرشيف)
مقتلون في حزب الله اللبناني (أرشيف)
الأحد 21 ديسمبر 2014 / 21:35

تقرير: حزب الله يكشف أسراراً سياسية وعسكرية

قلما يكشف حزب الله أسراره السياسية والعسكرية على الورق فهو حزب يكتب تاريخه في الميدان العسكري ويخاطب أعداءه بقلم رصاص بكثير من الغموض وقليل من البوح ولو بعد حين.

ونادراً ما تأتي إصداراته الورقية على شكل تفاهم بين مكونات مجالسه، وعلى رأسها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ومن هنا يأتي كتاب نائب الحزب في البرلمان اللبناني حسن فضل الله "حزب الله والدولة في لبنان الرؤية والمسار" مقدماً صورة سعى الحزب فيها منذ تكوينه سياسياً للبحث عن الدولة "حيث بفقدانها نستقبل الفوضى".

وينطلق فضل الله في كتابه من رؤية الإسلام لمفهوم الدولة والتي "يقرها كضرورة ويعتبرها من الحاجات الأساسية لتنظيم الحياة على الأرض وتوفير مقومات رقيها"، ويبحث عن الأصول التي يستمد منها حزب الله ثقافته حيال الدولة، خاصةً عندما لا تستند إلى حكم الشريعة الإسلامية".

وتعزيزاً لمبدأ اتبعه حزب الله على مدى سنوات تعايشه مع الدولة فإن فضل الله يؤكد تخلي الحزب عن فكرة تطبيق الحكم الإسلامي، إذ "وجد حزب الله أن هذه الظروف الموجودة في لبنان لا تسمح بتطبيق فكرة الدولة الإسلامية نتيجة التنوع الطائفي والسياسي القائم".

وبالتزامن مع ترك فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم استقى الحزب خياراته الدينية فضلاً عن تنسيقه السياسي والأمني من إيران "وما لبثت الجغرافيا الإسلامية أن انصهرت في إطار ثقافة عامة أشاعتها ولاية الفقيه".

العلاقة مع سوريا
ومن ثنايا صورة الدولة الواردة في النص يفرد فضل الله صفحات يتناول فيها العلاقة مع سوريا الحليف الوثيق للحزب بعد اتفاق الطائف، حيث "خضع لبنان آنذاك لإشراف إدارة سورية كاملة وتحكم أفرقاء لبنانيون بالمفاصل الداخلية فولدت مؤسسات هذه الدولة على يد القابلة السورية وتحولت أداة طيعة بيد قلة من المسؤولين السوريين وتقدمت مصالحهم في أحيان كثيرة على مصلحة سوريا نفسها".

ويتهم فضل الله هنا من يسميهم "رسامون محليون" باستجلاب منافع خاصة وفئوية ولو أدى ذلك إلى تسليم الأوراق والمفاتيح بأكملها إلى الراعي السوري، وذلك في إشارة لمرحلة سلم فيها رئيس وزراء لبنان الأسبق الراحل رفيق الحريري، مفتاح بيروت إلى رئيس جهاز الأمن والاستطلاع غازي كنعان، الذي كان خلال تسعينيات القرن الماضي الحاكم الفعلي للبنان".

واستمرت الهيمنة العسكرية السورية على لبنان ما يقرب من ثلاثة عقود إلى أن انسحبت القوات السورية من البلاد عام 2005 بعد اتهامها باغتيال رفيق الحريري.

وتلاقى حزب الله مع سوريا على الهدف المركزي هو التصدي لإسرائيل، لكنه اختلف معها في قضايا كثيرة "وتصادم معها في بعض الأحيان فهو لم يكن على وئام مع السياسة التي انتهجها الفريق السوري لإدارة الملف اللبناني، وسبق له أن دفع ثمناً من حياة عناصره عندما استهدفت سوريا أحد معاقله في بيروت عام 1987 بما عرف بمجزرة فتح الله".

ويقول فضل الله إن "الخصومة مع سوريا تأسست على وقع دم سال في بيروت وظلت ترافق الطرفين طيلة حقبة التعايش كاشفا عن "أفخاخ في طريق العلاقة" وعن "قيادات سورية تحكمت بالقرار واستجلت لنفسها ثروات طائلة".